لماذا نرغب في تصفح ملفاتنا الشخصية على مواقع التواصل؟
يعتاد الكثير من الأشخاص على تصفح صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما أرجعه الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إلى مفهوم الإنسان نحو ذاته.
يستعرض "الكونسلتو" في التقرير التالي، أسباب رغبة الأشخاص في تصفح ملفاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي باستمرار، وما هي إيجابيات وسلبيات التعرض لها؟
إيجابيات وسلبيات تصفح الملفات الشخصية على مواقع التواصل
الثقة بالنفس
قال الدكتور الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إنه كلما كان الإنسان لديه مفهوم إيجابي نحو ذاته كلما كان عنصرا فعالا في المجتمع ويتمتع بالثقة في نفسه ومهاراته واختياراته ويتمتع بالإقبال على المواقف، بعيدًا عن "الرهاب الاجتماعي"، ويستشعر أنه مقبولًا اجتماعيًا، مما يؤثر إيجابًا على قراراته وتفكيره واتجاهاته ورؤيته تجاه الحياة.
الشعور بالنقص
وأضاف "هندي"، أن الشخص عندما يتصفح ملفه الشخصي يرى النواقص الموجودة لديه مما يدفعه لمحاولة تصدير صورة ذهنية للآخرين في أبهى شكل.
اقرأ أيضا: طبيب يحذر: الموبايل يهدد عيني طفلِك بهذه الأضرار "فيديو"
الصورة الذهنية
وأوضح استشاري الصحة النفسية، أن صوت الجسم هو الأساس في التعامل مع المراهق في بناء شخصيته وفي مفهومه نحو ذاته، فالاعتماد على الذات الجسمية، هو أنه يميل إلى ارتداء الملابس المميزة وهندمة الشكل.
لكن مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، لم تعد الصورة تتمثل في ارتداء الملابس والأناقة الشكلية فقط، بل أصبحت معتمدة بالأساس على تصدير صورة ذهنية للآخرين من خلال صفحات التواصل الاجتماعي التي تعتمد على الصور منها " انستجرام" على سبيل المثال.
الحاجة إلى القبول الاجتماعي
وأكد أن ميل الشخص إلى زيارة ملفاته الشخصية باستمرار، هي محاولة منه لمعالجة النواقص وتقديم صورة ايجابية عن نفسه مما يزيد من ثقته بنفسه.
بالإضافة إلى أن ذلك يشبع لديه الحاجة إلى القبول الاجتماعي، والميل إلى معرفة ردود فعل الناس على شكله وسلوكه من خلال الواقع الافترادي، مما يشبع لديه حاجة القبول الاجتماعي، فضلا عن إشباع الحاجة بالأمن النفسي، عندما يشاركه الناس بالتعليقات الإيجابية على سلوكياته وتصرفاته وشكله، مشيرًا إلى أن الاشادة والردود الايجابية تزيد من الشعور بالدعم الاجتماعي.
إشباع الرغبات
وذكر أن أن أحد الأسباب المهمة يتمثل في محاولة البحث عن الأمان الاجتماعي، واشباع الرغبات في الحصول على ردود أفعال إيجابية من الناس على السلوكيات والتصرفات وهو ما أصبح أمرا واقعيا، من خلال التصفح للملفات الشخصية على "السوشيال ميديا" مما يعزز من الشعور بالسعادة، مع الشعور بالتأثير الاجتماعي في الأخرين.
قد يهمك: هل الموبايل يسبب سرطان المخ؟- بحث يحسم الجدل
انفصام الشخصية
وتابع أن الاستغراق في الاطلاع على الملفات الخاصة على السوشيال ميديا، يحول الشخص وخاصة المراهقين إلى شخصية انفصامية، منفصلا عن الواقع، تسيطر عليه فكرة "ماذا يقول عني الناس"، ومحاولة الوصول إلى درجة من الكمال في شكل الحساب الشخصي من خلال نشر الصور وغير ذلك مما قد يفصله عن الواقع الذي يعيش فيه.
التأثيرات السلبية لوسائل التواصل
حذر أيضا من أن الاستغراق في استخدام وسائل التواصل يؤدي إلى إهمال الذات الحقيقية، مما يقلل من الإنجازات على أرض الواقع، ولا يتقدم الإنسان المفرط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في مسارات الحياة، سواء التعليمية أو الوظيفية أو علاقاته الإنسانية والاجتماعية.
وأشار إلى أنها تقوده إلى التوحد، مما يؤدي إلى اضطرابات نفسية يترتب عليها عقدة اجتماعية وانفصام تام عن الواقع والشعور بالعجز عن مسايرة المجتمع.
فيديو قد يعجبك: