تصلب الأعصاب المتعدد يهدد الشباب.. من أعراضه «الزغللة»

كتبت - حسناء الشيمي:

يعد تصلب الأعصاب المتعدد، والمعروف بـ«MS»، أحد الأمراض المناعية المزمنة التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، والذي يفقد المريض القدرة على التحكم في الأعصاب إذا تأخر اكتشاف المرض والسيطرة على مضاعفاته.. تعرفوا على أعراضه ومخاطره وطرق السيطرة عليه.

أوضح الدكتور ساهر هاشم، أستاذ أمراض المخ والأعصاب، أن تصلب الأعصاب المتعدد، والمعروف بـ«MS» هو من الأمراض المناعية، كالروماتويد، والذئبة الحمراء، والسرطان، ويصيب الجهاز العصبي، ويصيب النساء أكثر من الرجال، بنسبة 3: 1.

وأضاف هاشم، أن المرض يتسبب في عزل مادة المايلين الدهنية، المغلفة للعصب، ما يجعله مكشوفا، دون أي مادة تحميه من المؤثرات الخارجية، فتتأثر وظيفته، وبالتالي تقل سرعة الترسيب فيه، ما يؤدي إلى حدوث التهابات قد تنتهي بضمور الأعصاب الموجودة بالجهاز العصبي المركزي، وهو ما يؤثر على كل شيء في الجهاز العصبي كالنظر، الحركة، والإحساس.

وأشارت الدكتورة ناهد الحسيني، استشاري العلاج الطبيعي، ورئيس قسم العلاج الطبيعي بمستشفى الساحل التعليمي، إلى أن وظيفة الأعصاب تتمثل في نقل الإشارات العصبية من المخ إلى العضلات، ولها شقين، حسية وهي المسئولة عن الإحساس بأي شيء خارجي كالسخونة، وأخرى حركية ومسئولة عن الحركة، ففي حالة إحساس اليدين بالسخونة، يعطي الجسم للمخ إشارة فتنتقل إلى اليدين، وكل ذلك في وقت قصير جدا، ولكن عند الإصابة بالتصلب تطول المدة الزمنية للاستجابة، ونقل الإشارة يكون غير منتظم.

أعراض المرض وخطورته

تتمثل خطورة تصلب الاعصاب المتعدد، في احتمالية إصابته للشباب والأطفال، فضلا عن أنه يصيب المخ، ويسبب إعاقة جسدية، أو إعاقة النظر، أو عدم القدرة على التحكم في عملية التبول، كما تتعدد نوباته، وفقا لما أوضحه الدكتور ساهر هاشم.

وأشار أستاذ أمراض المخ والأعصاب، إلى أن خطورة المرض تتزايد بسبب عدم وضوح أعراضه في البداية، فضلا عن كونها مؤقتة ما يصعب تشخيصها، مضيفا أن الأعراض في البداية تظهر على هيئة زغللة في إحدى العينين قد تستمر من 24 ساعة : أسبوع، وتختفي، والإحساس بالتنميل المستمر لمدة تتراوح من أسبوع : 10 أيام، أيضا من الأعراض الأولية للمرض، ولكنها تختفي، وعند حدوثها تترك أثر في المخ، وقد لا ينتبه المريض لذلك، ويفسرها على أنها نتيجة التوتر أو الغضب، أو بعض الحركات الخاطئة، ويظل ذلك حتى يتم تشخيص المرض، وقد تأخذ فترة تشخيصه عام كامل.

وأكد هاشم أن الاكتشاف المبكر للمرض يسهل السيطرة عليه، وتجنب حدوث مضاعفاته، التي قد تصل إلى ضمور العضلات، واتفقت معه الدكتورة ناهد الحسيني، موضحة أن أعراض المرض تظهر بوضوح بعدما تؤثر على العضلات، وتضعفها، ويصبح الفرد غير قادر على الحركة، أو الإمساك بأي شيء.

السيطرة على تصلب الأعصاب المتعدد

ولفت أستاذ أمراض المخ والأعصاب، إلى أن تصلب الأعصاب المتعدد من الأمراض المناعية، فليس له علاج نهائي، ولكنه أكد في الوقت ذاته أنه يمكن السيطرة على المرض ومضاعفاته، وحماية المريض منه، من خلال إيقاف الهجمات المتكررة للمرض، حتى لا تترك أثرا عليه، ويستطيع المريض ممارسة حياته بشكل طبيعي، وهو ما يعطي نتائج أفضل كلما تم اكتشاف المرض مبكرا.

وأكدت «الحسيني» أهمية العلاج الطبيعي في علاج أعراض تصلب الأعصاب المتعدد، وتأهيل المريض، وذلك من خلال المساعدة في تحسين عمل الأعصاب، على أن يتم بطريقة صحيحة، وعلى أيدي متخصصين.