أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أستاذ بجامعة هارفارد: أدوية الملاريا لعلاج الكورونا وليست للوقاية ..ومرضى السكري عرضة للمضاعفات

01:50 م الأربعاء 08 أبريل 2020

الدكتور أسامة حمدي

حوار - ياسمين الصاوي:

كشف الدكتور أسامة حمدي أستاذ الأمراض الباطنة و السكري بجامعة هارفارد، أن الولايات المتحدة تأخرت كثيرا في تطبيق الاجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس مشيرا إلى أن عدم اتخاذ الأمر بالجدية اللازمة منذ بداية الأزمة، ساهم في انتشار الفيروس بهذا الشكل في الوقت الحالي خاصة في نيويورك.

وأكد الأستاذ بجامعة هارفارد أن مرضى السكري، من الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الإصابة بفيروس كورونا ،نظرًا لضعف جهازهم المناعي، مشيرًا إلى أن نسبة الوفيات بينهم حول العالم تجاوزت 7%.

أما عن آخر مستجدات الوباء بالولايات المتحدة الأمريكية، وأبرز الإجراءات الوقائية التي يجب أن يتبعها مرضى السكري، للوقاية من فيروس كورونا، يتحدث عنها أستاذ الباطنة والسكر بجامعة هارفارد في حواره مع "الكونسلتو".

ما تفسيرك لزيادة أعداد الإصابات والوفيات بشكلٍ كبير في الولايات المتحدة الأمريكية؟

التفسير الوحيد يتلخص في زيادة عدد التحاليل التي يتم إجرائها في الولايات المتحدة الأمريكية للمواطنين خلال فترة وجيزة، أي يمكن القول أن أي دولة يزداد فيها نسبة تحليل المشتبه في إصابتهم، يتم الكشف فيها عن عدد أكبر من المصابين.

فعلى سبيل المثال، كانت كوريا الجنوبية قد أجرت عدد كبير من التحاليل في وقت قصير، تبين من خلالها إصابة حوالي 9000 شخص بالفيروس، وسرعان ما تم عزلهم وعلاجهم.

ولكن لا يمكن إغفال سرعة انتشار الفيروس على العموم في الأماكن التي كان هناك تباطؤ في اتخاذ الإجراءات الاحترازية فيها، مثل نيويورك.

وبالنسبة لحالات الوفاة في الولايات المتحدة، فتعد قليلة نسبيًا مقارنة بالدول الأخرى، فلا تتعدَ نسبة الوفيات حوالي 2.8%، في حين وصلت بالدول الأخرى فيما يتراوح ما بين 4 و7%.

هل تأخرت الولايات المتحدة الأمريكية في تطبيق الإجراءات الاحترازية؟

بالفعل، تأخرت الولايات المتحدة كثيرًا، فعند النظر إلى عدد حالات الإصابة بالولايات المتحدة، سنجد عدد الحالات كان نحو 11 حالة فقط في 10 فبراير الماضي، ووصل هذا العدد في 10 مارس إلى 937 حالة إصابة، وفي أقل من 3 أسابيع، ارتفعت الأعداد إلى ربع مليون حالة. وعلى الرغم من بطء الخطوات التي تم اتخاذها في البداية إلى حد كبير، إلا أنها صارت حاليًا أكثر حزمًا وشدة.

هل لا تزال الممارسات التي يقوم بها بعض الأمريكيين لا تتناسب مع حجم انتشار الوباء؟

يحدث ذلك في بعض المناطق، لكن بعد ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس، بدأت الغالبية العظمى في أخذ الأمر على محمل الجد، وصار الالتزام بالتعليمات أكبر والتطبيق أكثر صرامة.

كيف يشكل هذا الكم من المصابين ضغوطًا على النظام الصحي الأمريكي؟

إذا كان النظام الصحي جاهزًا ومستعدًا، فيمكنه التعامل مع هذه الأعداد المتزايدة، لكن النظام الصحي لم يكن بهذه الجودة المطلوبة في نيويورك، بسبب سرعة معدل انتشار الوباء، كذلك فإن الإمكانيات كانت محدودة بشكل ما، أما الآن، فقد صارت الإمكانيات جيدة إلى حد كبير، فهناك حوالي 170 ألف جهاز تنفس صناعي في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن المتوقع زيادة عدد الأجهزة إلى 200 ألف، وهي نسبة عالية للغاية، يمكن أن تقدر بحوالي 62 جهاز تنفس لكل 100 ألف مواطن، وهى أعلى نسبة على مستوى العالم، فضلٍا عن زيادة أسرّة العناية المركزة، لتصل إلى 34 سرير لكل 100 الف مواطن، بالمقارنة بمعظم الدول التى تتأرجح ما بين 10 و12 سرير لكل 100 الف مواطن، وهو عدد لا يكفي على الإطلاق في حالة الانتشار السريع للعدوى، كما حدث في إيطاليا وإسبانيا.

حذر حاكم نيويورك، أندرو كومو، من الوفاة بسبب كورونا على المدى القريب، بسبب نقص أجهزة التنفس الصناعي والمستشفيات، مناشدًا توفير الموارد من جميع أنحاء الولايات المتحدة، فما تعليقك؟

تضم نيويورك ثلث حالات الإصابة بالفيروس تقريبًا ونصف عدد الوفيات حتى الآن، وكان الانتشار سريعًا بها في فترة وجيزة، وفي ظل هذه الظروف، فالنظام الصحي بالمدينة المكدسة لن يستطيع القيام بمهامه كاملة، وهناك اتجاه حاليًا لتجهيز قاعات المؤتمرات وبعض الأماكن الأخرى، لتصبح بمثابة مستشفيات ميدانية، كما تحركت سفينة لاستقبال الحالات المصابة بأمراض أخرى غير فيروس كورونا، بحيث تتفرغ العديد من المستشفيات لعلاج مرضى كورونا فحسب.

هل تستجيب الحكومة الفيدرالية لدعوات حاكم نيويورك؟

بالتأكيد، حدث ذلك بالفعل، لكن الحكومة الفيدرالية أيضًا لديها إمكانيات محدودة في توفير الملابس الوقائية للطاقم الطبي في مواجهة المعدل السريع لانتشار الوباء في نيويورك، حيث تعتبر نيويورك منطقة كارثية في الوقت الحالي، بسبب ارتفاع أعداد الإصابات بها، ويتم الآن توجيه العديد من الصناعات التقليدية إلى صناعات وقتية، تسد النقص في التجهيزات الطبية وأجهزة التنفس الصناعي، كشركة فورد، وجنرال موتورز، و3M.

واعتقد أن الحكومة الفيدرالية ستساعد بشكل كبير في هذه الأزمة، في حين سيحدث ضغط كبير على الأماكن التي تستقبل الحالات في الفترة القادمة، إذا استمر نفس معدل الانتشار، ما يمكن أن يؤدي إلى زيادة عدد الوفيات، خاصة بين كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة ومرضى نقص المناعة، والمتوقع أن يصاب 2.5 مليون في الأسبوعين القادمين، مع احتمال وفاة ما بين 100 ألف و250 ألف على الأقل.

تعد نيويورك بؤرة انتشار كورونا في الوقت الحالي، لماذا تطور الأمر إلى ذلك؟

يجب الانتباه إلى أن نيويورك تعد مدينة مفتوحة، تضم أكبر المطارات بالولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي فإنها تشهد حركة كبيرة في السفر والتنقل من جميع دول العالم، كما لا يمكن إغفال تأخر قرار وقف الطيران من وإلى البلاد، فضلًا عن اعتبارها من أكبر الولايات من حيث الكثافة السكانية، وعدم اتخاذ الأمر بالجدية اللازمة منذ بداية الأزمة، ساهم في انتشار الفيروس بهذا الشكل في الوقت الحالي.

صرح الرئيس ترامب بأن الأسبوعين القادمين سيكونان الأسوأ.. لماذا في رأيك؟

هذا أمر طبيعي، لأن أمريكا ما زالت في مرحلة صعود المعدل، حيث يرتفع مؤشر الإصابة، ثم يتوازن، ثم يبدأ المؤشر في الهبوط مرة أخرى، وهناك تصريحات جديدة من قِبل المسئولين الفيدراليين تفيد بأنه بعد مرور أسبوع من الآن، سيسير المؤشر بشكل متوازٍ ومعتدل، ثم ينخفض في المستقبل، لكن من المتوقع أن تزداد أعداد الوفيات في الأسبوعين المقبلين بنسبة كبيرة.

بعيدًا عن نيويورك، يرفض الرئيس ترامب إغلاق بعض الولايات التي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في معدل الإصابات بدافع اقتصادي.. فما رأيك؟

هناك نقاش مستمر دائمًا بين العائد الاقتصادي والصحي، وما إذا كان الأمر يستحق بالفعل الإغلاق الكامل، خاصة في الأماكن التي تعتبر بؤرة لانتشار المرض ويتم رصد حالات إصابة متزايدة بها.

وربما تعود الحياة إلى طبيعتها بشكل أسرع في الأماكن التى تحذو حذو كوريا الجنوبية، والتي لم تشهد أي شلل، وهى الأماكن التى يتم فيها اتخاذ إجراءات سريعة وعمل تحليل لأكبر عدد ممكن في فترة وجيزة وعزل المصابين بشكل جيد وتحديد البؤر التي تنتشر فيها العدوى وحصرها.

وفي حالة عدم القدرة على عمل تحاليل لعدد كبير بصورة سريعة وعزل الحالات، فالبديل هو الإغلاق الكامل وحتى إن تضرر الوضع الاقتصادي.

كيف ترى خطورة الاستخدام العشوائي لعقار علاج الملاريا؟ وما الذي يمكن فعله للتعامل مع الفيروس في الوقت الحالي؟ ولماذا يجب على المواطنين الحيطة والحذر؟

أولًا، توصلت الأبحاث إلى نتائج مبشرة بشأن دواء علاج الملاريا، لكن يقتصر استخدامه على المرضى الذين تستدعي حالتهم البقاء في المستشفيات، ولا يجب أخذ تلك الأدوية للوقاية من العدوى، لأن نتائجها ليست مضمونة بالنسبة للكثير من الحالات الحرجة، لذلك، يجب الحذر من استخدامه إن لم يكن هناك ضرورة حتمية.

ويجب على المواطنين الحيطة والحذر من الآثار الجانبية لأي دواء بشكل عام، حتى وإن كان هناك ترخيص باستخدامه، مع الانتباه إلى أن تناول الأدوية يجب أن يكون عند الحاجة إليها فقط، وبعد استشارة الطبيب، مع مراعاة عدم الاستخدام العشوائي.

ما الآثار الناتجة عن عدم اتباع نصائح الجهات الصحية بالتباعد الاجتماعي والوقاية الشخصية والحد من التنقل؟

النتائج المترتبة على عدم اتباع تلك النصائح كارثية، حيث أن الفيروس سريع الانتشار بصورة كبيرة، وقد يتطور ذلك في المستقبل إلى ما يسمى بالعدوى المجتمعية، وفيها يصاب الأشخاص دون معرفة السبب، لذا أتمنى ألا يتطور الأمر لذلك، ونلتزم جميعًا بالإرشادات حتى لو زادت فترة العزل المنزلي وحظر التجوال، لأننا إذا تخيلنا أن كل شخص قادر على نقل العدوى إلى 3 أشخاص آخرين، سنجد أن الآلاف يمكن أن يصابوا بالفيروس في وقت قصير.

على الرغم من الإمكانيات الكبيرة لبعض الدول الأوروبية، من بينها الولايات المتحدة، إلا أنها تعاني من ضغط وعبء المرض، كيف ترى ذلك؟

لم يتوقع أحد انتشار الفيروس إلى هذا الحد وبهذه السرعة، ففي البداية، رأى الكثيرون أنه مجرد فيروس صيني وسينتهي في البلد نفسها التي نشأ فيها، ولكن سرعان ما انتشر خارج حدود الصين، خاصة في المجتمعات التي يرتفع بها متوسط الأعمار، ما ساعد على زيادة عدد الوفيات، فعلى سبيل المثال، يصل متوسط الأعمار في إيطاليا إلى 64 عامًا، وبالتالي تخطت الوفيات حد 8%، في حين لم تعانِ الدول التي تقل فيها متوسط الأعمار من ارتفاع في عدد الوفيات، مثل كوريا الجونبية، التي لم تتعدَ نسبة الوفيات فيها 1.2% تقريبًا.

هل ترى الإجراءات التي تتخذها السلطات الأمريكية كافية للحد من الإصابات؟ وما الحل في رأيك لتقليل الإصابات بين الأمريكيين؟

تبذل الولايات المتحدة جهدًا كبيرًا لإجراء الفحوصات لأكبر عدد ممكن بشكل سريع للغاية، حتى تتمكن من عزل المصابين بصورة كاملة، إلى أن يتوافر لقاح في المستقبل، وهو ما يحتاج إلى وقت طويل.

والإجراءات الصارمة الموجودة في الوقت الحالي، ستحد من انتشار الفيروس، ولكن لا بد أن يأخذ الفيروس دورته الكاملة، كما أتمنى أن ينحسر قبل حلول فصل الصيف.

إلى مدى يشكل فيروس كورونا خطرًا على أصحاب الأمراض المزمنة، خاصة مرضى السكري؟

يعاني أصحاب الأمراض المزمنة، خاصة مرضى السكري، من ضعف المناعة، وإذا أصيب مريض السكري بفيروس كورونا، فإن فترة العدوى تصبح أطول، وتزداد المضاعفات الصحية لديه، وربما تكون قاتلة.

ما نسبة الوفيات بفيروس كورونا بين أصحاب الأمراض المزمنة؟

إذا نظرنا إلى مرضى السكري على سبيل المثال، سنجد أن مضاعفات الفيروس جاءت لديهم بشكل أكبر مقارنة بالأشخاص العاديين، كذلك فإن نسبة الوفيات في هذه الفئة تجاوزت 7% مقارنة بنسبة 3-4% لدى غير المصابين بالأمراض مزمنة.

ما سبل حماية أصحاب الأمراض المزمنة من فيروس كورونا؟

يُراعى عدم خروج أصحاب الأمراض المزمنة، خاصة مرضى السكري، من المنزل في الوقت الحالي، إلى جانب الابتعاد تمامًا عن أي شخص مصاب أو مشتبه في إصابته بفيروس كورونا، حيث تزداد حدة المضاعفات لديهم، ويصبح الأمر أسوأ إن كانوا من فئة كبار السن أو يعانون من أمراض القلب أو الضغط أو الكلى أيضًا.

وفي حالة إصابة أحد أفراد المنزل بالفيروس، لا بد من عزله في غرفة منفصلة، مع ضرورة استعمال كمامة عند التعامل مع الآخرين، وتطهير المنزل جيدًا، وغسل اليدين باستمرار.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية