عميد معهد السكر السابق لـ"الكونسلتو": اكتشاف السكري مبكرًا يسهل من علاجه نهائيًا (حوار)
حوار - أمنية قلاوون:
قال الدكتور هشام الحفناوي، عميد معهد السكر والغدد الصماء السابق ورئيس اللجنة القومية للأمراض المزمنة غير السارية، أنه يمكننا علاج مرحلة ما قبل السكري نهائياً بعد الفحص المبكر والانتباه للأعراض.
ونصح الحفناوي، باتباع بعض الإرشادات لمرضى السكري من النوع الأول والثاني للوقاية من فيروس كورونا، للمريض العادي ولمرضى السكري المصابين بكورونا.
وأكد الحفناوي على ظهور طفرات في علاج السكري الحديثة، وهي متوفرة للمواطن المصري، وتنظم السكري وتحمي من المضاعفات الخطيرة للمرض، وإلى نص الحوار:
بداية.. ما الفرق بين السكري من النوع الأول والنوع الثاني؟
يحدث السكري من النوع الأول بسبب اضطراب المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس والمسؤولة عن إنتاج الأنسولين، أما السكري من النوع الثاني فنسبة 80% يكون بسبب السمنة أو وجود تاريخ عائلي وراثي، وفي هذه الحالة لا يستجيب الجسم إلى الأنسولين الذي يتم إفرازه في مستويات مناسبة وتصبح خلايا البنكرياس أقل حساسية في التعامل مع الأنسولين، وبالتالي تزداد نسبة السكر في مجرى الدم، مما يؤدي إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
ما فرص إصابة الأطفال بالسكري من خلال الوراثة؟ وهل يمكن وقايتهم من المرض؟
من المستبعد إصابة الأطفال بالسكري من النوع الأول؛ نتيجة انتقال الجينات الوراثية من خلال الأبوين، وقد تصل نسبة الإصابة بالنوع الأول نتيجة عوامل وراثية من 2% إلى 6% وهي نسبة ضئيلة، مقارنًة بالسكري من النوع الثاني، الذي قد تلعب فيه الجينات دورًا، ولكن بشروط أيضًا؛ على سبيل المثال في حال إصابة أحد التوائم المتماثلة قد تصل فرص إصابة الطفل السليم إلى 50%.
لكن عمومًا يمكننا حماية الأطفال من داء السكري؛ من خلال اتباع نمط حياة صحي مثل تناول الغذاء السليم وممارسة التمارين الرياضية.
لا يلاحظ بعض الأشخاص أعراض السكري ويعتبرها طبيعية يومية، فهل هناك أساليب وقائية غير ملاحظة تلك الأعراض؟
من الوارد أن يصاب الشخص بالسكري ولا يدرك الإصابة لسنوات، وهناك عدة حالات تعرضت لذلك، لكن هناك مرحلة تعرف بما قبل السكري، ويكون فيها السكري في مراحله الأولية أو ما يعرف بمرحلة ما قبل السكري والخبر الجيد في هذه المرحلة أنه يمكن علاجها بسهولة بتنظيم الأدوية واتباع نظام صحي.
ولكن يجب الانتباه إلى التغيرات الحياتية والتي تشير إلى أعراض الإصابة بداء السكري، وتتمثل في: زيادة العطش، الجوع الشديد، كثرة التبول، فقدان الوزن غير المبرر رغم الشراهة في تناول الأطعمة، وإذا لاحظ المريض أحد هذه العلامات يجب عليه التوجه مباشرًة للطبيب.
بخصوص الكشف المبكر للسكري.. هل هناك سن معين يجب أن يلجأ فيه الأشخاص للفحص؟
يجب فحص السكري في حال ظهور أحد العلامات المنذرة، خاصًة فقدان الوزن غير المبرر؛ والتي تحدث بسبب حالة الكيتونات التي يدخل فيها الشخص وتنهار فيها العضلات والدهون، وذلك في أي مرحلة عمرية، لكن إن لم تظهر الأعراض، يمكن إجراء اختبار السكري بعد عمر الأربعين للتأكد من مستويات السكر في الدم، إذا ثبت إيجابية التحليل يلزم التوجه للطبيب، وإذا ثبت سلبيته عليه إعادة الفحص كل 3 سنوات للاطمئنان.
من خلال الفحوصات يمكننا تأخير الإصابة بالسكري قدر الإمكان، بدلًا من الإصابة في مرحلة الطفولة يمكن أن يصاب في عمر 100 عام، وذلك مع اتباع نظام غذائي صحي والاهتمام بممارسة التمارين الرياضية.
هل يمكن تأخير ظهور مضاعفات السكري على المريض؟
يؤدي السكري إلى حدوث مضاعفات، وأبرزها تلف الأوعية الدموية في شبكية العين وبالتالي فقدان الإبصار، إلى جانب التأثير على نظام الأوعية الدموية الدقيقة المختصة بفلترة السموم والشوائب، ما يؤدي إلى الفشل الكلوي، إلى جانب غيبوبة السكري وارتفاع ضغط الدم.
لذا ننصح المصابين بالنوع الثاني والأطباء الجدد بإجراء فحوصات أولية لكل أجهزة الجسم وأبرزها الكلى والكوليسترول والدهون الثلاثية على الكبد، بالإضافة إلى قياس ضغط الدم.
على الطبيب متابعة تأثير المضاعفات على أجهزة الجسم ومنها الكلى، وعلى المريض عمل جداول لقياس السكر بصفة دورية في المنزل، المتابعة مع طبيب مختص بالسكري والغدد الصماء وليس أمراض باطنة لضبط السكري ومنع التأثير على أجهزة الجسم المختلفة.
ما الذي على المريض فعله لتأخير ظهور المضاعفات؟
الاكتشاف المبكر للأعراض ومن بينها التهابات مجرى البول، ومتابعة المضاعفات من خلال الفحص الدوري للمرضى، وفحص السكري بانتظام للأصحاء خاصًة إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالسكري.
لماذا تتضاعف أعداد مرضى السكري سنويًا؟
تتضاعف الأعداد في كل دول العالم سنويًا وليس في مصر فقط، لكن بسبب اتباع العادات الخاطئة في الدول العربية خاصًة لدى المراهقين، حيث يبدأ يوم أغلب المراهقين بعدم تناول وجبة الإفطار مع تناول مشروبات غازية ثم تناول طعام غير صحي مثل الوجبات السريعة، هذا بالإضافة إلى عدم ممارسة الرياضة، لذا تتضاعف أعداد المصابين خاصًة بالنوع الثاني في الدول العربية، نتيجة للإصابة بالسمنة والتي هي مفتاح سحري للإصابة بالسكري.
هل هناك نصائح يجب أن يتبعها مرضى السكري بشكل خاص في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد؟
ما قبل الإصابة بكورونا
ذكرت الجمعية الأمريكية للسكري، عدة توصيات مؤخراً خاصًة بعد الدخول في الموجة الثانية، والتي يجب على كل مريض سكري اتباعها، وهي السيطرة على المرض على مدار 24 ساعة، لأن ارتفاع مستويات سكر الدم تؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي، وإذا اهتم بضبط السكر تكون مناعة المريض طبيعية ويكون مثل الإنسان العادي وعليه اتباع نصائح الوقائية من الفيروس مثل الشخص العادي، وهي: (غسل اليدين، ارتداء الكمامة، تجنب الزحام، والالتزام بالمسافات والتباعد).
-وتكون نسبة السكري لدى الأطفال المصابين بالنوع الأول، قبل تناول الطعام 144:72، وبعد تناول الطعام تكون أقل من 180 ملليجرام.
