أضرار التدخين تبدأ من اللسان وتنتهي بالمثانة

حاتم صدقي

التدخين ظاهرة اجتماعية وحالة مرضية تهدد حياة الملايين من البشر، فطبقًا لتقارير سابقة لمنظمة الصحة العالمية، يؤدي التدخين لوفاة 5 مليون نسمة سنويا، 70% منهم في الدول النامية، أي بمعدل ألفي نسمة يوميًا وشخص كل 6 ثوان.

ويؤدي التدخين للإصابة بسرطان الرئة واللسان والمثانة، والثدي عند السيدات، فضلًا عن تصلب الشرايين والسكتة الدماغية. 

وتذكر نتائج الأبحاث أن التدخين يدمر الوظائف الحيوية للجسم، وتصل نسبة النيكوتين في السيجارة الواحدة إلى 10ملجم ما يعنى أن عبوة السجائر تحتوي على 200 ملجم من النيكوتين.

ويشير الدكتور عبد الحكيم محمود، رئيس قسم الصدر والحساسية بكلية طب قصر العيني، إلى أن التدخين له أضرار على كافة أجهزة الجسم ويؤثر في الجهاز التنفسي على الشعيرات الصغيرة التي تطرد ذرات الميكروبات والأجسام الغريبة إلى الخارج، ما يساعد على تهيج الشعب الهوائية، والتهابات الجيوب الأنفية، والحنجرة والقصبة الهوائية، وتليف الرئة نتيجة قلة الأكسجين الذي يصل إلى الدم لزيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون، فتختل وظائف أجهزة الجسم ويشعر المدخن بزغلة وعدم القدرة على التركيز أو القيام بأي مجهود.

تدخين الشيشة

ويضيف رئيس قسم الصدر بالقصر العيني، أن تدخين الشيشة أكثر خطورة من السجائر لأنها تؤدي إلى الإصابة بالانسداد الرئوي والالتهابات الشعبية الحادة والمزمنة والالتهاب الكبدي الوبائي وسرطان اللسان والحنجرة والبلعوم نتيجة تراكم سموم التدخين، بالإضافة إلى زيادة سرعة ضربات القلب وإصابته بجلطة.

القدرة المناعية للمدخن

الدكتور الدسوقي فوده، مدير مركز المناعة والحساسية بجامعة الأزهر، يقول إن التدخين يقلل من القدرة المناعية للجسم ويجعله عرضه للإصابة بأمراض الحساسية، فمثلا المرأة الحامل لا بد وأن تتجنب التدخين حتى لا يعرضها للإجهاض المتكرر وتشوه الجنين والوفاة المفاجئة للمولود والإصابة بسرطان عنق الرحم، وكذلك الأم المدخنة وهي حامل إذا كان الجنين لديه قابلية للحساسية تزيد نسبتها بزيادة الأجسام المناعية المضادة للأم والتي تنتقل إليه عن طريق الحبل السري.

فترة الانسحاب

ورغم كل هذه المخاطر إلا أن الأبحاث أثبتت أن نسبة إدمان التدخين لا تتعدى 10% لذلك فإن الإقلاع عنه لن يكون صعبًا، ولكنه قرار يحتاج إلى إرادة وعزيمة وتحمل أعراض الانسحاب، وهي فترة انسحاب النيكوتين من الجسم والتي تستمر ما بين 10 إلى 15 يومًا، يصاحبها زغللة للعين والشعور بالصداع والقلق والتوتر ولكن سرعان ما تزول هذه الأعراض ليعود الشخص بعدها طبيعيًا.

قوانين تمنع التدخين

ويوضح مدير مركز المناعة والحساسية بجامعة الأزهر، أن القوانين التي تمنع التدخين غير مطبقة ولا تنفذ عقوباتها، فهناك قوانين تمنع التدخين في أماكن العمل ووسائل النقل والمواصلات والأماكن العامة والمباني الصحية مثل قانون 4لسنة 1994، والذي يعطى الحق لرئيس المؤسسة منع الموظفين من التدخين داخل المكاتب، ومن يخالف هذا القانون تكون العقوبة من 1000 إلى 20000 جنيه، وقانون آخر يمنع بيع السجائر لمن هم أقل من 18 سنة لكنه لا يطبق أيضًا. 

أما قانون 85 لعام 2002، فيمنع الإعلان أو الترويج لبيع السجائر سواء بالوسائل المرئية أو المسموعة أو المقروءة، كما صدر قانون يمنع التدخين داخل المنشآت الصحية والتعليمية كالنوادي الرياضية والاجتماعية ومراكز الشباب.