تأخر النطق من علامات ضعف سمع الأطفال.. هكذا يُعالج
كتبت- أسماء أبو بكر
قد يكون الطفل مصابًا بضعف السمع دون أن يدري الوالدان، الأمر الذي يؤثر على قدرته على الكلام، فضلًا عن إمكانية حدوث مضاعفات قد تصل إلى فقدان السمع أو ضعف شديد فيه.. فما هي أسبابه وكيف نكتشفه؟
أسباب مختلفة
الدكتور محمد الشاذلي، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب جامعة القاهرة، يقول إن ضعف السمع في الأطفال يمكن أن يحدث بسبب زواج الأقارب، أو إصابة الأم بالحصبة الألمانية أو الغدة النكافية أثناء الحمل، وفي حالات أخرى يمكن أن يصاب به الطفل أثناء الولادة بسبب نقص الأكسجين أو الولادة المتعسرة، أما بعد الولادة فيرجع في الغالب إلى عيوب خلقية يعاني منها الطفل أو نتيجة إصابته بالحمى الشوكية أو الغدة النكافية أو الحصبة الألمانية.
يوضح الدكتور عاطف عبد المجيد، استشاري الأنف والأذن والحنجرة بمعهد السمع، أن الطفل يمكن أن يُصاب بضعف السمع بعد فترة من الولادة بسبب تعرضه لالتهابات في الأذن الوسطى أو التهاب أذني وسطي ترشيحي، أو نتيجة وجود لحمية خلف الأنف أو حساسية أنف مستمرة، فضلًا عن أن الزكام والرشح المتكرر يسبب التهابًا في الأذن الوسطى وماء خلف الطبلة، ما يؤدي لضعف السمع أيضًا.
هكذا تكتشفه
علامات منذرة ظهورها على الطفل ربما يشير إلى أنه يعاني من ضعف السمع، ووفقًا لما قال «الشاذلي»، فإن تلك العلامات تتمثل في عدم قدرة الطفل على الانتباه للأصوات، والتأخر في الكلام.
كل فترة عمرية لها قدرة سمعية تنعكس على قدرة الطفل الكلامية، فمن سن 4 شهور يجب أن ينتبه الطفل للأصوات، وفي سن 7 شهور يجب أن يلتفت للأم عندما تذكر اسمه أو تتحدث إليه، وبعدما يتم عام ونصف لابد أن يكون لديه قدرة على نطق 3 أو 4 كلمات، وفي سن عامين من المفترض أن يُكوِّن جُملًا.
يوصي «الشاذلي» بضرورة إجراء اختبار سمع للطفل بمجرد ملاحظة أي من العرضين السابقين، للتأكد مما إذا كان مُصابًا بضعف السمع من عدمه.
وسائل علاجية
لا بد من تشخيص حالة الطفل أولًا عن طريق المسح الشامل، اختبار الانبعاثات الصوتية، فضلًا عن أن الطبيب يلجأ لاستخدام جهاز جهد مستثار لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من ارتجاج في المخ أم لا، وفقًا لـ«الشاذلي» الذي أوضح أن العلاج يختلف حسب حالة الطفل التي يظهرها التشخيص.
يضيف أستاذ الأنف والأذن والحنجرة أن الطفل الذي يعاني من ضعف السمع التوصيلي يحتاج إلى سماعة عادية وربما يتم اللجوء إلى إجراء جراحة لزراعة سماعة عظمية، أما إذا كان يعاني من ضعف السمع الحسي العصبي فبعض الحالات يمكن علاجها بالسماعات وحالات أخرى تستلزم زراعة القوقعة.
يشير «الشاذلي» إلى أن هناك حالات يمكن الاعتماد فيها على العلاج الدوائي كأن يكون ضعف السمع لدى الطفل ناتج عن وجود ارتشاح في الأذن الوسطى، وفي حالة عدم الاستجابة للدواء يمكن اللجوء إلى تركيب سماعة، مضيفا أن ضعف السمع الناتج عن إصابة الطفل بالحمى الشوكية يمكن علاجه بزراعة القوقعة طالما لم ينتج عنه تكلس في القوقعة.
يذكر «عبد المجيد» أن علاج ضعف السمع الناتج عن وجود لحمية خلف الأنف يتطلب إزالتها أولًا، وفي حالة وجود حساسية أنف مزمنة أو رشح متكرر يحتاج الطفل لعلاج دوائي يتمثل في مذيبات مخاض وكورتيزون، وربما يحتاج إلى إجراء عملية تركيب أنابيب تهوية، أما إذا كان هناك تسوس في عظام الأذن أو التهاب مزمن في الأذن الوسطى، ففي هذه الحالة لابد من إجراء جراحة ترقيع طبلة الأذن.
فيديو قد يعجبك: