أحمد البسيوني: القسطرة التداخلية أحدث علاجات جلطات ونزيف المخ
كتبت- ضي جمال
تتعدد أسباب جلطات ونزيف المخ وآثارها الجانبية، وقديمًا كان علاجها الأوحد بإجراء عملية جراحية لوقف النزيف أو التخلص من الجلطة، ومع التقدم العلمي والتكنولوجي، أصبح هناك علاج «القسطرة المخية التداخلية» والتي تعمل على وقف النزيف وسحب الجلطة بشكل نهائي.
يقول الدكتور أحمد البسيوني، أستاذ مساعد طب المخ والأعصاب والقسطرة بكلية طب عين شمس، واستشاري المخ والأعصاب بمستشفى كليوباترا، إن قسطرة المخ التداخلية حديثة نسبيًا وتُستخدم في بعض حالات جلطات ونزيف المخ.
يوضح «البسيوني» أن جلطات أو نزيف المخ تصيب أكثر من 250 ألف شخص سنويًا في مصر، ويعتبر من أهم أسباب الوفاة والإعاقة على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن القسطرة التداخلية تعالج قطاع من المرضى المصابين بأنواع معينة من الجلطات أو النزيف، ويتم تقسيم المرضى إلى نوعين: مرضى مصابين بجلطات في المخ وآخرين مصابين بنزيف المخ.
يلفت «البسيوني» إلى أنه في حالة كان سبب النزيف عيبًا خلقيًا أو مكتسبًا في الشرايين، فيسمى ذلك بالتمدد الشرياني، وهو انتفاخ الشرايين حتى تصبح مثل البالون ومن ثم تضعف وتنفجر أو أن يكون الشخص لديه بعض الشرايين المعيوبة والتي تُصنف كعيب خلقي، وفي الحالتين تعمل القسطرة المخية التداخلية على سد وعلاج هذا العيب ومنع تكرار النزيف مرة أخرى.
يتابع «البسيوني» أن العملية تبدأ بفتحة صغيرة لا يتعدى قطرها 1ملم، عادة يكون موضعها في شريان أعلى الفخذ وتتم العملية بنفس مفهوم وفكرة المنظار، ومن ثم يتم التحرك من هذا المكان بجهاز أشعة حتى مكان العيب الموجود بالشريان ونبدأ في التعامل معه سواء بتركيب حشو بالأماكن المتمددة أو حقن مواد متخثرة بالشرايين المعيوبة للقضاء على النزيف ومنع تكراره بشكل نهائي.
أما فيما يتعلق بالقطاع الثاني من المرضى المصابين بجلطات في المخ، يقول استشاري المخ والأعصاب، إن الجلطات تنتج عن انسداد في أحد الشرايين التي تغذي جزء من المخ، موضحًا أن المخ يستطيع تحمل انقطاع الدم عنه حتى 24 ساعة كحد أقصى وفي تلك الفترة إن حدث وانسد أحد الشرايين الرئيسية التي تغذي المخ قد يؤثر على منتصف الدماغ بالكامل والتي قد تؤدي إلى الدخول في غيبوبة، وهنا يأتي دور القسطرة التداخلية التي تستطيع سحب الجلطة في الوقت المناسب بتقنيات حديثة ونسترجع تدفق الدم مرة أخرى في الشرايين المسدودة وننقذ عدد كبير من خلايا المخ.
يوضح «البسيوني» أن القسطرة التداخلية لا تصلح لكل مرضى الجلطات ونزيف المخ، بل هي تعالج أمراض وحالات بنسبة 10% من حالات مرضى الجلطات ونزيف المخ كحد أقصى.
والمرضى المسموح لهم عمل قسطرة تداخلية هم المصابين بنزيف من أحد الشرايين المتمددة أو المعيوب، أو انسداد في أحد الشراين الرئيسية سواء كان كامل وفي توقيت مبكر أو تدريجي ويؤدي إلى تكرار الجلطات ولكن في هذه الحالة يجب أن يكون جزء من الشريان مفتوح حتى نستطيع التعامل معه.
يؤكد «البسيوني» أن القسطرة المخية التداخلية تعالج جميع الفئات العمرية بداية من الأطفال الرضع المولودين بعيوب خلقية حتى كبار السن في الحالتين أقل وأكثر من 60 عامًا.
فيديو قد يعجبك: