مروة القصبي: علاج «الشفة الأرنبية» يحتاج لـ3 جراحات أساسية.. (حوار)
حوار– مصطفى عريشة
شق الشفة والحلق أو «الشفة الأرنبية» كما تُعرف مشكلة تصيب طفل وسط كل 700 مولود، وتسبب أزمات متعددة ويتم علاجها على مراحل لما تتطلبه من جراحات مختلفة.
الدكتورة مروة القصبي، أستاذ جراحة الفم والوجه والفكين بكلية طب الأسنان جامعة عين شمس، استشاري جراحة الفم والوجه والفكين بمستشفى كليوباترا - إحدى مستشفيات مجموعة كليوباترا - تتحدث لـ«الكونسلتو»، عن طرق علاج شق الشفة والحلق، والجراحات الثلاثة الأساسية، ومراحل المتابعة مع الطفل.
وإلى نص الحوار..
ما مشكلة الأطفال ذوي الشفة الأرنبية؟
شق الشفة والحلق عيب خُلقي يسبب مشكلات مختلفة للأطفال، بينها صعوبة الكلام، ويحتاج هؤلاء الأطفال لعلاج ومتابعات طبية على مدى عدة سنوات منذ ولادتهم وحتى مرحلة ما بعد سن البلوغ من 15: 18 سنة.
كيف تتم عملية علاج الشفة الأرنبية؟
يحتاج الطفل نوعين من العلاج، الأول علاج طبي والثاني جراحي، ويتلخص العلاج الجراحي في 3 عمليات أساسية ويمكن زيادتها حسب الاحتياج، وهي جراحة شق الشفة، ويمكن إجرائها بدءًا من عُمر 3 أشهر حسب الشق الموجود ونوع الجراحة.
يتعرض الطفل لفحص متكامل من قبل أطباء الأطفال وعمل أشعة أيكو أو موجات صوتية على القلب للتأكد من عدم وجود مشاكل خُلقية في القلب، وبعد إتمام الجراحة الأولى يعيش حياة طبيعية حتى يأتي موعد الإصلاح الجراحي لشق سقف الحلق وتتم في المرحلة العمرية من 9 أشهر إلى 18 شهرًا حسب وزن الطفل والتغذية الخاصة به، ومن الضروري قبل إجراء تلك الجراحة وجود تعاون مع الأطباء المتخصصين في السمعيات لفحص ضغط طبلة الأذن وعمل مقياس سمع للتأكد من عدم وجود أية التهابات (رشح) في الأذن الوسطى.
ما الجراحات التي تتم بعد ذلك؟
عند 3 سنوات يجب عمل فحص التخاطب للطفل للاطمئنان من عدم وجود مشكلة وربما يحتاج الطفل لبعض جلسات التخاطب لضبط مخارج الحروف، وهذا ضروري بداية من 3 سنوات حتى يكون الطفل قادرًا على ترديد الكلمات ويتم تأهيله لدخول المدرسة حتى يكون قادرًا على التعامل مع الناس وزملائه في المدرسة بسلاسة، وإذا لم يستجب الطفل للتخاطب ويوجد قصور في طول سقف الحلق بعد الجراحة، يخضع لجراحة أخرى لإطالة سقف الحلق وأفضل سن يمنحها نتيجة جيدة هو قبل دخول الطفل المدرسة (أي قبل سن خمس سنوات).
هل هناك متابعة دورية بعد إجراء تلك الجراحات؟
بالطبع، يتابع الطفل مع الفريق الطبي الخاص به مرة كل عام على الأقل بحيث نرى ما يستجد من أمور وإذا ظهر شيء يستدعي التدخل الجراحي أو الطبي يجب عمله، وتكون المتابعة مع طبيب أسنان أطفال لأنهم في الأغلب يعانون من نقص في الكالسيوم بميناء الأسنان، وبالتالي يكون لديهم قابلية أكثر للتسوس، وتستمر مرحلة المتابعة حتى سن 7 سنوات.
كيف تتم الجراحة الثالثة لعلاج شق الحلق؟
بمجرد بدء الطفل في تبديل أسنانه يجب المتابعة مع طبيب تقويم الأسنان حتى نرى الوقت المناسب لإجراء أخر عملية من العمليات الأساسية، وهي زرع العظام في الشق المتبقي في المنطقة الأمامية من الفك العلوي، ومن المهم تحديد مرحلة العملية حسب كل طفل من خلال عمل أشعة بانوراما على الفك، ويحتاج طبيب التقويم قبل العملية لتوسيع عند أغلب الأطفال، وبعدها يتم تُزرع العظام في الفك وهذا ضروري جدًا لنمو الأسنان الدائمة.
هل توجد حالات تحتاج لمتابعات أخرى واستكمال العلاج؟
بعد جراحة زرع العظام والتي تتم في المرحلة العمرية ما بين 8: 12 سنة حسب حالة كل طفل، يستكمل التقويم الخاص به لضبط وضعية الأسنان بالفك، وهذه هي المراحل الأساسية للعلاج.
أما عن الجراحات الثانوية فهي متعددة حسب كل حالة، فمثلًا عند وجود ناسور بين الفم والأنف يجب غلقه من خلال جراحة أخرى، وهذا طبقًا للتوقيت المناسب لكل حالة.
يقل نمو الفك العلوي للفم في مرحلة ما بعد البلوغ عند بعض الحالات، ويحتاج الطفل لتصليح جراحي عن طريق الشد العظمي الجراحي أو عن طريق أجهزة التقويم أو جراحات تقويم الفكين، وربما يحتاج المريض إلى تركيبات الأسنان سواء ثابتة أو متحركة أو غرس الأسنان في حالة الاحتياج إلى ذلك.
في النهاية بعد الانتهاء من ضبط وضعيه الفك العلوي وتعويض أي نقص بالأسنان وتجميله، قد يحتاج المريض إلى إجراء جراحة تجميلية في الشفة أو الأنف أو كليهما معا.
فيديو قد يعجبك:
