مضاعفات متعددة لخراج اللوزتين.. هل الجراحة ضرورية؟
كتبت- أسماء أبوبكر
خطورة التهاب اللوزتين تتمثل في المضاعفات التي يمكن أن يسببها على رأسها تكون خراج حول اللوزتين الذي يسبب مشاكل صحية عديدة للمصاب به خاصة إذا لم يعالج في بداية ظهوره.
السبب الرئيس
الدكتور أسامة عبد الحميد، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب جامعة عين شمس، قال إن السبب الرئيس لخراج حول اللوزتين هو التهاب اللوزتين، خاصة إذا كان المريض مصاب بالسكر أو يعاني من ضعف المناعة.
اتفق الدكتور بيتر ميلاد، مدرس واستشاري الأنف والأذن والحنجرة بجامعة عين شمس، في أن التهاب اللوزتين هو السبب الأساسي لتكون خراج حولهما، مضيفا أنه في بعض الحالات يمكن أن ينتقل الخراج من مكان لأخر كأن يتكون خراج حول الرقبة أو البلعوم أو أسفل الفك ويصل للوزتين.
علامات منذرة
رغم أن التهاب اللوزتين يسبب ارتفاع في درجة الحرارة، إلا أن هناك بعض العلامات المنذرة التي تشير إلى تكون خراج حولهما، ووفقا لعبد الحميد وميلاد، تتمثل في: ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم لتصل فجأة إلى 40 درجة ولا تستجيب للمسكنات العادية، ألم شديد والشعور بنبضات في اللوزتين أو حولهما، صعوبة في البلع، عدم قدرة المريض على فتح فمه.
مضاعفات خطيرة
خطورة خراج اللوزتين تتمثل في احتمالية انتشاره في أماكن أخرى أو وصوله للأوعية الدموية الكبرى في الرقبة، مثل الشريان والوريد الأساسيين فيها لدرجة تسبب مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة، وفقا لميلاد.
أكد عبد الحميد أن خراج حول اللوزتين يمكن أن يمتد لمناطق أخرى كالرقبة أو الصدر، وفي بعض الحالات قد يسبب نوع من التسمم البكتيري في الجسم.
التشخيص
الفحص الإكلينيكي يساعد في تشخيص خراج اللوزتين، أوضح ميلاد أن الطبيب يحاول فتح فم المريض إلى حد ما وباستخدام خافض اللسان يلاحظ أن اللهاة (القطعة الصغيرة التي تأخذ شكل جرس معلق أعلى الحلق) بدلا من أن تكون في منتصف الحلق تميل عكس مكان الخراج.
أضاف ميلاد أنه يتم تأكيد التشخيص عن طريق وضع بنج موضعي وإدخال إبرة في مكان معين وفي حالة وجود صديد يتم التأكد من وجود خراج حول اللوزتين.
علاج دوائي أم جراحي؟
عبد الحميد أكد أن حقن المضاد الحيوي لا تفيد إلا في مرحلة الالتهاب الخلوي التي تسبق تكون الخراج، لكن في حالة تكون الخراج والصديد بالفعل لا بد من التدخل الجراحي لفتحه وتصفيته لكن تحت بنج موضعي، ثم يتناول المريض بعدها مضاد حيوي، مشيرا إلى أنه يفضل حجز المريض في المستشفى عند معالجة الالتهاب الخلوي.
أضاف عبد الحميد أنه بعد فترة يتم استئصال اللوزتين، لتقليل احتمالية تكون خراج مرة أخرى في حالة التهابها ثانية.
وفقا لميلاد، العلاج الأساسي لخراج حول اللوزتين هو فتحه وتصفيته تحت بنج موضعي بالنسبة للكبار، أما في الأطفال يفضل أن يكون تحت بنج كلي لتجنب احتمالية ابتلاع الطفل الصديد ومن ثم حدوث التهابات في أماكن أخرى.
شدد ميلاد على ضرورة عدم استئصال اللوزتين في نفس الجراحة التي يتم فيها تصفية الخراج، لأنها تكون ملتهبة بدرجة كبيرة، ولا بد أن يتناول المريض مضاد حيوي بعد فتح الخراج لمدة أسبوع إلى 10 أيام، مشيرا إلى أنه لم يعد من الضروري استئصال اللوزتين طالما تكون خراج حولهما بل لا يتم اللجوء إلى ذلك إلا في حالة الالتهاب المزمن أي إذا كان المريض يعاني من التهاب اللوزتين أكثر من 4 مرات في العام.
فيديو قد يعجبك: