أحمد طه: 11 مليون "مريض سكر" في مصر بينهم 15% يتعرضون لإحدى مضاعفاته (حوار)
أستاذ جراحة الأوعية الدموية: علاج انسداد الشرايين بالقسطرة حقق طفرة كبيرة للمرضى
استخدام الليزر في علاج القدم السكري يحسن من سرعة الالتئام
تصلب الشرايين يصيب مرضى السكري قبل 8 سنوات مقارنة بالمعافين
حوار – مصطفى عريشة:
تصوير- محمد حسام الدين:
القدم السكري إحدى مضاعفات مرض السكر والتي تشكل خطورة على المريض، وهناك طرق للوقاية من الإصابة بتلك المشكلة، بالإضافة إلى طرق العلاج المختلفة التي تطورت في السنوات الماضية.
الدكتور أحمد طه، أستاذ جراحة الأوعية الدموية، مدير مستشفى قصر العيني الفرنساوي، يتحدث لـ"الكونسلتو" عن مشكلة القدم السكري، بالإضافة إلى أمراض انسداد الشرايين الطرفية والطرق الحديثة في علاجها، وإلى نص الحوار:
بداية نود الحديث عن أوضاع الإصابة بالقدم السكري؟
القدم السكري يُقصد بها الالتهابات التي تصيب القدم الكثير من مرضى السكر، وذلك بسبب وجود عوامل كثيرة لدى المريض تؤدي إلى إصابته.
مصر بها نحو 11 مليون نسمة مصابين بالسكر، وتقع في المرتبة الثامنة على مستوى العالم في معدل انتشار مرض السكري بين مواطنيها والمنطقة العربية أكثر بلاد العالم في انتشار مرض السكر ونسبة لا تقل عن 15% من المصابين بالسكر يتعرضون في مرحلة من مراحل حياتهم لواحدة أو أكثر من مضاعفات السكر التي تتعدد ما بين مشكلات في العين والكلى والأطراف ومنها القدم السكري، وتعد أشهر سبب لدخول مريض السكر المستشفيات ويتم حجزه للعلاج، وكل 30 ثانية يفقد شخص ساقه على مستوى العالم كأحد توابع القدم السكري ويضطر الأطباء لبتر الساق.
ما العوامل التي تؤدي للإصابة بالقدم السكري؟
القدم السكري عبارة عن تداخل عدة عوامل مع بعضها أبرزها أن مريض السكري فاقد الإحساس في قدميه نتيجة التهاب الأعصاب التي تنقل الإحساس للقدم بسبب السكر، فضلا عن أن كمية الدم الواصلة للقدم ليست بالمعدل الطبيعي نتيجة تأثر الشرايين، كما أن مريض السكري لا يشعر بتعرضه للجروح نتيجة فقد الإحساس، وهو معرض لحدوث إصابات دون آلام ما يفتح الباب أمام دخول البيكتريا نتيجة الجروح.
وعند الشخص الطبيعي يقوم الدم بدور الجيش المدافع عن غزو البيكتريا للجسم لكن لدى مريض السكر يعاني من مشكلتين؛ الأولى هي أن نسبة الدم قليلة، والثانية تحدث عند دخول البيكتريا، حيث تجد أنسجة بها جلوكوز وهو أنسب غذاء للبيكتريا فتنمو وتتكاثر وتنتشر داخل نسيج القدم ويترتب على ذلك حدوث بؤر صديدية في القدم ثم خراريج وتحدث غرغرينة ثم تآكل وتهالك سريع في أنسجة القدم ويحدث هذا التطور بشكل سريع جدًا لذا يجب التعامل مع المشكلة سريعًا.
ما طرق الوقاية من القدم السكري؟
يجب اتباع بعض الإرشادات للوقاية من التعرض للإصابة بالقدم لسكري، وهي، عدم السير حافي القدمين، والانتباه لعدم التعرض لجروح، وضبط مستوى السكر في الدم، وفحص القدم يوميًا بالمرآة.
ما أحدث أساليب علاج القدم السكري؟
علاج القدم السكري يبدأ بعلاج الأسباب التي أدت إلى ذلك، من خلال علاج التهاب الأعصاب، وضبط مستوى السكر في الدم، وفي حالة حدوث تآكل في الأنسجة يتم إجراء عملية سريعة لإزالة الأنسجة التالفة، وفي حالة انسداد الشرايين مانعًا لتدفق الدم في القدم يتم علاجه بالطرق التي ذكرناها، واستخدام الليزر في القدم السكري يحسن من سرعة الالتئام كما أن استخدام الأكسجين المضغوط يسرع من التئام القرح عند مرضى القدم السكري.
لماذا يحدث تصلب الشرايين؟ وما المشكلات التي يسببها؟
تصلب الشرايين يعني أن هناك ترسبات داخل جدار الشريان وهي عبارة عن ترسبات دهنية تجعل الشريان لا ينقبض ولا ينبسط بسهولة وبالتالي يفقد خاصية المرونة الموجودة به ما يسبب مشكلات كبيرة للمريض.
والمدخنون ومن يتناولون أطعمة مليئة بالدهون أو من لديهم استعداد لزيادة نسبة الدهون في الدم ومن لا يمارسون الرياضة يكونوا على استعداد لحدوث ترسبات الشرايين، وأهم ما يسبب هذه الترسبات هو مرض السكر، كما أنه يحدث تصلب الشرايين أسرع من الشخص العادي بنحو 8 سنوات، لذا نجد أمراض الشرايين الطرفية تظهر عند مريض السكر مبكرًا.
وتسبب الترسبات ضيق في الشريان ثم انسداد في السريان، كما تسبب مشكلات أخرى مثل قرح داخل جدار الشريان وهي من عوامل حدوث جلطات الشرايين التي تغلق الشريان تمامًا في خلال ساعتين على الأكثر ويسبب قصور حاد في الدورة الدموية أو قصور مزمن في الدورة الدموية.
ما أعراض قصور الدورة الدموية؟
تغير لون القدم وميله إلى الباهت والشعور ببرودة القدم خاصة في فترة الشتاء، وعند السير يتعرض المصاب لتقلص في العضلات ويحدث ما يسمى بالعرج المتقطع ويحتاج للوقوف قليلًا أثناء السير، وعند حدوث ضيق أكثر للشريان يحدث قصور في الدورة الدموية للأعصاب وبالتالي يشعر المريض بآلام في القدم.
ومن بين أعراض قصور الدورة الدموية تقرحات في الجلد وتغير لون الجلد إلى أن تصل للإصابة بغرغرينة في القدم والتي يتحول فيها لون الأصابع إلى الأسود وينتهي الأمر ببتر القدم المصابة، وهذا هو المجال الواسع لمضاعفات قصور الدورة الدموية الناتج عن التصلب الشرايين.
كيف يتم تشخيص حالات انسداد الشرايين؟
عند فحص المريض يجب الاطمئنان على وجود نبض في القدم لأن عدم وجود نبض يؤكد أن هناك مشكلة في الشرايين، وبعد ذلك نقوم بأهم مرحلة وهي التقييم بأشعة الموجات فوق الصوتية على شرايين الأطراف "الدوبلر"، ويظهر صوت وصورة ضخ الدم في الأوردة ويمكن قياس الترسبات الموجودة على جدار الشريان ومعرفة حجمها، وتعتمد دقة الأشعة على كفاءة الأخصائي لضبط الصورة للطبيب، لذا أحيانًا قد لا نأخذ قرار نهائي من خلال أشعة الموجات فوق الصوتية، وهنا يأتي دور الأشعة بالصبغة من خلال حقن صبغة معينة في الشريان ونقوم بتصوير مسارها داخل الشريان وهو ما يمنح دقة للصورة وتسمى أشعة مقطعية ثلاثية الأبعاد متعددة المقاطع على الشرايين الطرفية.
