الكحة المزمنة مؤشر لمشكلات صحية.. توجه للطبيب فورا

كتبت - أسماء أبوبكر

الكحة غالبا ما تصاحب نزلات البرد، لكن في بعض الأحيان يعاني المريض منها لفترات طويلة دون أن يدري السبب في ذلك، وهو ما لا يجب الاستهانة به، خاصة إذا استمر السعال لمدة أسبوعين، لأنه قد يكون مؤشرا لمشكلة صحية خطيرة.

عرض وليس مرض

الدكتور رضا إبراهيم، استشاري أمراض الصدر والحساسية ومدير مستوصف الصدر ببولاق أبو العلا، يقول إن الكحة عرض لمشكلة صحية ما وليس مرض في حد ذاتها، موضحا أن الكحة المزمنة هي التي تستمر لثلاثة أشهر أو أكثر خلال العام لمدة عامين متتاليين.

 وأوضح استشاري أمراض الصدر، أن أسباب الكحة المزمنة تختلف من حالة لأخرى، ويمكن أن ترجع إلى الإصابة بالنزلات الشعبية المتكررة، وحساسية الصدر، والإصابة ببعض الالتهابات النوعية مثل الدرن، أو غير النوعية كالميكروب السبحي، مضيفا أنها في حالات أخرى يمكن أن تكون مرتبطة بالتهاب شعبي مزمن (الربو)، أو بسبب الإفراط في التدخين أو كثرة التعرض للأتربة والعوادم.

وتابع ابراهيم أن الكحة المزمنة يمكن أن تكون ناتجة عن تناول بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم أو الأدوية التي تساعد على تهدئة ضربات القلب، وكذلك الإفراط في تناول بعض المسكنات كالإسبرين أو الإفراط في إعطاء الطفل لبوس خفض الحرارة «دولفين».

من جانبها، توضح الدكتورة ريهام حازم، مدرس واستشاري أمراض الصدر بطب عين شمس، أن الكحة المزمنة هي التي تلازم المريض لمدة تزيد عن أسبوعين، ومن أسبابها التهابات الشعب الهوائية المزمنة، والتليف الرئوي، أورام الرئة ويصاحبها أعراض أخرى في هذه الحالة.

وفي بعض الحالات ترتبط الكحة المزمنة بمشاكل في الجهاز الهضمي، وفقا لدكتور محمد المنيسي، استشاري الجهاز الهضمي والكبد بطب القصر العيني، الذي أوضح أنها أحيانا ترتبط بارتجاع المرئ والحموضة، لأن الإنزيمات الهاضمة تصل للجهاز التنفسي بدءا من الحنجرة والمرئ ما يسبب احتقان مزمن ويؤدي لكحة مزمنة ويصاحبه أعراض أخرى كتغير نبرة الصوت لخشونة الأحبال الصوتية، صعوبة في البلع، حموضة مزمنة، مشيرا إلى أن حوالي 35% ممن يعانون من ارتجاع المرئ عُرضة لهذه المشكلة.

فحوصات أساسية

يشدد الدكتور رضا على ضرورة التوجه للطبيب إذا استمر السعال لأسبوع أو أسبوعين، خاصة إذا صاحبه بلغم ملون، لإجراء الفحوصات الأساسية كأشعة الصدر، تحليل بصاق، ومزرعة للميكروبات بصفة عامة.

وتضيف الدكتورة ريهام حازم، أنه في بعض الأحيان يمكن اللجوء إلى وسائل أخرى للتشخيص كوظائف التنفس، منظار معدي وشعبي، أشعة على الجيوب الأنفية.

علاج السبب

يحذر إبراهيم، من تناول الأدوية المهدئة للكحة دون استشارة الطبيب، موضحا أن الكحة تساعد على طرد البلغم أو الإفرازات الموجودة في الصدر، وإذا كان المريض يعاني من ضيق في الشعب الهوائية فهي تساعد على توسيعها، وبالتالي تناول هذه الأدوية لا يعالج السبب بل يأتي بنتيجة عكسية ويجعل المريض أكثر عُرضة للمضاعفات كضيق التنفس أو الربو.

علاج الكحة المزمنة يتطلب معرفة السبب وعلاجه أولا، وربما يحتاج المريض لتناول الأدوية التي تساعد على توسيع الشعب الهوائية، ومذيبات وطارد للبلغم، وفقا لمدير مستوصف الصدر.

وتتفق ريهام معه، مؤكدة أن الكثير من الأمراض المسببة للكحة تتحسن كثيرا بالعلاج الموجه للمرض المسبب لها، وليس أدوية الكحة فقط.

نصائح علاجية

ينصح إبراهيم، بتناول العسل والمشروبات الساخنة كاليانسون والتليو، والخضروات والفاكهة خاصة الغنية بفيتامين سي ومضادات الأكسدة، مع تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة ويفضل عدم تناول القهوة أو الإكثار منها، وتجنب التعرض للأتربة والعوادم والروائح النفاذة قدر الإمكان.