كلمات المريض بعد التخدير.. وعي أم هذيان؟

كتب: محمود رفعت

يعاني بعض المرضى من تصرفات غير معتادة بعد الإفاقة من التخدير، إذ قد يتفوهون بكلمات غير مفهومة أو يبدون ردود فعل مفاجئة تجاه من حولهم، وهو ما يثير تساؤلات حول حقيقة ما يحدث أثناء هذه الفترة.

كلمات المريض بعد الإفاقة من التخدير

ويستعرض موقع "الكونسلتو"، خلال السطور التالية الأسباب الرئيسية وراء تفوه البعض بكلمات وجمل بعد العمليات الجراحية وهم دون وعيهم، وفقا لما قاله الدكتور أحمد شوقي، أستاذ التخدير بجامعة الأزهر.

أسباب تحدث المريض بعد الإفاقة من التخدير

كشف أحمد شوقي، خلال حديثه مع "الكونسلتو"، عن أسباب تحدث بعض المرضى بعد الإفاقة من التخدير عقب العمليات الجراحية، مشيرًا إلى أن هناك حالات قد تنطق بكلمات غير واعية، وهو ما قد يتسبب أحيانًا في إحراج لأسر المرضى، أو في خلافات مع من وُجه إليهم الكلام خلال تلك اللحظة.

اقرأ أيضًا: الآثار الجانبية للبنج الكلي- هل يؤثر على الدورة الشهرية؟

الفرق بين التخدير قديما والآن

وأوضح شوقي أن هذه الظاهرة كانت شائعة في الماضي، قبل 25 أو 30 عامًا، بسبب استخدام أنواع معينة من العقاقير التي كانت تؤثر على نشاط العقل الباطن وتُفقد المريض القدرة على التحكم في ما يقوله، مشيرًا إلى أن هذا النوع من التحدث غير الواعي كان يستغل أحيانًا خلال فترات الحروب للحصول على معلومات سرية من بعض الأشخاص، حيث كانت تُعطى لهم أدوية تُحفز العقل الباطن وتجعله يخرج معلومات دون وعي أو سيطرة.

استخدام تقنيات حديثة في التخدير

وأكد أستاذ التخدير أن تلك الظاهرة لم تعد شائعة حاليًا، بفضل تطور العقاقير والتقنيات الحديثة المستخدمة في التخدير، والتي جعلت التحكم في وظائف العقل أكثر أمانًا، كما أن تأثيراتها لا تؤدي عادة إلى فقدان السيطرة على ما يُقال أثناء الاستفاقة.

قد يهمك: بالرغم من فوائدها.. 3 أضرار تسببها كريمات التخدير عند إزالة الشعر

أسباب التحدث بعد الإفاقة

وأضاف أحمد شوقي، أن بعض الحالات التي تظهر مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي – مثل فيديوهات لأشخاص يتحدثون أو يسبّون بعد العمليات – لا تتعلق بخروج معلومات من العقل الباطن، وإنما ترتبط بحالة من "التهيج والتوتر" المؤقت تحدث أثناء الإفاقة من التخدير، وقد تُعبّر عن سلوك عدواني تجاه من حول المريض، سواء كانوا من الفريق الطبي أو أفراد العائلة.

عوامل تؤثر على المريض بعد الإفاقة من التخدير

وأشار الدكتور شوقي إلى أن هذه التصرفات لا تعني أن الشخص أفصح عن أسرار أو معلومات مهمة، بل هي مجرد ردود فعل انفعالية ناتجة عن طبيعة الأدوية المستخدمة في التخدير لدى بعض الحالات، ولا يمكن تعميمها، كما أن البيئة المحيطة بالمريض قبل العملية – مثل حالته النفسية، وعلاقاته، والظروف الشخصية – قد تلعب دورًا في طبيعة ما يُقال أو يُفعل بعد الإفاقة.