-أمّا البالغين تصل نسبة الجلوكوز قبل تناول الطعام 126:72، وبعد تناول الطعام بساعتين أقل من 153 ملليجرام، فيمّا تكون بعد الطعام في السكري من النوع الأول أقل من 162 ملليجرام.
كما أن جميع المستشفيات بمناطق الجمهورية كافة بها معامل لفحص السكري مجاناً، بالإضافة إلى المباردة الرئاسية للكشف عن الأمراض المزمنة والأمراض غير السارية، للتأكد من جميع أنواع الإصابة بالأمراض ومنها السكري.
في حال الإصابة بكورونا
من الضروري مراجعة طبيب السكري المتابع مع الحالة، لأن كوفيد-19 يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بطريقة غير طبيعية، ما يشكل خطرًا على المريض، لذا هناك بعض الأدوية الموجودة في البروتكول العلاجي التي ينظمها الطبيب المختص، وفي حال تعذر ذلك يجب أن يمشي المريض على الأنسولين خلال فترة الإصابة للسيطرة على ارتفاع السكري.
أحدث العلاجات التي ظهرت للسكري؟
لفهم أحدث العلاجات يجب فهم أدوية كيفية عمل كل نوع من الأدوية على حد النوع الأول لا يكون فيه الكثير من التطوير أو العلاجات الحديثة المستمرة للحفاظ على مستويات السكر في الدم، وهو ينقسم إلى:
أنسولين سريع المفعول: هذا النوع من الأنسولين مثالياً للحد من ارتفاع مستويات سكر الدم بعد تناول الطعام، ويمتاز بسرعته في خفض سكر الدم، لذا يبدأ مفعوله في غضون ثلاث دقائق، لكن مفعوله يمتد لفترة تتراوح بين ساعتين أو أربع ساعات فقط.
أنسولين طويل المفعول: يفرز الكبد الجلوكوز وبالتالي فإن الجسم يحصل على الطاقة بشكل مستمر، في حال عدم تناول المريض الأطعمة، لذا يساعد هذا النوع من الأنسولين على الاستفادة القصوى من الجلوكوز ومنع ارتفاع مستوياته بشكل كبير.
ويكون عبارة عن حقنة واحدة تحت الجلد تتدفق ببطء ويمتد مفعولها حتى 24 ساعة وقد تصل إلى 36 ساعة، ومن فوائده يحسن من مستويات السكر على مدار اليوم ويقلل من فرص الإصابة بغيبوبة السكر.
أما علاج النوع الثاني فشهد تطويرًا من مجرد علاج يخفض من السكري إلى علاج آمن ويحمي أجهزة الجسم من المضاعفات بل ويحسن من وظيفة الأجهزة المختلفة.
-مثبطات SGLT2: عبارة عن أقراص تعمل بآلية منع امتصاص الكلى لسكر الدم، وبدلًا من ذلك تعمل على التخلص منه عن طريق البول، كما أنها تؤدي إلى انقاص الوزن.
-تحفيز مستقبلات GLP-1: عبارة عن حقنة تؤخذ أسبوعيًا، لكنها تسهم في مقاومة الأنسولين، كما تساعد على إنقاص الوزن والتقليل من الشراهة في الأطعمة.
كما يصف الطبيب أقراص حسب طبيعة النظام الغذائي للمريض ونشاطه ونوع المجهود الذي يبذله، لضبط الجلوكوز في الدم.
هل يمكن التنبؤ بظهور أدوية حديثة لعلاج السكري نهائياً؟
علمياً يمكننا علاج السكري في مراحله المتقدمة، لكن لم يتمكن العلماء حتى الآن من إيجاد دواء نهائي لعلاج السكري، نظرًا لأنه يجب التوصل للجين المتسبب في الإصابة بالمرض، ويمر بالكثير من العملياتت المعقدة خلال مرحلة الهندسة الوراثية، لكن حتى الآن توجد فقط علاجات متطورة لضبط السكري.
فيديو قد يعجبك: