أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

د. ياسر عبدالقادر لـ«الكونسلتو»: سرطان الرئة الأخطر والكبد الأكثر انتشارًا في مصر (حوار)

03:01 م الأحد 05 فبراير 2023

دكتور ياسر عبدالقادر

>> أستاذ علاج الأورام: 70% من المصابين بسرطان الرئة في مراحل متقدمة غير قابلة للشفاء.. وإطلاق مبادرة رئاسية لفحص وعلاج أورام الرئة والقولون والبروستاتا وعنق الرحم

>> كورونا كشفت عن العديد من المصابين بسرطان الرئة دون أعراض.. و60% من الإصابة بسرطان الرئة نتيجة تغيرات وطفرات جينية

>>النمط الغذائي سببًا في ارتفاع نسبة الإصابة بالأورام في الصين واليابان بعكس مصر

حوار أحمد سعد:

أصبح السرطان يشكل تهديدًا شديدًا للمصابين به خاصة في الفترة الأخيرة، الأمر الذي استدعى تدخل الدولة بمبادرات رئاسية ودعم غير مسبوق لعلاج هذا المرض الخبيث في ظل ارتفاع تكلفة علاج الأورام.

لكن ما الأسباب التي أدت إلى هذا الانتشار وظهور حالات جديدة وما طرق الوقاية وما الجهود التي تبذل للحد من ذلك، كل هذه الاسئلة يجيب عنها الدكتور ياسر عبدالقادر، أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة ورئيس اللجنة العلمية لمبادرة الرئيس لفحص وعلاج 4 أورام (البروستاتا والرئة والقولون وعنق الرحم) في حواره لـ"الكونسلتو"، وإلى نص الحوار:

هل هناك زيادة في أعداد المصابين بالسرطان؟

لا يمكن القول أن هناك زيادة في نسبة المصابين بالسرطان على مستوى العالم أو حتى مصر لكن سبب هذا الارتفاع الملاحظ هو تقدم وسائل التشخيص وتوافرها للجميع والتوعية الصحية التي لم تكن موجودة من قبل.

وفي الفترة الأخيرة مع تطور وسائل التسخيص بدأ أساتذة الأورام يكتشفوا أورام كانت "منسية" ولم يتم تشخيصها وهذا ما أعطى وجود انطباع زائف بزيادة نسبة السرطان فهو لم يزيد في مصر لكن وسائل التشخيص تكتشف حالات أكثر وأصبحت في متناول الجميع سواء القطاع العام أو الخاص.

فالكثير من الناس ماتوا بسبب الأورام التي لم يتم اكتشافها وخاصة أورام الجهاز الهضمي، لأن تشخيصه يحتاج إلى مناظير والتي لم تكن متوفرة في وقت سابق.

هل تلعب تغيير أنماط الحياة والعادات الخاطئة دورًا في الإصابة بالسرطان؟

تأثير نمط الحياة على الإصابة بالسرطان يتعلق بجانين الأول أن العمر الافتراضي للإنسان المصري ارتفع ومع زيادة الارتفاع يكون عرضة أكثر للإصابة بالأورام، والجانب الثاني أن النمط الحياتي وخصوصًا الضغوط أثبتت أنها يمكن أن تزيد من الإصابة بالسرطان، لكن هل لدينا نمط حياتي معين زاد من نسبة السرطان؟ الإجابة القطعية لا، وهل لدينا نسب إصابات السرطان أعلى من الخارج؟ الإجابة أيضًا لا.

والنمط الغذائي لا يسبب ارتفاع نسبة الإصابة في مصر لكن على النقيض تمامًا في اليابان والصين النمط الغذائي معروف ومنها اكل الأسماك النيئة أدت إلى زيادة سرطان المعدة لديهم ومع ارتفاع الاصابات قاموا بعمل مناظير في أعمار مبكرة لكن في المقابل لديهم نسب سرطان الرئة ضعيفة جدًا ولديهم أعلى نسب شفاء من سرطانات المعدة للتشخيص المبكر.