ما الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بأمراض الشرايين الطرفية؟
التوقف عن التدخين فيجب علينا التعامل مع أن التدخين مضر جدًا وتصبح هذه هي الثقافة السائدة، كما يجب الابتعاد عن الحياة الرتيبة وممارسة الرياضة باستمرار، كما يجب ضبط مستوى السكر في الدم لمرضى السكري، أما من لديهم استعداد وراثي لزيادة نسبة الدهون في الدم فيجب عليهم تناول أدوية لتثبيت نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية للمعدلات الطبيعية وكذلك الدهون قليلة الكثافة وهي الأخطر لأنها تترسب داخل جدار الشريان وتسبب الجلطة وتصلبات الشرايين.
كيف نعالج حالات الإصابة بانسداد الشرايين؟
هناك أعراض بسيطة تستجيب للعلاج التحفظي من خلال منحه أدوية ونصحه بضرورة تجنب التدخين وممارسة الرياضة كما ذكرنا في الوقاية، وهناك بعض الأدوية التي ثبت فاعليتها في تحسين ضيق الشرايين وفي الحالات الصعبة يتم اللجوء للحل الجراحي لتوسيع الشرايين، وإذا لم يستجيب المريض لتلك العلاجات فهناك طرق حديثة جدًا في العلاج.
ما الطرق الحديثة في علاج انسداد الشرايين؟
تعتمد الطرق الحديثة في العلاج على استخدام القسطرة الرفيعة لتوسيع الشرايين الطرفية من خلال الدخول بـ"إبرة" رفيعة جدًا والمريض يكون تحت البنج الموضعي ومن خلال تجويف "الإبرة" نمرر سلك رفيع وهي بداخل الشريان ونمرره في المنطقة المصابة بالانسداد فيخترقها ويكون ذلك تحت جهاز الأشعة وحقن الصبغة ما يمكنا من متابعة حركة السلك داخل الشريان ونمرر قسطرة رفيعة جدًا مع السلك وفي نهايتها بالونة يمكن ملئها من الخارج بمجرد وصولها إلى المنطقة المصابة بالانسداد في الشريان فينفتح الشريان ويسمى "توسيع بالبالون واستخدام القسطرة".. وهناك احتمالان لتلك العملية الأولى هي نجاحها، والثانية هي عند تفريغ البالونة من الهواء ينغلق الشريان مرة أخرى ويفتقد مرونته لذا نحتاج في هذه الحالة إلى وضع دعامة في منطقة الانسداد وهي عبارة عن سبيكة معدنية مغلقة يتم فتحها ما يجعل الشريان مدعم من الداخل ويظل متسع طوال الوقت، وهو ما حقق طفرة كبيرة في علاج انسداد الشرايين.
ما أبرز الأمراض الأخرى التي تصيب الشرايين خلاف الانسداد؟
تقلص الشرايين يصيب السيدات في فترة الشتاء لتعرضهن للبرودة وهو شائع أكثر في اليدين وربما يحدث في القدمين وتتعرض اليدين للإصفرار مع البرودة ثم تميل للإحمرار وتتعرض للتورم ثم يحدث لها إزرقاق وتسمى تلك الحالة باسم مرض "رينود" ويعتبر بمثابة حساسية زائدة في الشرايين بسبب تقلب درجات الحرارة والتعرض للبرد، عند تقلص الشرايين يتوقف تدفق الدم فجأة وهو أشبه بحدوث جلطة، وتتعامل الأنسجة في اليد على سحب الأكسجين من كل قطرة دم تدخل إليها، ويعقب التقلص اتساع شديد في الأوردة والشرايين والشعيرات الدموية فيتدفق الدم بكمية كبيرة وهو ما يعرض اليد للإحمرار.
فيديو قد يعجبك: