القصة الكاملة لطبيب بريطاني تحدى وزير الصحة ورفض تلقي لقاح كورونا
وكالات
تحدى طبيب وزير الصحة البريطاني بشأن خطة الحكومة التي تستهدف تطعيم موظفي هيئة التأمين الصحي بلقاح كورونا أو فقدان وظائفهم، وظهر الطبيب البريطاني في فيديو آثار جدلًا واسعًا وحقق ما يزيد على مليون مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويُطبق بالفعل شرط التطعيم قبل التوظيف على العاملين في دور الرعاية الصحية، واعتبارا من أول أبريل، سيجري تمديد العمل به ليشمل العاملين في هيئة التأمين الصحي الذين حصل نحو 90% منهم بالفعل على اللقاح، حسب ما نشر موقع "BBC عربي".
وقال ستيف جيمس، وهو طبيب استشاري في وحدة العناية الفائقة اختار عدم التطعيم، لوزير الصحة، ساجد جاويد، أثناء زيارته لمستشفى كينجز كوليدج: "العلم ليس قويا بما يكفي" لدعم الخطة.
وأضاف: "اللقاحات تقلل انتقال العدوى فقط لنحو ثمانية أسابيع في حالة الإصابة بمتحور دلتا وربما يكون الوضع أقل من ذلك في حالة متحور أوميكرون".
على الرغم من أن اللقاحات فعّالة جدا من حيث توفير الحماية من الإصابة بأعراض كوفيد الشديدة، فإن الحماية التي توفرها ضد الإصابة به ونقله تتضاءل بسرعة أكبر.
وكان جيمس قد أشار إلى دراسة خلصت إلى أن الشخص الذي حصل على لقاح كوفيد يكون احتمال نقل العدوى بواسطته أقل بنسبة 2% فقط من الشخص غير الملقح، بعد 12 أسبوعا من جرعة ثانية من لقاح "أوكسفور-أسترازينيكا"، معترفا بأن إشارته إلى "ثمانية أسابيع" كانت على سبيل الخطأ.
بيد أن الدراسة نفسها خلصت إلى أن لقاح "فايزر-بيونتيك"، الذي من المحتمل أن يكون طاقم العاملين في هيئة التأمين الصحي البريطانية قد حصلوا عليه، لديهم مقاومة على نحو أفضل، ويكون احتمال نقل العدوى من أشخاص حصلوا على اللقاح لآخرين غير ملقحين، بعد 12 أسبوعا، أقل بنسبة 25 في المئة.
ولا تتحدث هذه الدراسة عن الصورة كاملة، فاللقاحات تقلل أيضا خطر الإصابة بالفيروس في المقام الأول.
وخلصت دراسة إلى أن الذين حصلوا على لقاح فايزر أقل عرضة للإصابة بكوفيد بنسبة 85%، مقارنة بآخرين من غير الملقحين بعد أسبوعين، وأقل بنسبة 75% بعد 12 أسبوعا.
كما يبدو أن الأشخاص الذين يحصلون على اللقاح يتعافون من الفيروس بشكل أسرع، ويقل وجوده في أجسامهم، مما يقلل من فرص انتقاله لآخرين.
وتناولت جميع هذه الدراسات متحور دلتا، الذي ظهر في الهند أول مرة.
ويبدو أن جرعتين من اللقاح تكونان أقل فاعلية ضد الإصابة بعدوى متحور أوميكرون وانتقاله، على الرغم من أنها لا تزال جيدة من حيث توفير حماية من الأعراض الشديدة، بيد أن الحصول على جرعة ثالثة تعزيزية تحقق الكثير من الفوائد مرة أخرى.
يتمثل الجانب الثاني من حجة جيمس في أنه ربما أصيب بكوفيد، الأمر الذي وفر لديه بعض الحماية دون الحصول على لقاح. وقال: "لدي أجسام مضادة وأعمل من البداية في (وحدة العناية الفائقة) لمرضى كوفيد".
يمكن أن توفر المناعة الطبيعية، أي توافر خلايا مناعية مثل الأجسام المضادة وخلايا "تي" المساعدة في الجهاز المناعي والتي تتعرف على الفيروس وتقاومه حال العدوى بدلا من اللقاح، حماية فعّالة، على الرغم من خطر الإصابة بأعراض شديدة أو تطور "كوفيد طويل الأجل".
لكن ما لم يذكره الطبيب هو أنه، كما هو الحال مع وجهة نظره بشأن اللقاحات، تتراجع هذه الحماية أيضا وقد تكون غير فعّالة ضد الإصابة بمتحور مختلف.
وتشير دراسة أجرتها جامعة "إمبريال كوليدج" في لندن إلى أن الحماية من الإصابة بعدوى متحور أوميكرون، الذي اكتُشف في جنوب أفريقيا أول مرة، "قد تصل إلى 19%".
وخلصت العديد من الدراسات إلى أن أفضل حماية ضد الإصابة بكوفيد تأتي من الإصابة بعدوى والحصول على لقاح أيضا.
وقال دومينيك ويلكينسون، أستاذ آداب مهنة الطب بجامعة أكسفورد، إن الأطباء عليهم مسؤولية أخلاقية من حيث حصولهم على اللقاح، لكن تضليل شخص آخر، بحقيقة أن الإصابة الحديثة بعدوى كوفيد قد توفر حماية مماثلة، يعد أمرا غير مبرر.
يقول جيمس، إنه لا يعارض جميع لقاحات كوفيد، لكنه يعتقد أن ثمة تلفيق للقضية على هذا النحو على الإنترنت، بعد معارضته التطعيم الإجباري.
ويصف نفسه بأنه "مؤيد للاختيار ومؤيد للقاح"، قائلا إن وجهة نظره كانت تحديدا تتحدث عن الحجج العلمية التي يستندون إليها وليس اللقاح في حد ذاته.
وتقول "بيد أن مينال فيز"، طبيبة أخرى في مستشفى هيئة التأمين الصحي البريطانية، إنها تقضي وقت فراغها على الإنترنت لتصحيح المعلومات الخاطئة، وقالت لبي بي سي إنها تخشى من الاحتيال على مقطع جيمس من جانب أولئك الذين يرغبون في الإشارة إلى أن علم اللقاح بشكل عام لم يكن قويا بما يكفي، على الرغم من الثقل الهائل لحجم الأدلة التي نشرتها مئات المؤسسات المستقلة وملايين الأشخاص والتي تؤكد عدم الإصابة بالمرض والوفاة.
ويتفق ذلك تماما مع ما نشهده دوما على الإنترنت، إذ "تنتشر جدا" مقاطع قصيرة أو إحصاءات فردية أو سطور من دراسات علمية مقتطعة من سياقها بغية التسبب في حالة إرباك أكثر من نشر الأكاذيب مباشرة.
وقالت فيز: "يميل الأشخاص على الإنترنت، الذي تنتشر عبره الأمور بسرعة، إلى اختيار ما يريدون"، وهو ما ترك انطباعا على الأرجح لدى الناس بأن طبيب وحدة العناية الفائقة يشكك في علم اللقاح، بدلا من الإمعان في المسألة المعقدة التي يطرحها جيمس.
ولم تكن مخاوفها في غير محلها، إذ احتال أولئك الذي يعارضون اللقاح على تعليقات جيمس بشغف، وروّجوا لنظريات خاطئة من بينها أن الفيروس خدعة.
بيد أن جيمس متمسك بتعليقاته: "إذا كان الناس يرغبون في الاستقطاب، فإنهم سيفعلون ذلك"، على حد قوله.
فيديو قد يعجبك: