دراسة: القولون العصبي يسبب ضعف الانتصاب عند الشباب

كتب - محمد عماد

يعد ضعف الانتصاب من المشكلات الصحية التي تؤثر على ملايين الرجال حول العالم، وتتنوع أسبابه بين العوامل النفسية والجسدية، وفي تطور لافت، أظهرت دراسة حديثة وجود ارتباط محتمل بين ضعف الانتصاب ومتلازمة القولون العصبي، وهو اضطراب شائع في الجهاز الهضمي، ما يثير تساؤلات حول العلاقة بين صحة الأمعاء والأداء الجنسي.

ضعف الانتصاب وأسبابه المتعددة

يؤثر ضعف الانتصاب على حوالي 30 مليون رجل في الولايات المتحدة وحدها، وهو حالة يُعاني فيها الرجل من عدم القدرة على تحقيق انتصاب كافٍ لممارسة العلاقة الجنسية بصورة مرضية.

وقد يكون السبب وراء ذلك مشكلات نفسية مثل التوتر والقلق والصدمات السابقة، أو مشكلات جسدية كمرض السكري، واضطرابات الأعصاب، واستخدام بعض الأدوية، أو حتى تعاطي المخدرات والكحول.

دراسة تكشف علاقة القولون العصبي بضعف الانتصاب

في دراسة صغيرة أُجريت على طلاب الطب، وجد باحثون من بيرو أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي لديهم معدل انتشار أعلى من ضعف الانتصاب بنسبة 108% مقارنة بغير المصابين بهذا الاضطراب الهضمي.

ويشير الباحثون إلى أن الطلاب الذين يعانون من القولون العصبي غالبًا ما يواجهون ضغوطًا أكاديمية شديدة تؤثر على إنتاج هرمون التستوستيرون، مما يؤثر سلبًا على التنسيق العصبي والدموي اللازم لتحقيق الانتصاب.

التوتر وأثره على الأداء الجنسي

يُعد التوتر النفسي عاملاً رئيسيًا مشتركًا بين متلازمة القولون العصبي وضعف الانتصاب، حيث تؤدي الضغوط المستمرة إلى اضطراب التوازن الهرموني، مما قد يُضعف الرغبة الجنسية ويؤثر على الأداء الجنسي للرجل، فإن الأعراض المحرجة للقولون العصبي، مثل الغازات غير المنضبطة، والانتفاخ، والإسهال، قد تؤدي إلى تدهور الصحة النفسية وتقلل من الرغبة في العلاقة الحميمة.

هل تؤثر أمراض الأمعاء الأخرى على القدرة الجنسية؟

إلى جانب القولون العصبي، أظهرت دراسة أخرى أُجريت عام 2024 أن مرض التهاب الأمعاء قد يساهم أيضًا في ضعف الانتصاب. ويعد هذا المرض مشابهاً للقولون العصبي من حيث كونه اضطرابًا هضميًا مزمنًا، لكنه يتميز بحدوث التهابات داخل الجهاز الهضمي.

وتشير التقديرات إلى أن ما بين 2.4 مليون و3.1 مليون أمريكي يعانون من مرض التهاب الأمعاء، حيث يعتقد الباحثون أن مرض كرون، وهو أحد أنواع التهاب الأمعاء، قد يزيد من خطر الإصابة بضعف الانتصاب، بينما قد لا يكون لالتهاب القولون التقرحي التأثير ذاته.

إدارة الأعراض وتحسين جودة الحياة

حتى الآن، لا توجد علاجات نهائية لمتلازمة القولون العصبي أو مرض التهاب الأمعاء، لكن يمكن للمرضى التحكم في الأعراض من خلال الأدوية، واتباع نظام غذائي صحي، وإدارة التوتر، وشرب كميات كافية من الماء. وفي بعض الحالات، قد يحتاج مرضى التهاب الأمعاء إلى التدخل الجراحي.

أما بالنسبة لضعف الانتصاب، فيمكن التعامل معه من خلال تناول أدوية الفم، وممارسة التمارين الرياضية، والابتعاد عن العادات الضارة مثل التدخين وتعاطي الكحول، إلى جانب الاستشارة النفسية والعلاج السلوكي، وفي بعض الحالات يمكن اللجوء إلى التدخل الجراحي.