أم في مصر ليس لدينا نمط غذائي معروف وأصبح الناس يتعاملون مع نمط الحياة والضغوط من خلال الوعي فمثلاً السمنة اتخذت الناس إجراءات للحذر من الأكل وممارسة الرياضة والتمشية في الشوارع وربما يلجأ البعض إلى تناول الفول والخضروات والإقلال من اللحوم من جانب الناحية الاقتصادية لكن أيضًا ذلك في صالح المريض من الناحية الصحية، لأنه يقلل من استهلاك اللحوم.

لماذا تم اختيار سرطانات القولون والبروستاتا وعنق الرحم والرئة من قبل المبادرة الرئاسية للفحص والعلاج؟

سرطان الرئة يمثل مشكلة كبيرة على مستوى العالم ومصر خاصة أن 70% من الحالات تأتي في مراحل متقدمة غير قابلة للشفاء لكن قابلة للسيطرة، وخلال الـ3 أعوام الماضية أثناء انتشار جائجة كورونا اقبل الناس على إجراء الأشعة المقطعية بشكل كبير حتى دون شرط وجود أعراض، وليس شرطًا ان يكون سرطان الرئة له أعراض مثل الكحة بدم، فاكتشفنا مرضى بعد تشخيص كورونا وإجراء الأشعة المقطعية مصابين بسرطان الرئة رغم أن ليس لديهم أي أعراض وتم اكتشفاها في مراحل مبكرة ويتم علاجها بالجراحة والعلاج ومازالت الجراحة المكون الأساسي والرئيسي في علاج سرطان الرئة.

كم عدد المستهدفين من المبادرة التي سيتم إطلاقها؟

هناك عدة محددات للكشف على المواطنين ضمن المبادرة وتحديد فئات فمنها يتم الكشف على من هم فوق سن معين وسكان بعض المناطق أولاً في بعض المحافظات، وتاريخ التدخين حتى من اقلعوا عنه لأقل من 15 سنة، ويبلغ عددهم حوالي من 2 الى 3 مليون لسرطان الرئة، والمصابين بسرطان البروستاتا أقل بعض الشئ.

لكن سرطان القولون به مشكلة في توعية الناس بالفحص المبكر لأن هناك سرطانات بها إزدواجية العرض خاصًة في مناطق الجسم المقفولة فمثلاً السيدة تشعر بتورم في الثدي وفهذا عضو طرفي ظاهر، لكن من يصاب بإسهال مستمر أو دم من الشرج فهي مناطق مقفولة لا بد من توعية الناس بأن ذلك دلالة على مرض ويتوجه للفحص عند الشعور بهذه الأعراض.

وبالتالي ليس لدينا عدد معين للمصابين بسرطان القولون لأننا لم نقم بعمل كشف مبكر لأن عمل مسح يحتاج إلى مناظير وكفاءة وتدريب الأطباء وأجهزة متوفرة حديثة، أما فيما يتعلق بسرطان الرئة يجب توافر الأشعة، ولا بد من توافر الأجهزة لذلك بحيث يكون هناك لا مركزية توزع في المحافظات لكن بروتوكول العلاج تم وضعه.

ما أكثر السرطانات خطرًا في الـ4 أورام التي تتضمنها المبادرة؟

يؤرقنا سرطان الرئة لأن نسب الإصابة به في العالم ترتفع بشكل كبير، نتيجة التحاليل البيولوجية التي اظهرت أن 60% من الإصابة بسرطان الرئة نتيجة تغيرات وطفرات جينية معروفة، بالإضافة إلى أن سعر أدوية سرطان الرئة التي يمكن أن يستفيد منها المصاب بالسرطان مرتفعة ونسبة الوفيات به انخفضت بالفعل على مستوى العالم، وليس مصر فقط، نتيجة الكشف المبكر واستحداث معامل للطفرات الجينية ولدينا معمل في مصر سيعمل قريبًا.

لكن ما سبب ظهور هذه الطفرات الجينية؟

يمكن أن يكون التدخين السبب، لكن ليس بمفرده وربما يكون التلوث وهناك أشياء جينية لا نعرفها بدليل أننا نرى مصابين بسرطان الرئة غير مدخنين وأعمارهم 20 و30 و40 عامًا فهناك أشياء غريبة لم تكتشف إلى الآن حيث إن 85% من المصابين بسرطان الرئة مدخنين و15% بسبب التلوث البيئي وأشياء أخرى.

هل تؤثر التغيرات المناخية على سرطان الرئة؟

بالتأكيد يؤثر التغير المناخي على ذلك لكن ليس هناك معلومات كافية عن ذلك، لكن بشكل عام بشأن سرطان الرئة لدينا بيانات قوية عنه في مصر تحديدًا وهو سرطان بيئي متوطن ونسبته مرتفعة ولذلك وضعنا في البروتوكول الخاص بالاكتشاف المبكر له أن الشخص الذي يتم فحصه يعرف مكانه لأن لدينا مناطق معينة مثل حلوان والتبين وشبرا الخيمة يوجد بها المصانع التي تسبب استنشاق مادة الأسبستوس، ويظهر السرطان لدى هؤلاء بعد فترة خمول 16 سنة وهي فترة طويلة.

وهذه المادة كانت مرتبطة ببعض الصناعات وطالبنا بنقل مصانعها خارج المناطق السكنية بدليل أن الدول الخارجية عندما يريد تصنيع صناعات مواد معينة يقوم بعملها في مصر ثم يصدر المنتج ويبعد مواطنيه وعماله عن استنشاق هذه الغازات.

وبالتالي أطلقنا هذه المبادرة لاكتشاف أورام الرئة او الغشاء البلوري التي توجد في مصر بشكل كبير ويظلم فيها السيدات والإناث لأن أول حالة اكتشفت كانت زوجة رجل يعمل ويستنشق الأسبستوس وكان التراب على الملابس وأثناء تنظيف ذلك تستنشق الزوجة الاسبستوس، فأصيبت بسرطان الرئة.

لكن ما مضمون اتفاقات مصر في أسعار هذه الأدوية التي سيتم العلاج بها في المبادرة وهل تم التعاقد عليها؟

نعمل حسابنا في سعر الدواء وطلبنا من الشركات الأم المصنعة للأدوية التي في أمريكا وأوربا تخفيض السعر وبالفعل خفضوا سعر الادوية لـ50،60، 70، و80%، وفي الفترة القادمة أدوية جديدة ستطرح في السوق أيضًا.

هل لدينا تصنيع محلي لهذه الأدوية؟

بدأ الاتجاه في للتصنيع لكن نحن نتحدث عن الأدوية التي لم يتم الحصول على تصريح لتصنيع المماثل لها، وبراءة الاختراع لم تصدر لها.

ماذا يقلق أساتذة الأورام من أنواع السرطانات المختلفة؟

سرطان الكبد لأنه أكثر شيوعًا في مصر ومازال من أكثر السرطانات القاتلة في مصر، وإلى أن تأتي نتائج العلاج بفيروس سي ويأخذ مراحله لمنع الإصابة بأورام الكبد وهذا يستغرق من 5 إلى 10 سنوات وبعدها مصر تنخفض في عدد الإصابة بسرطان الكبد لكن ما زال إلى اليوم سرطان الكبد هو أهم وأخطر الأورام المنتشرة في مصر.

لكن البعض يقول إن سرطانات البروستاتا والجهاز الهضمي تزيد بشكل كبير في عدد الإصابات؟

بالنسبة لسرطان البروستاتا لا بد من فهم أن الرجال فوق 50 عامًا منهم 25% مصابين بسرطان البروستاتا، لكن ليس شرطًا أن يتم علاجهم كلهم في وقت واحد لأن الإصابة المبكرة ممكن تركها تحت المتابعة لحين العلاج.

ما الروشتة التي يضعها أساتذة الأورام للوقاية من أمراض السرطان؟

- الابتعاد عن التدخين.

- الحياة الصحية والأكل الصحي.

- الحفاظ على الوزن وممارسة الرياضة وتجنب السمنة فهي صديق حميم للسرطانات أي كان نوعها.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية