الدكتور شريف حتة يكشف لـ"الكونسلتو" أسباب خطورة السلالة الجديدة لكورونا وكيفية الوقاية منها (حوار)
كتب- صابر نجاح:
>> ارتفاع عدد الوفيات في بعض دول العالم ليس بسبب ظهور السلالة الجديدة لفيروس كورونا
>> لقاح "سينوفارم" قد يشتمل على جميع البروتينات المكافحة لأي سلالة جديدة
>> التكنولوجيا المستخدمة في لقاحي "فايزر" و"موديرنا" تتناسب مع السلالة الجديدة من فيروس كورونا
موجة من الفزع اجتاحت العالم أجمع منذ إعلان المملكة المتحدة عن ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد، والحديث عن أنها أكثر قدرة على الانتشار بسهولة بين الأشخاص مما سبق، ما يزيد التخوف من زيادة معدلات الإصابات والوفيات مستقبلًا.
قال الدكتور شريف حتة، استشاري الصحة العامة والطب الوقائي، في حوار خاص لـ"الكونسلتو"، إن أسباب خطورة هذه السلالة الجديدة من فيروس كورونا تتمثل في قدرتها على إصابة عدد كبير من الأشخاص.
وأكد حتة أن الأعراض الجديدة التي ظهرت على مصبي فيروس كورونا كان السبب الرئيسي ورائها تحور الفيروس وظهور سلالة جديدة، وإلى نص الحوار:
بداية.. متى تم اكتشاف تحور فيروس كورونا وظهور سلالات جديدة؟
توصل العلماء إلى اكتشاف ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا في بريطانيا شهر مارس أو أبريل الماضيين، حيث طرأت على الفيروس عدة تحوارت، وهو ما ظهر على عدد ليس بالقليل من حالات الإصابة بالوباء.
ما السبب وراء ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا؟
يحدث التحور الجيني في فيروس كورونا باعتباره من سلالة الفيروسات أحادية السلسلة للحمض الريبي (RNA)، مثل الإنفلونزا الموسمية، وبالتالي يسهل تحوره إلى عدد من السلالات.
ما تقييمك لخطورة هذه السلالة عن سابقتها؟
حتى الآن أثبتت مجموعة من الدراسات أن هذا التحور يستطيع جعل الفيروس أكثر قدرة على الانتشار بين الأشخاص، وتسجيل عدد كبير من الإصابات، حيث يغزو الخلية البشرية باستخدام بروتين يشكل شوكة من شأنها مساعدته على الارتباط بالمستقبلات الموجودة في الخلايا البشرية، ليدمج بعدها الغلاف الخلوي ويُدخل جيناته إليها، وباتالي يتكاثر داخلها، وهو السبب في سرعة انتشار الفيروس.
وهو ما قد يفسر زيادة أعداد الإصابات بالفيروس في مصر بين فترة ما بعد عيدي الفطر والأضحى السابقين.
هل سنشهد ظهور أعراض جديدة للإصابة بفيروس كورونا بالنزامن مع هذه السلالة؟
نستطيع الآن تفسير أن أعراض الجهاز الهضمي التي ظهرت على بعض حالات الإصابة بفيروس كورونا في الأيام القليلة الماضية قد يكون السبب فيها هو تحور الفيروس وظهور سلالة جديدة من شأنها التأثير على الجهاز الهضمي.
ولكن، لم يثبت حتى الآن أن السلالة الجديدة لكورونا تشكل خطورة أكبر من سابقتها، لذلك يجب متابعة التغير الجيني لهذه السلالات لتجنب ظهور سلالات جديدة تسبب أعراض مختلفة.
هل هناك علاقة بين زيادة الوفيات بكورونا خلال الفترة الراهنة في عدد من الدول وظهور السلالة الجديدة للفيروس؟
حتى الآن لم تظهر أي دراسات تشير إلى تسبب السلالة الجديدة من فيروس كورونا في ارتفاع معدلات الوفيات في العديد من دول العالم.
لكن، وجد العلماء من خلال الفحص المعملي أن التركيبة الجينية للسلالة الجديدة مختلفة قليلًا، وهو ما تسبب في سهولة انتقال العدوى بين الأشخاص، وبالتالي زيادة الحالات.
ما تقييمك لمدى فعالية لقاحات كورونا تجاه هذه السلالة؟
من المفترض أن تكون اللقاحات مناسبة لمكافحة السلالات الفيروسية المكتشفة وقت تصنيعه، أما في حالة ظهور سلالات جديدة يتم فحص هذه السلالات جيدًا، للوقوف على مدى فاعلية اللقاح ضدها، وهي نفس فكرة تغيير لقاح الإنفلونزا الموسمية كل عام.
ومع ذلك، فإن التكنولوجيا المستخدمة في تصنيع لقاحي "فايزر" و"موديرنا" تتناسب مع السلالة الجديدة من فيروس كورونا، حيث يمكن إجراء تغيرات فيها بسهولة، نظرًا لاعتمادها على شوكة البروتين لتحضير اللقاح.
ماذا عن اللقاح الصيني "سينوفارم" الذي وصل مصر؟
من المفترض أن يكون اللقاح الصيني "سينوفارم" مصنع بطريقة متطورة تتناسب مع إمكانية ظهور سلالات مختلفة للفيروس، حيث تعتمد فكرة اللقاح الصيني على إضعاف قدرة الفيروس وإعطاءه للشخص في صورة غير معدية لتحفيز فدرة الجسم على إنتاج أجسام مضادة، لذلك نستطيع أن نجزم أن هذا اللقاح قد يشتمل على جميع البروتينات المكافحة لأي سلالة، أما في حال إثبات العكس قد يستدعي الأمر تطوير اللقاح.
كيف يمكن تجنب خطورة هذه السلالة في مصر؟
تتسبب السلالة الجديدة للفيروس في سهولة انتقثال اعدوى بين الأشخاص، لذلك، يجب مراعاة الالتزام بالإجراءات الاحترازية من خلال تطبيق التباعد الاجتماعي بين الأفراد، وارتداء الكمامة في المناطق المزدحمة، وغسل اليدين بالماء والصابون جيدًا وبشكل دوري، وتهوية الأماكن بصورة دائمة.
فيديو قد يعجبك: