فقدان حاستي الشم والتذوق.. هل يعني ذلك الإصابة بكورونا؟
كتبت- ندى سامي:
في الآونة الأخيرة تزايدت الشكاوى من فقدان مفاجئ في حاستي الشم والتذوق، دون أي أعراض أخرى، وفي بعض الأحيان يصاحبها بعض الأعراض مثل ارتفاع الحرارة، وآلام الجسم، وضيق التنفس، وهو ما ربطه البعض بالإصابة بكوفيد 19، وأثار ذلك جدلًاطبيًا كبيرًا للكشف عن حقيقة الأمر.
"الكونسلتو" يستعرض في التقرير التالي، سبب فقدان حاستي الشم والتذوق، وعلاقته بالإصابة بفيروس كورونا المستجد.
أعلنت منظمة الصحة العالمية تزايد الشكاوى المتعلقة بفقدان حاستي الشم والتذوق، وأنه حتى الآن لم يتم الجذم في أنهما أحد الأعراض المصاحبة للإصابة بالفيروس التاجي.
وجدت دراسة جديدة نشرت في مجلة المنتدى الدولي للحساسية وعلم الأنف، أن فقدان حاستي الشم والتذوق قد يبدو من الأعراض الأولية الشائعة لدى المرضى الذين يعانون من التهابات خفيفة من كوفيد 19 وفقًا لـ " Live science".
وتوصلت الدراسة إلى أن حوالي 68٪ من العينة التي تم تطبيق الدراسة عليها عانوا من فقدان الرائحة، و 71٪ أبلغوا عن فقدان حاسة التذوق، كما أنهم استطاعوا استعادة الحاستين بشكل تدريجي في مدة وصلت تصل إلى أربعة أسابيع كحد أقصى.
وقال ستيفن مونجر، مدير مركز الرائحة والتذوق في جامعة فلوريدا، والمدير المشارك لبرنامج اضطرابات كوفيد 19، إن فقدان الرائحة الكامل، وكذلك التذوق، والذي يسمى خلل التنسج، ويرتبط هذان العرضان ارتباطًا وثيقًا بعلل الشيخوخة، وصدمات الرأس، والأمراض العصبية، والعدوى الفيروسية، ومنها تلك التي تسببها الفيروسات التاجية.
تفسير سبب فقدان حاستي الشم والتذوق عند الإصابة بكورونا
قد يستهدف الفيروس خلايا الأنف التي تتفاعل مع الروائح الواردة، وتعمل المستقبلات الموجودة على هذه الخلايا كمحطات إرساء للمواد الكيميائية ذات الرائحة، وترتبط بالمستقبل الحسي الذي ينقل التفاعل الكميائي والكهربائي للدماغ.
وإذا أصيبت الخلايا التي تحمل مستقبلات الرائحة بالعدوى، فلا يمكنها توليد إشارات، فقد يفقد الشخص مؤقتًا حاسة الشم، ولكن لحسن الحظ أن هذه الخلايا الحسية غالبًا ما تتلف بسبب المواد الكيميائية ومسببات الأمراض، فإن الجسم يستبدلها كل 30 إلى 60 يومًا حسبما قال مونجر، وهو ما يفسر رجوع الحاسة مجددَا.
فقدان حاستي الشم والتذوق دون أعراض
ضمن عملية البحث للكشف عن حقيقة تلك الظاهرة، تم ملاحظة أن هناك الكثير من الأشخاص ممن فقدوا الحاستين، ولا يعانون من أي أعراض أخرى، واكتشفوا بشكل مفاجئ فقدانهم للشم والتذوق، فقد يرجع ذلك للعديد من الأسباب، فهناك اضطراب معروف باسم اضطراب الطعم والرائحة، وقد يحدث ذلك بسبب الفيروس التاجي، وربما بسبب بعض العوامل الأخرى التي يمكن توضيحها فيما يلي:
أمراض الأنف المختلفة، وتحديدًا الجيوب الأنفية.
عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي.
التعرض لصدمات شديدة في الرأس.
بعض العيوب الخلقية.
تناول بعض الأدوية التي لها علاقة بالغدد الصماء.
اقرأ أيضًا: حال الإصابة بكورونا.. إليك كيفية تجهيز العزل المنزلي (فيديوجراف)
فقدان الشم والتذوق مع ظهور أعراض
فقدان حاستي الشم والتذوق قد يصاحبه بعض الأعراض الأخرى، والتي تختلف بين المرضى، ومن بين أبرز الأعراض التي تم ملاحظتها، ارتفاع الحراراة بدرجة طفيفة، أو الإصابة بالحمى، أو آلام الجسم المختلفة، أو صعوبة في التنفس، أو الإصابة بالسعال، وتتشابه تلك الأعراض مع الأعراض المصاحبة للإصابة بالفيروس التاجي، وهو ما يرجح الإصابة بشكل فعلي، ويمكن تحديد شكل الإصابة وفقًا لمعيارين:
الفيروس في مرحاله الأولى، يصاب الجهاز التنفسي العلوي، ويؤثر على حاستي الشم والتذوق، والتي تعد المراحل الأولى للإصابة، والمريض سيواجه بعض الأعراض الأخرى الأكثر شراسة.
الفيروس التاجي يتسبب في إصابة طفيفة، تتراوح درجتها من ضعيفة لمتوسطة، ويؤثر على حاستي الشم والتذزق، ويتسبب في ظهور بعض الأعراض الأخرى التي يمكن السيطرة عليها دون تعرض حياة المريض لخطر.
ماذا تفعل إذا فقدت حاستي الشم والتذوق؟
يقول الدكتور أيمن مجاهد، استشاري الأنف والأذن والحنجرة بكلية طب القصر العيني، إن ظهور عرض فقدان الشم والتذوق، قد يعني الإصابة بفيروس كورونا بنسبة كبيرة بعد مطالعة نتيجة تحاليل الكثير من المرضى الذين يعانون من ذلك العرض، وكانت نتيجة المسحة إيجابية، لذلك يجب التعامل مع تلك الحالة على أنها إصابة بكوفيد 19، إلى أن يثبت العكس، وحفاظًا على صحة المريض ومن حوله.
ويوضح مجاهد أنه لا يوجد علاج دوائي لتلك الحالة، ولكن هناك مجموعة من الوسائل التي يجب أن يتبعها المريض احتياطيًا، للحفاظ على حياته ومن حوله، وحددها فيما يلي:
عند فقدان حاستي الشم والتذوق، يجب أن يعزل المريض نفسه في المنزل لمدة أسبوعين، للتأكد من سلامته، ولتجنب نقل العدوى لغيره.
تجنب الذهاب للكشف الطبي، أو البحث عن علاج، أو عمل المسحة الكاشفة عن الفيروس، لأن ذلك يعرض المريض ومن حوله للخطر.
الراحة مهمة، فعلى الشخص النوم عدد ساعات كافية بشكل يومي، وتجنب التعرض للإجهاد.
الإهتمام بشرب السوائل الدافئة بكميات كبيرة على مدار اليوم.
تجنب الاعتماد على البخاخات التي تحتوي على الكورتيزون، والتي تتسبب في الكثير من الأضرار.
تناول بعض الأدوية التي لا تعد علاجًا نهائيًا، ولكنها علاجات مساعدة، مثل بنادول في حالة آلام الجسم وارتفاع الحرارة بشكل بسيط، وتناول قرص من الزنك مرة واحدة في اليوم، وفيتامين سي مرة يوميًا.
تجنب القلق والتوتر النفسي، لأنه أحد العوامل المهمة، والتي يغفلها الكثيرون، إذ تؤثر على حالة المريض، ويمكن أن تتسبب في مضاعفات خطيرة.
عند تفاقم حدة الأعراض، والإصابة بضيق في التنفس بصورة غير كبيرة، يجب سرعة طلب الرعاية الطبية.
قد يهمك: بالأدوية والفيتامينات.. طبيب يوضح الطريقة الصحيحة لعلاج كورونا منزليًا
فيديو قد يعجبك: