أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الخبطة تمنها دراعها"- كيف تواجه عزة الزحام بالإسورة الوردية؟

11:23 م الأحد 30 أكتوبر 2022

عزة محمد إحدى الناجيات من سرطان الثدي

كتبت - أمنية قلاوون:

تصوير - محمود عبد الناصر

يبلغ عدد ركاب مترو الأنفاق 2.5 مليون راكب يوميًا، بحسب تصريح عصام والي، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، في برنامج "مصر الجديدة" المذاع على فضائية "Etc"، كانت عزة محمد، 53 عامًا، بين هؤلاء الركاب، تقف على رصيف محطة الجيزة، في انتظار القطار القادم من محطة المنيب، لكن مع فتح الباب واندفاع الركاب للنزول والصعود، اصطدم مرفق فتاة بصدرها: "كوع البنت خبط في دراعي، جنب صدري اللي عاملة فيه العملية، قعدت أتألم جامد".

اقرأ أيضًا: سرطان الثدي.. إليكم أبرز علامات الإصابة به وطرق التشخيص

تملك الخوف من السيدة: "قولت لو دراعي ورم هيسبب في إعاقة ليا، احنا عندنا الدراع لو روم يبقى مرض الليمفيديما، وده خطر على الدراع، في البيت عارفين إن الدراع ده محدش يخبطني فيه".

في مقتبل عام 2017، انتظرت عزة "هدية حلوة" من العام الجديد، في صباح اليوم الأول، استيقظت على نتيجة تحليل دلالات الأورام، ليكشف عن إصابتها بسرطان الثدي، بعد التأكد من وجود كُرات تُشبه حبات الرمال، فأجرت عملية استئصال كلي للثدي، مع إزالة 28 غدة ليمفاوية من تحت الإبط، وتبعها إعادة بناء لثديها.

كانت عزة تجلس على أحد المقاعد، منتظرة دورها في مستشفى بهية للمتابعة العلاجية: "شوفت وقتها الدكتورة مها رئيس جمعية سحر الحياة وهي بتوزع إسورة على المرضى، كانت عملاها ومتبرعة بيها للبطلات واحنا فهمنا معناها"، لتنضم صاحبة الـ53 عامًا إليها وتصبح مديرًا للعلاقات العامة فيمّا بعد.

قد يهمك: حكايات الألم والمعاناة.. سيدات يكشفن تجاربهن بعد استئصال الثدي

في أحد فروع مكتبات مصر العامة، غاب مكان فرع المكتبة عن بال عزة بعد مرور عامين، وسط أحداث يوم مليء بالحركة وعمليات البيع والشراء، لدعم محاربات سرطان الثدي المنضمات إلى الجمعية، على الطاولة أمامها أشغال يدوية، أبرزها "الكروشية"، حاكتها أيادي المحاربات، يقطع الصداع الذي شعرت به بسبب يومها الطويل صوت "دب على الأرض".

وسط الزحام تسقط إحدى المنظمات للمعرض مغشيًا عليها، لتحاوطها السيدات، محاولةً إنقاذها: "مكناش عارفين هي مصابة في الدراع اليمين أو الشمال، لأنها مكنتش لابسة الإسورة، ده خلانا مننقلهاش من مكانها ولا نتكلم مع صيدلي يقيس ضغط الدم"، لينتظر المنظمين وصول سيارة الإسعاف.

المشهد الذي لم يغب عن ذاكرة عزة كان دافعها ليكون السوار الوردي جزءًا من ذراعها، حتى عندما تنساه، تعود إلى المنزل مسرعة: "نسيانها بيحسسني إني في خطر من غيرها وبرجع أجيبها".

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية