«الساركويد».. مرض غامض لم يكشف الطب أسبابه حتى الآن

كتب – مصطفى عريشة:
الساركويد، هو واحد من الأمراض التي لم يحدد الطب بعد أسباب الإصابة به، يصفه بعض الأطباء بأنه مرض مباغت، فأعراضه تتشابك مع أمراض أخرى مما يصعب عملية تشخيصه، كما يمكنه مهاجمة الرئة، أو الجلد، أو القلب، أو الأعصاب، وهو عبارة عن التهاب ينتج عنه تجمع خلايا يؤدي إلى تراكم حبيبي في أعضاء الجسم المختلفة، وتسمى هذه التراكمات «جرانيلوما».

وتختلف أعراض الساركويد، حسب مكان الإصابة، فإصابة الصدر تؤدي لضيق في التنفس وظهور حبيبات على الرئة، بينما الإصابة في الجلد تُظهر كطفح جلدي على جسم الإنسان، لكن لا يوجد أعراض محددة له ولا علاج واضح يتمكن من القضاء عليه، وإن كان الكورتيزون من أشهر العلاجات المستخدمة لمواجهته.

قال الدكتور طارق محسن، أستاذ جراحة القلب والصدر بطب قصر العيني، إن أعراض الساركويد ليست خاصة به فقط، حيث تتشابك أعراضه مع أكثر من مرض، ويؤثر على أكثر من عضو في جسم الإنسان، بحسب مكان الإصابة، ومنها الغدد الليمفاوية، والرئة، والقلب، والكبد، والأعصاب، والعين.

وأكد محسن، أن الساركويد، من الأمراض التي يصعب تشخيصها، وفي الغالب لا بد من أخذ عينة من مكان الإصابة، وهو ما يؤكد أن التشخيص الإكلينيكي من خلال الأعراض لا يكفي حتى الأن للتأكد من الإصابة بالمرض من عدمها، كما ان أسباب الإصابة به غير معروفة حتى الآن.

وأوضح محسن، أن الساركويد، مرض مناعي يبدأ بمهاجمة بعض أعضاء الجسم، وقد يكون في صورة سخونة، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو ضعف في البصر والأعصاب، أو طفح جلدي، وبالتالي يمر المريض بأكثر من طبيب حتى يصل للطبيب المختص الذي يتمكن من تشخيص المرض، مشيرا إلى إن الحالات التي تأخذ وقتًا طويلًا في العلاج بالكورتيزون تكون عرضة للإصابة بمرض السكري.
من جانبه أكد الدكتور محمود السعداوي، رئيس قسم الأمراض الصدرية، بكلية الطب جامعة الزقازيق، عدم التوصل لأسباب الإصابة بالساركويد، الذي يصيب الجهاز الليمفاوي، كما لا يوجد علاج مخصص له، حيث يستخدم في علاجه أدوية مختلفة حسب أماكن الإصابة بالمرض.

ونفى السعداوي، صحة تصنيف البعض للساركويد كمرض مناعي يحدث بسبب تهيج الجهاز المناعي في جسم الإنسان، مضيفا أن أي مرض يصيب الإنسان بالطبع يعد اختراقًا للجهاز المناعي الذي يحمي الجسم، والمكون من جيش من كرات الدم البيضاء، فلم يحدد بعد ما إذا كان الساركويد ميكروب أو مرض مناعي.