"الإسورة زي الطرحة"- ربة منزل تواجه خوفها من "الليمفيديما" بقطعة سيلكون
كتبت - أمنية قلاوون:
تصوير : محمود عبدالناصر
في الطريق المؤدي لسوق الخضار بمنطقة الجيزة، يتحتم على بدر محمد دربالة، 47 عامًا، المرور بشارع البحر الأعظم، حيث تسكن.
قبل خضوعها لجراحة استئصال الثدي بعدة أشهر، اصطدم أحد الميكروباصات بذراع دربالة، مما أشعل فتيل الخوف بداخلها، خشيًة من تكرار الحادث بعد إجراء العملية، لتختفي عن الأنظار تمامًا، بمجرد أن تلمح العربات عن بُعد.
حين تصل للسوق، تبذل دربالة قصارى جهدها، لتجنب المارة: "الإسورة مبتفارقش في إيدي وأنا رايحة أشتري طلبات البيت، مش عايزة أحتك بحد، وحد يخبطني وهو بيعدي".
اقرأ أيضًا: "دراعي خط أحمر"- رحلة "إسورة السرطان" من الجيزة إلى مستشفيات مصر
11 نوفمبر 2021، تاريخ مميز لدى بدر، استفاقت آنذاك من أثر التخدير، عقب إجراء جراحة استئصال الثدي، بعدما أصيبت بالسرطان بالتزامن مع ظهور فيروس كورونا، ليكن أول ما تسمعه أذنيها هو تعليمات الممرضة بشأن 3 ممنوعات لا يتعرض لها ذراعها الأيمن: "لازم تحافظي على دراعك بعد العملية، ممنوع اللمس أو الحقن أو الضغط".
بعدها بأيام، تنهار قوى بدر في مواجهة الألم النفسي وحدها، فتتجه إلى جمعية "سحر الحياة" بالجيزة، لتسلمها رئيس الجمعية سوارًا ورديًا، مدون عليه "دراعي خط أحمر"، في حفل نُظم خصيصًا لدعمها.
منذ ذلك الحين، أصبح السوار جزءًا أساسيًا من متعلقات بدر: "أنا حطاها على التسريحة وأنا بلف الايشارب قدام المرايا، ماقدرش أخرج من غيرها".
قد يهمك: "الخبطة تمنها دراعها"- كيف تواجه عزة الزحام بالسوار الوردي؟
السوار ليس مجرد إكسسوارًا لبدر، التي تحصل على علاج هرموني كل 3 أشهر الآن، لكنها طوق نجاة لها، حيث تنذر الآخرين بإصابتها: "علشان محدش يشدني من دراعي أو يديني حقنة لو فقدت الوعي، علامة بتفهِّم الناس إنه ممنوع اللمس".
بعد إجراء جراحة سرطان الثدي، لا تقوى بدر على إدارة شئون المنزل بمفردها: "دلوقتي مباقدرش أشيل كرسي تقيل لوحدي"، فقامت بتوريث بناتها الثلاث مسئولية البيت، لتتفرغ لمسئولية حماية ذراعها، التي لا يمكن تحميلها للآخرين.
فيديو قد يعجبك: