كيف تتعامل تربويا ونفسيا مع سلوك ابنك العنيف؟

كتب: محمود رفعت

في ظل الزيادة الملحوظة في سلوكيات العنف لدى بعض الأطفال، يطرح مسلسل "لام شمسية" تساؤلات هامة حول كيفية التعامل مع هذه الظاهرة من منظور تربوي ونفسي، إذ يعرض المسلسل تسليط الضوء على الأساليب الفعّالة التي يمكن للأهل والمربين اتباعها لمعالجة السلوك العنيف لدى الأطفال.

أسباب العنف عند الأطفال

في هذا السياق، يستعرض «الكونسلتو»، خلال السطور التالية الأسباب الجذرية لهذا السلوك، وكيفية تقديم الدعم العاطفي والنفسي المناسب، بالإضافة إلى تطبيق استراتيجيات تربوية تهدف إلى تعديل السلوك وتعزيز التفاعل الإيجابي، وفقا لـ أسامة جلال استشاري الصحة النفسية والأسرية.

وقال أسامة جلال، في حديثه مع "الكونسلتو"، إن هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى سلوك العنف لدى الأطفال، وهناك عوامل وراثية ومكتسبة تؤثر على سلوكياته.

دوافع الأطفال للاتجاه للعنف

وأضاف أسامة جلال، أن بعض الأطفال قد يحملون بعض جينات العنف الموروثة من الآباء أو العائلة قد تؤثر على سلوكهم، بالإضافة إلى الأمراض الجسدية التي قد تؤثر في سلوكهم، مثل الإصابة بمرض السكري، موضحًا أن العوامل النفسية المكتسبة منذ سن الرضاعة لها دور كبير في توجيه سلوك الطفل، فحرمان العاطفي أو نقص الرعاية إلى شعور الطفل بالحزن والضعف، ما قد يعزز من سلوكياته العدوانية في المستقبل.

اقرأ أيضًا: العنف ضد المرأة- طبيبة تحذر: يهددها بهذه الأمراض النفسية

عوامل تسبب العنف

وأكد جلال أن البيئة الأسرية تلعب دورًا أساسيًا في تشكيل سلوك الطفل، حيث إن الأطفال الذين ينشؤون في بيئات مليئة بالصراعات والمشاكل يميلون إلى تبني العنف كوسيلة للتعامل مع المواقف، بالإضافة إلى تعرضه لمواقف عنفوان في المدرسة والشارع، ما يجعل الطفل يظن أن العنف هو أسلوب الحياة الطبيعي.

تأثير الإعلام على الأطفال

وحذر أسامة جلال، من التأثيرات السلبية التي يمكن أن تنجم عن الأعمال الفنية، سواء كانت أفلامًا أو مسلسلات أو برامج للأطفال، حيث غالبًا ما تحتوي على مشاهد عنف تساهم في ترسيخ هذا السلوك لدى الأطفال، كما استخدام تقنيات مثل المؤثرات الصوتية والموسيقى يمكن أن يعزز من هذا التأثير ويجعل الأطفال يعتقدون أن العنف هو الطريق إلى القوة والهيبة.

وعن كيفية التعرف على سلوك الطفل العنيف، أوضح جلال، أن من أبرز العلامات تتمثل في، ميل الطفل للتكسير والغضب المستمر، بالإضافة إلى تصرفات تتسم بالعنف الشديد سواء لفظيًا أو جسديًا.

قد يهمك: هكذا تؤثر مشاهد العنف على الصحة النفسية للطفل

كيفية التعامل مع الطفل العنيف

وفيما يتعلق بكيفية التعامل مع الطفل العنيف، أكد أسامة جلال على أهمية فهم الأسباب التي أدت إلى هذه السلوكيات، موضحًا أن العنف قد يكون بالنسبة للطفل هو "أسلوب حياة" اكتسبه من خلال تفاعله مع البيئة المحيطة به.