شروط استفادة مرضى تدهن الكبد من الصيام
كتبت- حسناء الشيمي
يعتقد كثيرون أن الصيام مفيد لمرضى دهون الكبد ويساعدهم على التخلص من الدهون الزائدة على الكبد ويحميهم من الدخول في مضاعفات، فما صحة ذلك؟
يؤكد الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الكبد ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، أن الصيام لا يكون مفيدًا في كل حالات تدهن الكبد، موضحًا أنه ينقسم لثلاث مراحل:
المرحلة الأولى
فيها تكون الدهون بسيطة ويتم التعرف على ذلك من خلال التصوير بالموجات الصوتية، ووظائف الكبد طبيعية ويتم التعرف على ذلك من خلال إجراء تحاليل، ويكون الصيام هنا مفيدًا لمريض دهون الكبد، وبالفعل يمكنهم التخلص من الدهون المركزة في الجسم بشكل عام والكبد بشكل خاص.
يشترط للاستفادة من الصيام في هذه الحالة الالتزام بنظام غذائي صحي وخالٍ من الدهون والسكريات لضمان عدم التعرض لمضاعفات.
المرحلة الثانية
تُسمى بتدهن الكبد التفاعلي والالتهابي، وهنا تكون نسبة الدهون مرتفعة، وإنزيمات الكبد أيضًا مرتفعة، وحالة الجسم في إرهاق، وهنا يخضع المريض للفحص ويتم تحديد إمكانية صيامه من عدمها من قبل الطبيب المعالج، خاصة أن ذلك يتحدد وفقًا لعدة عوامل منها السن والحالة العامة للمريض وإصابته بأمراض أخرى.
المرحلة الثالثة
إذا تسبب تدهن الكبد في الإصابة بتليف الكبد، فهنا يتم النظر إلى الحالة فإذا كان التليف غير متكافئ، أي غير مصاحب بأي مضاعفات، فيمكن للمريض الصيام، وإذا شعر في أثناء الصيام بتعب ودوخة ورعشة وزغللة، فهنا عليه كسر صيامه والإفطار فورًا.
أما إذا كان التليف غير متكافئ، أي مصاحب بمضاعفات، كالاعتلال الدماغي الذي يسبق الغيبوبة الكبدية، أو ارتفاع ضغط الوريد البابي وما يصاحبه من وجود دوالي في المريء أو دوالي في المعدة، أو استسقاء في البطن، أو فشل كلوي ناتج عن فشل كبدي، أو أورام الكبد، فهنا يمتنع المرضى عن الصيام تمامًا.
شروط الصيام
يقول «عز العرب» إنه في حالة سماح الطبيب بصيام المريض، فيجب الالتزام ببعض النصائح للحفاظ على حالة الكبد والاستفادة من الصيام، وهي:
- عدم ملء المعدة بشكل كبير عند بداية الإفطار.
- كسر الصيام بكوب من الماء، أو بضع تمرات، أو شوربة، أو سلطة، ثم التوجه لأداء صلاة المغرب وذلك لتهيئة الجهاز الهضمي لاستقبال الطعام.
- تقسيم وجبة الإفطار على مرتين مرة بعد الإفطار مباشرة، والأخرى بعد 3 ساعات، لعدم إرهاق الكبد.
- الحرص على تناول وجبة متكاملة تحتوي على كل العناصر الغذائية كربوهيدرات معقدة، بروتين، دهون صحية، ألياف، وفيتامينات ومعادن، وخاصة تلك الموجودة في طبق السلطة الخضراء بنسب متوازنة.
- توزيع شرب الماء من بداية الإفطار حتى السحور، وذلك بشرب كوب من الماء في كل ساعة، وعدم الإفراط في شرب الماء كله مرة واحدة سواء عقب الإفطار، أو السحور، خاصة أن الجسم يطرد الزائد عن حاجته منها، عن طريق البول، ولا يتم الاستفادة منها.
- الابتعاد تمامًا عن الوجبات السريعة، التي تحتوي على الدهون المشبعة والتي تضر بالكبد.
- تجنب السكريات التي تكون في صورتها البسيطة، وتناولها في صورتها المعقدة.
- ممارسة الرياضة وخاصة المشي.
- تناول وجبة سحور متكاملة، لتجنب إرهاق الكبد في ساعات الصيام، والبعد عن المخللات، الحلويات.
أصلها
وعن أصل دهون الكبد، يوضح أستاذ الكبد أنها تحدث نتيجة عدة عوامل منها:
- السمنة المفرطة.
- السكري إذا كان غير متكافئ أي غير منضبط.
- اختلال في دهون الدم، كارتفاع الكولسترول، أو الدهون الثلاثية.
- الإصابة بفيروسات كبدية.
- من تعرضوا لاستئصال جزء من الأمعاء.
- من اتبعوا رجيم قاسٍ، أي الذين يفقدون 2 كيلو في الأسبوع، لأن ذلك يجعل الكبد معرضًا لزيادة الدهون عليه، نتيجة تفاعلات الجسم لتعويض الطاقة الذي يفقدها نتيجة افتقاره للعناصر الغذائية التي يحتاجها كالكربوهيدرات، كما أن الكبد يقوم بالاستعانة بالجليكوجين المخزن فيه، وتحويله إلى جلوكوز، لإنتاج الطاقة، وبعدما بنفد يلجأ إلى مصادر أخرى وجراء تلك التفاعلات، تتكون دهون على الكبد.
- بعض الأدوية التي تعمل على الميتوكوندريا، كأدوية الصرع، الضغط المرتفع.
ولعلاج تلك الحالة يتم البحث عن السبب وعلاجه لإقلال نسبة تدهن الكبد وفقدان الوزن.
فيديو قد يعجبك: