الشابو.. مخدر خطر يُحول الإنسان إلى وحش دموي
كتب - محمد عماد
يُعد مخدر الشابو من أخطر أنواع المخدرات التي تؤثر على الجهاز العصبي، حيث يؤدي إلى تحفيز العنف وارتكاب الجرائم الدموية، وأوضح الدكتور نبيل عبد المقصود، أستاذ السموم بكلية طب قصر العيني، أن الشابو يحتوي على مادة الميثامفيتامين، وهي مادة شديدة الخطورة تُسبب تنشيطًا مفرطًا للجهاز العصبي المركزي، مما يدفع المتعاطي إلى فقدان السيطرة على أفعاله.
وأشار الدكتور عبد المقصود، إلى أن مخدر الشابو يتسبب في شعور المتعاطي بالقوة الزائفة والانفصال عن الواقع، مما يزيد من احتمالية ارتكاب الجرائم العنيفة.
وأضاف أستاذ السموم، أن الجرعات العالية من هذا المخدر قد تؤدي إلى الهلوسة والجنون المؤقت، مما يجعل المتعاطي في حالة من التهيج والانفعال الشديد، وبالتالي يتحول إلى شخص غير مدرك لعواقب أفعاله.
اقرأ أيضًا.. سفاح التجمع من مدرس لقاتل- خبير يكشف سر تحوله
المخدرات والجريمة: ارتباط وثيق
لا يقتصر تأثير المخدرات على الشابو فقط، بل يمتد إلى أنواع أخرى مثل الكوكايين والهيروين، التي تُسبب تغيرات جذرية في كيمياء الدماغ، وقال عبد المقصود: "المخدرات بصفة عامة تؤدي إلى تعطيل مراكز التحكم في الدماغ، مما يجعل المدمنين عرضة للاندفاع والسلوك العنيف".
وأوضح أن الإدمان يُدخل الشخص في دائرة من الضغوط النفسية والجسدية، مما يدفعه إلى ارتكاب الجرائم لتأمين جرعته التالية، وهذه الجرائم قد تشمل السطو، الاعتداءات الجسدية، وأحيانًا القتل العمد تحت تأثير المخدرات.
التأثير النفسي للمخدرات: وجه آخر للجريمة
من الناحية النفسية، يرى الدكتور إسماعيل صادق، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر، أن المخدرات تؤدي إلى اضطرابات خطيرة في الصحة العقلية، مؤكدًا أن الشابو، على وجه الخصوص، يتسبب في نوبات من جنون العظمة، حيث يعتقد المتعاطي أنه مُستهدف من الآخرين، مما يدفعه إلى ارتكاب جرائم دفاعية وهمية.
وأضاف صادق، في تصريحات خاصة لـ"الكونسلتو"، أن المخدرات تُدمر منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية لدى المدمن، مما يجعله غير قادر على التمييز بين الصواب والخطأ، مشيرًا إلى أن الإدمان يُفقد الشخص تعاطفه مع الآخرين، ويحول مشاعره إلى كراهية وعدوانية تجاه المجتمع.
كيف يؤدي الإدمان إلى الانحراف السلوكي؟
تُظهر الدراسات النفسية أن المخدرات تُحدث تغييرات هيكلية في الدماغ، وخاصة في المناطق المسؤولة عن اتخاذ القرار والسيطرة على الانفعالات، وأوضح صادق أن الإدمان يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق، مما يُضعف من قدرة الفرد على التكيف مع الضغوط الحياتية.
وأضاف أن المدمنين غالبًا ما يعانون من اضطرابات نفسية معقدة، تجعلهم يُقدمون على الجرائم دون الشعور بالندم أو المسؤولية، مؤكدًا أن الإدمان يُعزز من فكرة البحث عن المتعة السريعة بأي وسيلة، حتى وإن كانت على حساب الآخرين.
قد يهمك.. بعد اعترافات سفاح التجمع- خبراء نفسيين يكشفون أسرار صادمة عن شخصيته
الحلول الممكنة: بين الوقاية والعلاج
شدد الخبراء على أهمية التوعية بخطورة المخدرات، خاصة الشابو، من خلال الحملات الإعلامية والمناهج التعليمية، ويرى عبد المقصود أن تشديد الرقابة على تجارة المخدرات يمكن أن يُحد من انتشارها، بينما يوصي صادق بتوفير مراكز علاجية متخصصة لإعادة تأهيل المدمنين نفسيًا واجتماعيًا.
فيديو قد يعجبك: