كيف تؤثر الذئبة الحمراء على الكلى؟

كتبت- أسماء أبو بكر

الذئبة الحمراء أحد الأمراض المناعية المزمنة التي تتسبب في التهاب المفاصل، بل يمتد تأثيرها إلى أعضاء الجسم المختلفة وعلى رأسها الكلى.. فما المضاعفات التي تسببها الذئبة الحمراء للكلى وكيف تتعامل معها؟

مضاعفات متعددة

الدكتور مجدي سعيد، أستاذ الباطنة وأمراض الكلى بكلية الطب جامعة عين شمس، قال إن الذئبة الحمراء مرض مناعي عام أكثر شيوعا بين الفتيات، خاصة في الفئة العمرية من 17 إلى 45 سنة، وأعراضه قد تظهر في الجلد أو المفاصل والجهاز الهضمي، ومن أخطر مضاعفاته التأثير على الكلى أو الجهاز العصبي.

من أهم مضاعفات الذئبة الحمراء على الكلى اصابتها بالالتهاب النفروزي، وفقا لسعيد، الذي أضاف أنها يمكن أن تؤدي إلى حدوث خلل في أنابيب الكلى ما يتسبب في فقد مستمر في البوتاسيوم والصوديوم، فضلا عن أنها قد تؤدي إلى الفشل الكلوي في بعض الحالات.

من جانبها، أوضحت الدكتورة نرمين سامي، مدرس واستشاري أمراض الروماتيزم والمناعة بجامعة عين شمس، أن الذئبة الحمراء قد تؤدي إلى قصور في وظائف الكلى أو الفشل الكلوي والحاجة إلى الغسيل.

فحوصات وتحاليل دورية

الفحوصات والتحاليل الدورية تساعد على الاكتشاف المبكر لتأثير الذئبة الحمراء على الكلى، وفقًا لسامي، التي أوضحت أن المريض يحتاج إلى عمل صورة دم لمعرفة سرعة الترسيب، تحليل وظائف الكلى، تحليل بول عادي وتجميع بول 24 ساعة لمعرفة نسبة الزلال في البول واستخلاص الكرياتينين.

أشارت مدرس واستشاري أمراض الروماتيزم والمناعة إلى أن هذه الفحوصات والتحاليل لابد من إجرائها كل شهر في فترة نشاط المرض، لكن إذا كانت الأمور مستقرة يمكن الاكتفاء بإجرائها مرة كل 3 شهور.

التعامل طبيًا

وفقا لسعيد، من الضروري أخذ عينة من الكلى وتحليلها بمجرد ملاحظة ظهور زلال في البول، وإذا أظهرت النتائج وجود تأثير على الكلى بالفعل يحتاج المريض إلى أخذ علاج مناعي أقوى بجانب الأدوية التي تعالج المشاكل التي حدثت في الكلى.

أوضحت سامي أنه بمجرد حدوث تأثير أو التهابات على الكلى نتيجة الإصابة بالذئبة الحمراء، لابد من زيادة جرعات الأدوية التي تعالج الذئبة الحمراء، سواء الكورتيزون أو الأدوية المثبطة للمناعة، مشيرة إلى أن هناك بروتوكول علاجي حسب التوصيات العالمية الأوروبية والأمريكية لمنع زيادة مضاعفات الذئبة الحمراء على الكلى أو الوصول لبدايات الفشل الكلوي.

تابعت سامي أن هناك 6 مراحل لتأثير الذئبة الحمراء على الكلى، ولابد من أخذ عينة من الكلى وتحليلها لمعرفة المرحلة التي وصل لها المريض، لأن كل مرحلة لها بروتوكول علاجي مختلف، مستطردة أنه يتم اللجوء للعلاج البيولوجي في الحالات المستعصية التي لم تستجب للبروتوكول العلاجي وفي حالة الوصول للفشل الكلوي لا بد من اللجوء للغسيل أو زراعة الكلى.