الجراح العالمي ماركوس بوشلر لـ«الكونسلتو»: حالة ورم مبارك كانت سيئة ورفضت إجراء العملية في مصر
05:38 م
السبت 24 يوليه 2021
الجراح العالمي ماركوس بوشلر
>> أثق بالنظام الصحي المصري والبلاد شهدت تقدمًا كبيرًا في علاج الأورام
>> أجريت العديد من العمليات لمشاهير من رجال السياسة والصناعة والأعمال المصريين
حوار- طارق عبد العزيز:
تصوير- أحمد حسين
كشف الجراح الألماني الشهير، ماركوس بوشلر، أستاذ الجراحة بجامعة هايدلبرج بألمانيا، عن كواليس علاجه الرئيس الأسبق، حسني مبارك وإجرائه لجراحة استئصال ورم بالجهاز الهضمي عام 2010 بمستشفي هايدلبرج بألمانيا، كما كشف عن طبيعة الورم الذي كان مبارك مصابًا به.
وقال «بوشلر»، في حواره لـ«الكونسلتو»، إن مبارك كان في حالة سيئة وقت خضوعه للجراحة، كما تحدث عن لجوء عدد من المشاهير من السياسين ورجال الصناعة والأعمال وأساتذة الجامعات المصريين للعلاج تحت إشرافه، مشيدا بالنظام الصحي في مصر ومعربًا عن ثقته به، وإلى نص الحوار:
الجراح العالمي ماركوس بوشلر كواحد من ألمع الأطباء المشهورين في جراحة الأورام عرفناك عن قرب في الشرق الأوسط عندما أجريت عملية استئصال ورم للرئيس الراحل حسني مبارك عام 2010.. هل علاجك للشخصيات النافذة يشكل ضغط في عملك؟
إنه لشرف عظيم أن أعالج الشخصيات النافذة كرؤساء الدول و كبار السياسييين والشخصيات العامة، ولكني أتعامل مع كافة المرضي بنفس المستوى مهما كان منصبهم فالجميع أمام المرض سواء، فالمريض عندما يدخل المستشفي يخلع عباءة أنه شخص نافذ ونتعامل معه كمريض عادي.
هل طُلب منك التعليق بعد إجراء الجراحة للرئيس الراحل من جانب وسائل الاعلام الألمانية؟
في حالة المريض حسني مبارك لم أعلق بأي شكل سياسي بشأنه فأنا في النهاية جراح ولست سياسيًا ولا استطيع التعليق بشكل سياسي ووسائل الإعلام في ألمانيا احترمت ذلك.
كيف كان وضع الورم المصاب به الرئيس الراحل؟
لا استطيع إعطاءك التفاصيل، ولكن كان في حالة سيئة.
بعد العملية ما الإجراءات التي قمتم بها لدعم الرئيس الأسبق؟
لا نقوم بإجراء العملية ونترك المريض نقوم بدورنا في علاج الحالة ككل ونقدم الدعم النفسي للحالة، نحن نقوم بمعرفة الظروف التي يعيشها المريض ونشاطه اليومي وفي حالة الرئيس الراحل كان الوضع مختلف فهو كان شخصية هامة ونافذة ومشغولة أغلب الوقت وقمنا بشرح كافة الأبعاد لأسرته بشكل شامل لإشراك الأقارب في خطة علاج الحالة ودعم قريبهم من أجل تحقيق نجاح العلاج.
ما الهدف من إشراك اقارب المريض في تفاصيل العلاج ؟
في ثقافتنا في ألمانيا نخبر عائلة المريض كافة الحقائق فعندما يسألوننا عن واقع الحالة أو مستقبلها لا نجمل الأمور أو نبسطها نقول الحقيقة فقط مهما كانت صعبة حتي يقدمون الدعم لقريبهم.
وماذا عن المريض في حال رغبته بمعرفة واقع ومستقبل حالته؟
نقوم باخباره بعناية شديدة بحالته وتوقعاتنا حول مستقبلها، ولكن لا نخفي شيئا وهو شيئ جيد لكل من المريض ولأهله ويتيح لهم إمكانية التعامل مع الحالة في ظل تلك الحقائق.
هل ستخبر المريض وأهله لو كان في حالة سيئة أو قريب من الموت؟
نعم نخبر أسرة المريض نقوم بإخبارها بكل التفاصيل وبكل التوقعات، لأنهم القادرين على التعامل مع الحالة أما المريض في حال رغبته الشخصية في معرفة التفاصيل إذا كان حياته في خطر أو معرض للموت نقوم بإخباره، ولكن شرط أن يكون هو من يرغب في ذلك، ولكن لا نجمل له الأمور أو نقول له كل شيء على مايرام إذا كان ذلك غير حقيقي فهذا سلوك سيئ وغير صحيح لا بد
أن نكون صادقين وصريحين.
لماذا رفضت إجراء العملية في مصر للرئيس الراحل؟
عملية حسني مبارك كانت عملية كبيرة وفي المستشفي التي أعمل بها هايدلبرج أنا معتاد على العمل من خلال نظام معين مع خبراء معينين وكل شيء له معاييره وإجراءاته يعرفها كل فريق العمل من أطباء وتخدير وتمريض وعلاج دوائي، وبالتالي سيكون تغيير ذلك له عواقب ناهيك عن عامل اللغة له آثار غير جيدة وهذا لا يعني أنه لا توجد تعقيدات كل عملية كبيرة لها تعقيدات، ولكن كل خطوة محسوبة.
هل كان إجراءك للعملية في ألمانيا جاء لعدم ثقتك في النظام الصحي في مصر وقتها؟
أود أن أقول لك أنا أجري عمليات جراحية كثيرة هنا في مصر وناجحة للغاية والنظام الصحي في المستشفيات التي أجرى بها العمليات منظم جدًا وأستطيع القول أنني أثق في النظام الصحي المصري، ولكن مازلت أفضل العمل في المستشفي التي أعمل بها في ألمانيا لأنني هناك أحكم السيطرة بشكل أكبر على كل التفاصيل الفنية.
هل أجريت عمليات أخرى لشخصيات نافذة مصرية؟
نعم أجريت للكثير في مجال الصناعة والسياسين وأساتذة الجامعات من كل أطياف المجتمع.
هل أجريت لسياسي بارز آخر في مصر؟
لا استطيع الإجابة عن هذا السؤال.
ما الجديد في جراحات أورام الجهاز الهضمي؟
الجديد أننا أصبحنا نعمل كفريق متكامل من الجراحة والعلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي والعلاج الوقائي، وأصبح لهذا الفريق المتكامل في العلاج أفضلية في الحصول على نتائج متقدمة في شفاء المرضى مقارنة بالماضي حيث لم يكن هناك سوى الجراحة فقط.
وأود القول إن مصر تشهد ثورة في علاج السرطان، ولديها قاعدة علمية صلبة ومعاهد متخصصة في علاج السرطان والجامعات في القاهرة والإسكندرية أحرزت تقدمًا علميًا كبيرًا في المعرفة مقارنة بـ20 عامًا مضت فمصر استطاعت إرسال البعثات من الأطباء الشباب إلى مختلف دول العالم كندا أمريكا ألمانيا إنجلترا، وهؤلاء الشباب عندما عادوا إلى مصر مرة أخرى أسهموا في تطوير الطب والعلوم.
وأستطيع القول إن مصر كانت ذكية في الاستثمار في شباب الأطباء من الأجيال الجديدة وهو أفضل شيء يمكن فعله خاصًة تعليمهم ومنحهم الفرصة في كبرى الجامعات الغربية.
كيف ترى أداء الطبيب المصري في ألمانيا؟
الطبيب المصري يستطيع الانخراط بسهولة في المجتمع الألماني فهو يقوم بدراسة اللغة الألمانية والطب والقيام بالأبحاث ويخضع للعديد من التدريبات التي تتيح له الانخراط بالنظام الصحي.
هل يثق المريض الألماني على العلاج مع طبيب أجنبي أو عربي؟
هذا سؤال جيد للغاية نحن نقوم بإخبار المرضى بضرورة عدم التفرقة بين الأطباء بحسب جنسيتهم ونحاول تصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد يحملها البعض أن الطبيب الأجنبي أقل كفاءة أو ممارسة أو تدريبًا من الطبيب الألماني، لأنه بالفعل لا يقل كفاءة عنه.
هل يمكن الوقاية من أورام الجهاز الهضمي؟
لا نستطيع القول إنه يمكن توفير الحماية بشكل يصل 100%، ولكن هناك عوامل تسبب خطورة الإصابة بالسرطان أكثر من غيرها يأتي في مقدمتها التدخين والوزن الزائد وأسلوب الحياة و التغذية السيئة، وهنا أشدد أن أسوأ ما يمكن أن تفعله هو التدخين.
ما الذي تقصده بالتغذية السيئة ونمط الحياة؟
من أكثر مسببات سرطان الجهاز الهضمي بالغرب هو تناول الكحول الذى يؤدي إلى تضرر الكبد والسرطان، وكذلك تناول اللحوم بكميات كبيرة وهو ما يسبب الإصاب بسرطان القولون.
هل السرطان يمكن وراثته؟
بالطبع، إذا كان هناك تاريخ مرضي في العائلة يصبح هناك عامل خطورة، فإذا كان على سبيل المثال جدك ووالدك أصيبوا بسرطان القولون فمن الوارد وجود خطر الإصابة بالمرض ذاته لديك، ولكن ذلك ليس العامل الحاسم هناك عوامل خطورة أخرى يقع عليها عبء الإصابة مثل نمط الحياة والتدخين والتغذية السيئة.
ما الذي يمكن فعله للوقاية من السرطان؟
السرطان مرض المتقدمين بالسن، ولذلك عندما تبلغ الخمسين من السن لا بد من إجراء فحوصات دورية كل عام مثل منظار القولون والفحوصات الدورية.
وماذا عن سرطان الثدي الذي يشكل أكثر مسببات الوفاة لدي النساء؟
يعد سرطان الثدي مشكلة عالمية ولحسن الحظ يمكن القول إنه تحت السيطرة الآن، ولكن من 30 سنة كان معدل الوفاة يفوق 60 إلى 80% والآن معدل الوفاة أقل من 20% بمعني أن 80% من السيدات يعالجون من سرطان الثدي ويشفون تمامًا.
ولذلك يجب على النساء القيام بالفحوصات الذاتية للثدي بشكل دوري وبعد سن الـ50 لا بد للسيدات أن تقوم بإجراء أشعة الماموجرافي والموجات الفوق صوتية للتأكد من سلامتها.
وأريد القول إن في ألمانيا نحو نصف عدد السكان يصابون بالسرطان ففي كل ثانية يصيب السرطان رجل أو امرأة.
فيديو قد يعجبك:
