هل ينتهي عصر المسكنات؟.. علماء يسعون للقضاء على الآلام بهذه الطريقة
ريم فؤاد
يبحث العلماء عن طرق جديدة لتطوير العلم والطب كل يوم، ومع التطور يأتي ابتكارات جديدة للعلاج وأدوية مستحدث، فالوقاية المستخدمة في الماضي تختلف عن أنواع الوقاية والعقارات المستخدمة الآن.
وتُعتبر المسكنات من العقارات التي لا يستغني عنها كثيرون عند الشعور بالألم، ومع ذلك لها من الآثار الجانبية ما يجعل البعض يستغني عنها حتى في شدة تألمه.. ولذا بحث بعض العلماء عن طرق جديدة لمعالجة الإحساس بالألم دون استخدام مهدئات أو مسكنات، من خلال ابتكار علاجات تتخلل مباشرة لجزء في المخ خاص بالإحساس بالألم، ويمكن لهذا البحث أن يساعد ملايين من الناس المصابين بآلام مزمنة.
وللمخ القدرة على تعديل وتوجيه الألم، فيأمل العلماء أن يسخرون هذه القدرة للتحكم في تصور المصاب لآلامه المزمنة.
وأعطى لديفيد ليندن، أستاذ علم الأعصاب في جامعة جونز هوبكنز، مثالًا تعبيريًا على هذا الأمر، بأن يقول المخ مثلُا: «هذا الشعور مثير للاهتمام لذا سأجعله أكثر شدة" أو يمكنه القول "هذا الشعور غير مهم لذا سأطفئه أو لا أعيره الكثير من الانتباه».
العواطف تلعب دورًا مهما في تصور الألم
وإن فكرت بالأمر فهناك مواقف بالفعل تحدث فيما حولنا تؤكد ذلك، ففي المواقف الصعبة، كالجنود في المعركة، تجدهم لا ينتبهون أو يشعرون بشدة إصاباتهم، بسبب تدفق هرمون الأدرينالين وشدة حماستهم في ظل الموقف، فلا يلاحظوا أي نوع من الألم.
ووجد بعض الباحثون في جامعة براون، أثناء دراسة كيفية جعل هذا الأمر ممكنًا، أن بعض الناس بالفعل يمكنهم تعلم طرق السيطرة وإنهاء الشعور بالألم داخلهم.
وتقول ستيفاني جونز، أستاذ مساعد في علم الأعصاب بجامعة براون، إن هناك نوع من الاتصال والتنسيق بين الجزء الأمامي بالمخ، والذي يتحكم في هذه المنطقة، والجزء الحسي أو الشعوري بالمخ، ومن خلال تعليم المصابين بآلام مزمنة بعض التقنيات كممارسة التأمل يمكن بالفعل أن ينجحوا في إعادة توجيه الألم وتحكم المخ به وليس العكس.
فوائد إعادة توجيه الألم
يبحث العلماء عن الأمراض الأخرى التي ستستفيد من طرق إعادة توجيه الجانب الشعوري بالمخ واستجابته، فهذا النوع من العلاج يمكنه المساعدة في معرفة هيكل المخ، ما سيسهل تطبيق ما يكتشفونه، كالسيطرة على الإحساس بالألم كما سبق ذكره.
ويقول دكتور إيان كووك، مدير برنامج أوكلا لأبحاث الاكتئاب: نحن بالفعل في ظل أبحاث عن تعديل ترتيب دوائر المخ، وكيف يتواصلون مع بعضهم البعض، فالمخ عضو متميز ومتغير لا حدود له، ففي كل مرة يتعلم بها الفرد معلومة أو أمر جديد عليه، تحدث تغيرات في بنية أو هيكل المخ، بالإضافة لذلك لا يمكننا نسيان دور العواطف في تصور الألم، ونحن على أمل من استخدام هذا الأمر لصالح الفرد وإنهاء عصر المسكنات.
فيديو قد يعجبك: