اتركوا أولادكم للتراب.. دراسة توضح أهميته لصحة الأطفال
![](https://media.gemini.media/img/wide/2022/4/4/2022_4_4_21_16_25_502.webp)
مناعة الأطفال
تُظهر العديد من الدراسات أن التعرض المبكر للتراب قد يقلل من خطر إصابة الأطفال بالحساسية وأمراض المناعة الذاتية، حيث يساعد الجهاز المناعي على التفاعل بشكل متوازن مع المحفزات البيئية، وفقًا لموقع Live Science. خلال السنوات الأولى من الحياة، يتعلم الجهاز المناعي التمييز بين خلايا الجسم والمواد الغريبة، سواء كانت غير ضارة أو مسببة للأمراض مثل الفيروسات والبكتيريا.
دور الميكروبيوم في تعزيز المناعة
يؤكد غراهام روك، أستاذ علم الأحياء الدقيقة الطبية بجامعة لندن، أن تطور الجهاز المناعي يعتمد بشكل أساسي على الإشارات الجزيئية القادمة من ميكروبيوم الأمعاء، وهو مجموعة من الميكروبات المفيدة التي تلعب دورًا أساسيًا في هضم الطعام وإنتاج الفيتامينات الضرورية لصحة الإنسان.
اقرأ أيضًا: تقوي مناعته- 10 أطعمة مفيدة لصحة طفلِك
أهمية الولادة الطبيعية والرضاعة
تعد السنة الأولى من الحياة فترة حاسمة لنمو الميكروبيوم، حيث يكتسب الرضيع البكتيريا أثناء الولادة الطبيعية ومن خلال الرضاعة الطبيعية، ما يساهم في بناء جهاز مناعي أكثر قوة. ومع تقدم العمر، يتعرض الأطفال لمزيد من الميكروبات من البيئة المحيطة، مما يساعد في تدريب مناعتهم على التفاعل الصحيح مع العوامل الخارجية.
فرضية "الأصدقاء القدامى"
تفترض "فرضية الأصدقاء القدامى"، التي اقترحها روك عام 2003، أن زيادة تعرض الطفل لأنواع مختلفة من الميكروبات في مرحلة الطفولة المبكرة يساهم في تطوير جهاز مناعي أكثر توازنًا، مما يقلل من احتمالية فرط الاستجابة المناعية للحساسية. وتُظهر دراسات عدة أن الأطفال الذين نشأوا في بيئات زراعية أو مع حيوانات أليفة كانوا أقل عرضة للحساسية مقارنة بمن يعيشون في بيئات حضرية خالية من الحيوانات.
تأثير المضادات الحيوية والولادة القيصرية
يمكن أن يفسر نقص التعرض للميكروبات المفيدة في السنوات الأولى سبب ارتباط الإفراط في استخدام المضادات الحيوية والولادات القيصرية بزيادة خطر الإصابة بالحساسية. فالمضادات الحيوية قد تؤدي إلى اختلال توازن ميكروبيوم الأمعاء، بينما يُحرم الأطفال المولودون قيصريًا من التعرض للبكتيريا المهبلية المفيدة.
قد يهمك: تجنبيها.. 4 عادات خاطئة تدمر مناعة طفلك
فوائد اللعب في التراب
بحثت تجربة في فنلندا إمكانية تعزيز مناعة الأطفال في المدن من خلال التعرض لعشب وتربة مأخوذة من الغابات. ووجد الباحثون أنه في غضون شهر، شهد الأطفال الذين لعبوا في التراب زيادة في تنوع البكتيريا النافعة على بشرتهم وفي خلاياهم المناعية، مقارنة بمن لعبوا في ملاعب مغطاة بالحصى. وتشير النتائج إلى أن التعرض للبكتيريا الطبيعية قد يساعد في تنظيم الجهاز المناعي وتقليل فرط نشاطه.
تأثير الحيوانات الأليفة والتنوع البكتيري
أكدت دراسة سويدية نُشرت عام 2024 أن الأطفال الذين نشأوا في مزارع الألبان أو في منازل بها حيوانات أليفة لديهم معدلات أقل من الحساسية، كما أظهرت أمعاؤهم احتواءً أكبر على البكتيريا المفيدة، مما يدعم العلاقة بين التنوع الميكروبي وصحة الجهاز المناعي.
عوامل وراثية وتأثير التلوث
رغم أهمية الميكروبيوم، يشير د. روبرت وود، أستاذ طب الأطفال في جامعة جونز هوبكنز، إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًا في تحديد قابلية الشخص للإصابة بالحساسية. كما يحذر من أن التعرض للأوساخ في البيئات الملوثة قد يكون ضارًا، إذ قد تحتوي على ملوثات كيميائية مثل الرصاص أو طفيليات خطيرة، مما يستدعي توخي الحذر عند السماح للأطفال باللعب في الخارج.
فيديو قد يعجبك: