تحليل السائل المنوي.. لماذا أصبح شائعًا بين الشباب؟

كتب - محمود رفعت

يشهد قطاع الصحة الإنجابية تحولًا ملحوظًا، حيث يتزايد إقبال الرجال في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر على إجراء تحليل السائل المنوي، في خطوة تهدف إلى الكشف المبكر عن مشكلات العقم واتخاذ التدابير العلاجية المناسبة، ويرجع هذا الاتجاه إلى تزايد الوعي بتأثير العوامل البيئية ونمط الحياة على الخصوبة الذكرية.

ويستعرض موقع "الكونسلتو" خلال السطور التالية أسباب إقبال الرجال على تحليل السائل خلال فترة العشرينات والثلاثينات، وفقا لموقع"the health site"..

ارتفاع معدلات العقم بين الرجال

وارتبطت مشكلات العقم بصحة المرأة، إلا أن الدراسات الحديثة تؤكد أن الرجال يتحملون المسؤولية عن 20% من حالات العقم، ويساهمون في 30% إلى 40% من الحالات الأخرى.

وأكدت الدكتورة سانكيرنا باتيل، أخصائية الخصوبة في مركز نوفا آي في إف للخصوبة، أن مشكلات الحيوانات المنوية، مثل انخفاض العدد وضعف الحركة والتشوهات الخلقية، تعد من الأسباب الرئيسية للعقم الذكري، مشيرة إلى أن التغيرات في نمط الحياة، والتعرض للملوثات البيئية، والتوتر المزمن، من أبرز العوامل التي أسهمت في تراجع جودة الحيوانات المنوية خلال العقود الأخيرة، ما دفع العديد من الرجال إلى إجراء تحليل السائل المنوي للكشف عن المشكلات مبكرًا والسعي للعلاج.

أبرز العوامل المؤثرة في العقم

تؤكد سانكيرنا باتيل أن اختيارات نمط الحياة تلعب دورًا أساسيًا في تراجع الخصوبة لدى الرجال، فالتدخين، والإفراط في استهلاك الكحول، والعادات الغذائية غير الصحية، وقلة النشاط البدني، جميعها تساهم في ضعف جودة الحيوانات المنوية، بالإضافة إلى أن السمنة تؤثر سلبًا على التوازن الهرموني، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية.

وتتابع: التوتر المزمن يؤثر على مستويات هرمون التستوستيرون، ما يؤدي إلى تراجع الخصوبة، كما أن التعرض للملوثات البيئية، مثل المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية الموجودة في المبيدات الحشرية والبلاستيك، قد يتسبب في اضطرابات هرمونية تؤثر على صحة الحيوانات المنوية.

أهمية تحليل السائل المنوي

يعد تحليل السائل المنوي اختبارًا روتينيًا غير جراحي يتيح للأطباء تقييم جودة الحيوانات المنوية من حيث العدد والحركة والشكل، كما أن هذا التحليل يوفر معلومات حاسمة حول الصحة الإنجابية للرجل، ما يساعد في توجيه العلاجات المناسبة، سواء من خلال تعديلات نمط الحياة أو الأدوية أو اللجوء إلى تقنيات الإنجاب المساعدة مثل التلقيح الصناعي.

كما يشير الخبراء إلى أن خصوبة الرجال تتأثر بالتقدم في العمر، حيث تبدأ جودة الحيوانات المنوية في التراجع مع أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات، مما يزيد من احتمالية حدوث الإجهاض أو ولادة أطفال يعانون من مشكلات وراثية.