الجاموفوبيا.. لهذه الأسباب يخشى البعض من الزواج
كتبت - أسماء أبوبكر
الجاموفوبيا أو فوبيا الزواج اضطراب نفسي يدفع المصاب به إلى التهرب من الزواج بأي طريقة كانت.. ربما يقدم على الارتباط مع إلحاح وضغط المحيطين به، لكنه يحاول الانسحاب بعد ذلك سواء من البداية أو حتى في اللحظات الأخيرة قبل الزفاف.. فما أسبابه؟ وهل يمكن التخلص منه؟
تجارب سلبية
الخوف المرضي من الزواج له أسبابه المختلفة، تتباين هذه الأسباب من حالة لأخرى، لكن يأتي على رأسها الخوف من الفشل في الحياة الزوجية، وفقا لما يراه الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسي ورئيس الأكاديمية العربية للعلوم النفسية، موضحا أن البعض ربما يلاحظ الكثير من حالات الطلاق أو المشاكل الزوجية بين المحيطين به، بالتالي يبدأ في تعميم الخبرات السلبية، ما يدفعه إلى تفضيل العزوبية لاعتقاده أنها هى التي تحميه من مشاكل الزواج.
هذا بالفعل ما دفع الشاب الثلاثيني، أيمن سعيد، إلى العزوف عن الزواج، حيث قال: «عايز اتجوز وأكون أسرة بس من كتر اللي بشوفه بين المتزوجين من مشاكل على السوشيال ميديا وفي الواقع كمان اتعقدت من الزواج، رغم إن اصحابي كلهم اتجوزوا وخلفوا إلا أنا»
استطرد سعيد حديثه للتعبير عن مخاوفه: «خايف أتجوز، مش عايز يكون نهايتنا الطلاق زي أي زوجين، للاسف خلاص حاسس إني بقى عند فوبيا من الزواج».
وفقا لمستشار العلاج النفسي، أنه حتى إذا أقدم الشخص الذي يعاني من فوبيا الزواج على الارتباط سيرى دائما أن شريكه لن يكون قادرا على تحمل المسؤولية، ولن يعطي العلاقة حقها من الاهتمام بل يحاول التهرب من متطلباتها ومسؤوليتها، ليقدم بعد ذلك على انهاء الارتباط.
التجارب السلبية التي يعيشها الشخص في مرحلة الطفولة ربما تكون سببا أساسيا في معاناته من فوبيا الزواج، حيث قال الدكتور جمال محمد، استشاري الطب النفسي، إن النشأة في حياة أسرية غير مستقرة أو في ظل علاقة متوترة بين الوالدين، كتعدي الأب على الأم بالضرب مثلا أو خيانة الأم لزوجها، يترسخ في أذهان البعض لدرجة تجعله يرفض فكرة الزواج نهائيا خوفا من أن يعيش نفس التجربة السيئة مع الزوج/ الزوجة.
الخوف من تحمل المسؤولية ربما يكون سببا في العزوف عن الزواج، وفقا لما ذكره الدكتور جمال محمد، وما أكدته تجربة مريم محمود، طالبة الدراسات العليا بكلية التربية، التي تحكي معاناتها: «مش برضى أوافق على العرسان اللي بيتقدمولي ديما بطلع أي عيب عشان موافقش، عندي فوبيا إن نظام حياتي يتغير وفوبيا من المسؤولية وإني اسيب بابا وماما، وعمري بيعدي وأنا مخنوقة عشان مش عارفة أساعد نفسي، وأهلي زعلانين مني عشان كده اتخطبت لكن فركشت بعد شهر».
اضطرابات شخصية
وفقا لاستشاري الطب النفسي، الجاموفوبيا من الممكن أن ترتبط في بعض الأحيان بالاضطرابات الشخصية كالشخصية الوسواسية التي تجد صعوبة في اتخاذ القرار لكن غالبا ما يقدم صاحب هذه الشخصية على الارتباط أكثر من مرة لكنه يتراجع بعد ذلك وينهي هذا الارتباط، أو الشخصية التشككية وصاحبها يكون خائف من اتخاذ القرار من الأساس، لأنه يكون لديه شك وسوء ظن بأن شريكه أقل منه مثلا أو أنه سيخونه.
غالبا ما يعاني مرضى الاكتئاب من الجاموفوبيا أو فوبيا الزواج، يؤكد الدكتور جمال محمد أنهم لا يكون لديهم رغبة في الارتباط نهائيا، بسبب فقدانهم الرغبة في الحياة وعدم الثقة في النفس.
علامات تستدعي زياة الطبيب
الشخص الذي يعاني من الخوف المرضي من الزواج غالبا ما يكون مدرك أنه يفكر بشكل سلبي، لكنه لا يستطيع التحرر من أفكاره السلبية التي تبعده عن الزواج، وأشار استشاري الطب النفسي إلى أن الأمر يمكن أن يصل إلى درجة ظهور أعراض جسدية خاصة عندما يجد نفسه تحت ضغط من المحيطين به أو عند شعوره بالتوتر في حالة الإقدام على الارتباط، من هذه الأعراض زيادة ضربات القلب، تنميل، رعشة، ألم في بعض أجزاء الجسم كاليد أو الرقبة مثلا.
العلاج ممكن
علاج الجاموفوبيا يتم بشكل تدريجي، يعتمد في الأساس على العلاج المعرفي السلوكي، حتى يتمكن الشخص من اتخاذ الخطوة الأولى وهى الارتباط رسميا ثم يتابع مع الطبيب أو المعالج النفسي بعدها لمعرفة المشاكل التي يواجهها ومحاولة حلها حتى يتمكن من الزواج، بحسب استشاري الطب النفسي الذي أشار أنه قد يحتاج إلى تناول أدوية مضادة للقلق.
هارون يرى أن علاج فوبيا الزواج يعتمد بشكل أساسي على تجنب التعميم، لا بد من الاقتناع أن وجود تجارب زواج فاشلة لا يعني بالضرورة أنك ستعيش نفس التجربة، أي لابد من التخلي عن التعميم أو أخطاء التفكير سواء نحو الأخرين أو حتى تجاه الذات كالاعتقاد بأنك غير قادر على تحمل المسؤولية بعد الزواج، أي لابد من التفكير بشكل أكثر ايجابية تجاه النفس.
فيديو قد يعجبك: