«الموت من الضحك».. حقيقة الظاهرة وسببها العلمي

ريم فؤاد

«ذهبت لمشاهدة فيلم منذ بضع سنوات مع صديق لي وأحسست بالفعل أني سأموت من الضحك، حينها شعرت بأني لا أستطيع أخذ أنفاسي، وضغطت على نفسي أن أفكر في شيء آخر حتى لا أفقد توازني».

يروي جيم ديلاكيس (40 عامًا) من الولايات المتحدة، أنه كثيرًا ما ينفجر في الضحك مع زملائه وأغشى عليه من الضحك، وفي أول مرة حدث ذلك شعر أنه سيموت. 

يقول «ديلاكيس»: «كنت على ركبي وأضحك بشدة، وفجأة لم أقدر على التنفس، كان الأمر مخيف لكنني لم أستطع التوقف عن الضحك، بعد ذلك جهشت بالبكاء وأنا مستمر في الضحك حتى لم أر سوى ظلام.. بعدها فتحت عيني ووجدت نفسي مستلقيًا على الأرض».

الدكتور مارتن سامويلز، أستاذ علم الأعصاب بجامعة هارفارد، يقول إن فقدان الوعي أثناء الضحك يرتبط بالتنفس الزائد ولكنه لا يعد خطرًا، ومع ذلك فالموت ليس بعيدًا عن الأمر.

الموت من الضحك 

في القرن الثالث قبل الميلاد، قام الفيلسوف الإغريقي «خريسيبوس» بمقلب في حماره وسقاه الخمر حتى ثمل، وظل يضحك على المقلب بشكل هستيري حتى مات، ويقول الخبراء إن ضحكه الهستيري أدى للاختناق والذي نتج عنه سكتة قلبية.

وفي العام 1989 مات أخصائي دنماركي من الضحك أثناء مشاهدته لفيلم، وارتفع معدل ضربات قلبه من 200 لـ500 ضربة بالدقيقة، حتى أُصيب بسكتة قلبية.

أيضا بائع «آيس كريم» تايلاندي توفى بعد دقيقتين من الضحك المتواصل وهو نائم، حتى انقطع تنفسه. وعبر الدكتور سومشاي تشاكراباند، نائب المدير العام لإدارة الصحة العقلية بتايلاند، عن ذهوله بسبب هذه الحالة ومع ذلك قال إنه من المحتمل إصابة شخص بنوبة قلب أثناء نومه من الضحك أو البكاء.

يؤكد الدكتور سامولز، أن الأخبار السعيدة تكون خطر مثل الأخبار الحزينة أو المروعة، وتسبب لبعض الحالات وفاة مفاجأة، فقد جاءته بعض الحالات التي توفت من أمور غريبة، كالفوز في مسابقة بولينج، أو خلال المعاشرة الجنسية.. وغيرها، فالابتهاج الزائد عن الحد له مخاطره.

ويفسر «سامويلز» الأمر قائلًا إن الحماس الزائد لأخبار مفرحة أو الحزن الزائد بسبب أخبار سيئة، كلاهما ينشط جزء معين في المخ مسئول عن استجابة الكر والفر (أو نظرية المواجهة أو الهروب التي قام بوصفها والتر كانون في 1915) تجاه المواقف. 

ويقوم ذلك الجزء بإفراز الأدرينالين بكمية كبيرة وكافية لتوقف القلب أو تؤدي لسكتة دماغية، ومع ندرة هذه الحالات لكنها تحدث في العالم بالفعل.