لتجنب آثارها.. هكذا نتعامل مع غيرة الأطفال

كتبت- حسناء الشيمي

الغيرة عند الأطفال من الأمور الطبيعية والشائعة إلا أنها قد تتطور وتؤثر عليهم بشكل سلبي يؤثر على علاقتهم مع الأسرة.

يقول الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إن هناك بعض الممارسات الأسرية تتسبب في شعور الطفل بالغيرة وتعززها، مثل:

الإهمال المفاجئ

يحدث ذلك نتيجة استقبال الأسرة مولودًا جديدًا ويهتمون به مع إهمال الطفل الأول الذي كان محط العناية والاهتمام، ما يشعل الغيرة في قلبه ويشعر دائمًا أن المولود الجديد جاء ليسلب منه حقه في حب واهتمام أبويه.

المقارنة

من أهم وأخطر أسباب الغيرة بين الأطفال، ويعقد الأبوان دائمًا مقارنة بين الإخوان، معتقدين أن ذلك يحفزهم للنجاح وتحقيق ما يتمنوه، فيقارنوا مثلًا بين الأكبر والأصغر، ويطلبون من الأخير فعل ما قام به الأكبر.

التمييز

عندما يقوم الأبوان بالتمييز في المعاملة بين الإخوان، وكذلك في تحفيز أحدهم دون الآخر، والاهتمام به وإهمال الآخر، أو حتى التحدث إلى أحدهم بطريقة تختلف عن الآخر.

يوضح «هاني، أن تأثير تلك المشاعر على الطفل تؤدي به إلى مشاكل نفسية عنيفة، تتمثل في:

- الشعور بالحقد والغيرة، وعدم تقبل أي تقدم يحدث لأخيه، ما يدفعه إلى القيام ببعض التصرفات التي تعيقه عن التقدم، ويصل به الأمر لكرهه.

- العنف ضده وكذلك ضد الأبوين وربما الأسرة كلها، ما يؤدي إلى تسخير كل طاقاته فقط للتفكير في الانتقام من أخيه وقد يتطور الأمر ويصبح طفل انتقامي.

- فقدان الثقة في النفس، والشعور دائمًا بالدونية لأنه لم يجد من يعزز ثقته في نفسه.

- التمرد الدائم للفت انتباه الأبوين إليه.

ولتجنب دخول الطفل في مشاكل نفسية عنيفة، يقدم استشاري الصحة النفسية، بعض الإرشادات التي تجنب الطفل الشعور بالغيرة، ومنها:

- المساواة في التعامل بين الأطفال.

- مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال، والتركيز على نقاط القوة الموجودة عند كل منهم، وتعزيزها حتى لا يشعر الطفل أنه أقل من الآخر.

- تهيئة الطفل دائمًا لاستقبال المولود الجديد، وجعله يشارك الأبوين في الرعاية والاهتمام به مع عدم إهماله أو تعنيفه عند الاقتراب منه.

- تعزيز الممارسات التي تقوي العلاقة بين الإخوان، كتناول الطعام معًا، التحضير معًا للقيام برحلة مع الأسرة واللعب معهم ومكافأة كل منهم.

- تجنب المقارنة تمامًا، وتحفيز الطفل بالطرق التي يفضلها هو، والتركيز فقط على إمكانياته وليس إمكانيات غيره.

- تجنب عقاب الطفل أمام الآخرين، خاصة أمام أخوه، لأن ذلك يجعله يحاول فقط التفكير في حصول الأخير على نفس العقاب الذي تلقاه.

- عند نجاح أحد الأخوات وإخفاقه فيفضل مشاركة الأخ في تقديم الهدية للآخر، وتحفيزه لينجح هو الآخر ليحصل على الهدية التي يفضلها.