أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تفشي المرض «إكس» بالكونغو.. ما لا تعرفه عن عنه

03:06 م الإثنين 30 ديسمبر 2024

تفشي المرض «إكس» بالكونغو

كتب - محمد عماد

يثير مرض غامض يُعرف بـ"المرض إكس" مخاوف عالمية، بعدما سجل انتشارًا واسعًا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأسفر عن وفاة العشرات، غالبيتهم من الأطفال، وبينما تحاول منظمة الصحة العالمية تحديد أسبابه، تصاعدت المخاوف من انتقال المرض إلى دول أخرى، خاصة مع اكتشاف حالات مشتبه بها في الولايات المتحدة وإيطاليا، فما هى تفاصيل هذا التفشي؟، وما هى الإجراءات المتخذة عالميًا لمواجهته؟

تفشي المرض "X" في الكونغو

بدأت ملامح التفشي الجديد تظهر في 24 أكتوبر الماضي، في منطقة كونغو الريفية بجنوب غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، تم تسجيل أكثر من 406 إصابات مؤكدة و31 حالة وفاة، أغلبها لأطفال دون سن 14 عامًا، لكن هذه الأرقام مرشحة للزيادة، نظرًا لأن العديد من الوفيات تحدث خارج المستشفيات، بعيدًا عن المراقبة الطبية، وفقًا لصحيفة "Daily mail" البريطانية.

وبحسب التحديثات الأسبوعية لوزارة الصحة العامة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بلغ عدد الحالات الإيجابية المسجلة حتى الآن 891 حالة، بما في ذلك 48 حالة وفاة، وأفادت الوزارة سابقًا بوجود عدد من الوفيات المجتمعية التي حدثت قبل 29 نوفمبر عندما صدر تنبيه رسمي لم يكن من الممكن تقدير رقمه، وفقًا لصحيفة "independent" البريطانية.

في حين لم يتم التعرف على العامل الممرض المسؤول عن المرض، تصف المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض العدوى بـ"المرض إكس"، حتى يتم تحديد الأسباب الدقيقة.

اقرأ أيضًا: بعد ظهور لقاح له- هذه أعراض فيروس الورم الحليمي البشري

الأعراض المقلقة: تشابه مع أمراض معروفة

تشمل الأعراض الرئيسية للمرض:

- الحمى المرتفعة

- السعال الشديد

- التعب والإرهاق العام

- سيلان الأنف

- صعوبة التنفس

وبالنسبة للمرضى الذين فارقوا الحياة، لاحظت الفرق الطبية أعراضًا أخرى مقلقة، مثل سوء التغذية الحاد وفقر الدم الشديد، ما يعكس تدهورًا صحيًا سريعًا مرتبطًا بعدة عوامل.

المخاطر الدولية: هل ينتشر المرض عالميًا؟

مع تسجيل حالة في ولاية أوهايو الأمريكية وأخرى في إيطاليا لمسافرين عائدين من إفريقيا، تزايدت المخاوف من انتقال المرض خارج حدود الكونغو.

في الولايات المتحدة، تم عزل مريض وصل حديثًا من تنزانيا بسبب أعراض مشابهة للإنفلونزا، وبعد تحقيقات دقيقة، أكدت السلطات الصحية الأمريكية أن الحالة كانت "روتينية" ولا علاقة لها بالتفشي الحالي.

في هونغ كونغ، بدأت السلطات الصحية فرض اختبارات فورية لدرجة الحرارة على القادمين من إفريقيا، بينما نصحت اليابان بتجنب السفر إلى الكونغو، من جانبها، أعلنت هندوراس أنها ستبدأ فحص الوافدين من المناطق المتأثرة بحثًا عن أي أعراض مشبوهة.

محاولات لفك لغز المرض

تعمل منظمة الصحة العالمية على تحديد طبيعة هذا المرض من خلال فريق متخصص أُرسل إلى المنطقة، وبعد تأخير استمر يومين بسبب الأحوال الجوية السيئة والمخاوف الأمنية، جمعت الفرق الطبية عينات من المرضى وأرسلتها إلى مختبرات مركزية تبعد أكثر من 300 ميل.

وفي تحديث أولي، أظهرت الفحوصات وجود إصابات متعددة بأمراض معروفة، مثل:

- الملاريا

- فيروسات تنفسية شائعة (مثل الإنفلونزا والفيروسات الأنفية)

- فيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2)

هذه النتائج دفعت الخبراء إلى ترجيح أن المرض ليس جديدًا تمامًا، بل مزيج من عدة أمراض موسمية شائعة تفاقمت بسبب سوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية.

الأسباب المحتملة: عوامل بيئية وإنسانية

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تلعب الظروف المعيشية السيئة في المناطق المتضررة دورًا كبيرًا في تفاقم الوضع، فمع تفشي سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية، يصبح السكان أكثر عرضة للإصابة بأمراض متعددة في وقت واحد.

كما أن موسم الأمطار في الكونغو زاد من صعوبة نقل الإمدادات الطبية وإجراء الفحوصات، ما أدى إلى تأخير جهود الاحتواء.

الوضع في الكونغو: ضعف النظام الصحي يزيد الأزمة

تعد منطقة بانزي، حيث بدأ التفشي، واحدة من أكثر المناطق تهميشًا في الكونغو. فهي تفتقر إلى البنية التحتية الصحية اللازمة للتعامل مع الأزمات، ولا توجد بها مختبرات طبية متخصصة.

وبحسب البروفيسور بلاسيد مبالا، عالم الفيروسات بجامعة كينشاسا، كان من الصعب إجراء اختبارات دقيقة بسبب نقص المعدات الأساسية مثل المسحات البلعومية.

كما أعاق نشاط الجماعات المسلحة في المنطقة عمل الفرق الطبية، ما أدى إلى تأخير الاستجابة الأولية.

الإجراءات العالمية لمواجهة المرض

أثارت هذه التطورات استنفارًا دوليًا لمنع انتشار المرض، ومن أبرز الإجراءات:

زيادة الفحوصات على المسافرين:

فرضت عدة دول فحوصات طبية إضافية على القادمين من إفريقيا، أبرزها الولايات المتحدة، هونغ كونغ، وهندوراس.

تعزيز التعاون الطبي:

أكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) استعدادها لدعم الكونغو في إجراء الفحوصات اللازمة وتوفير الإمدادات الطبية.

التوعية الصحية:

نصحت السلطات الصحية الدول المجاورة للكونغو بتكثيف حملات التوعية وتعزيز إجراءات الوقاية، خاصة في المناطق التي تشهد تدفقًا كبيرًا للمسافرين.

قد يهمك: إصابة تيسير فهمي بالمتحور الجديد لكورونا.. كل ما تريد معرفته

التحديات المقبلة: الحاجة إلى استجابة شاملة

في ظل الظروف الحالية، يواجه العالم تحديًا كبيرًا للتعامل مع الأوبئة التي تنشأ في المناطق النائية وتنتقل عبر الحدود، يؤكد الخبراء على ضرورة:

- تعزيز الأنظمة الصحية في الدول النامية.

- تحسين التنسيق الدولي لمواجهة الأوبئة.

- زيادة الاستثمارات في البحث العلمي لرصد الأمراض الناشئة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن ما يحدث في الكونغو هو تذكير بمدى هشاشة المجتمعات التي تعاني من سوء التغذية والأمراض المعدية، وهو ما يستدعي استجابة عاجلة لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمات.

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة

صحتك النفسية والجنسية