تفشي الكوليرا بالسودان.. ارتفاع الإصابات والوفيات وتحركات حكومية عاجلة

تفشي الكوليرا بالسودان
كتب - محمد عماد
تشهد ولاية النيل الأبيض في السودان تفشيًا حادًا لوباء الكوليرا، حيث أعلنت وزارة الصحة السودانية عن تسجيل 1409 إصابات، منها 1351 إصابة بمدينة كوستي وحدها، وارتفاع عدد الوفيات إلى 58 حالة خلال ثلاثة أيام فقط، وفقًا لموقع "روسيا اليوم".
وفي الوقت نفسه، قدمت "شبكة أطباء السودان" إحصائية مختلفة تشير إلى تسجيل 1197 إصابة، تعافى منها 259 شخصًا، بينما بلغت حالات الوفاة 83 حالة، وهو رقم أعلى من الإحصاءات الرسمية.
أوضاع كارثية ومطالب بتدخل عاجل
وصفت "شبكة أطباء السودان" الوضع الصحي في الولاية بأنه كارثي، مشددة على الحاجة الماسة إلى فتح مراكز إضافية لاستقبال المصابين، وزيادة عدد الأسرّة في المستشفيات، فضلًا عن تكثيف حملات التوعية للحد من انتشار المرض.
كما دعت إلى تطهير الأسواق ومراقبة مصادر المياه، مع منع توزيع المياه بالطرق التقليدية، والتي تعد أحد أسباب تفشي الكوليرا.
وفي استجابة سريعة، منعت السلطات نقل المياه من النيل الأبيض باستخدام العربات التي تجرها الحمير، بعد أن كانت المصدر الرئيسي لمياه السكان عقب تعطل محطة المياه الرئيسية.
تحركات حكومية للسيطرة على الوباء
أعلنت وزارة الصحة الاتحادية عن سلسلة من التدخلات العاجلة لمكافحة الوباء، من بينها إعادة تشغيل محطة مياه كوستي الرئيسية، وإطلاق حملة تطعيم واسعة، وتأمين 40 ألف وحدة من المحاليل الوريدية، فضلًا عن زيادة القدرة الاستيعابية لمراكز العزل.
كما قررت السلطات تفعيل قانون الصحة العامة للطوارئ، والذي يتضمن إجراءات صارمة مثل إغلاق الأسواق والمدارس والمحلات التجارية، إلى جانب حملات موسعة للإصحاح البيئي وتطبيق الاحترازات الصحية اللازمة.
سبب انتشار الوباء ودور النزاع المسلح
أرجعت وزارة الصحة انتشار الكوليرا في كوستي إلى تلوث مياه الشرب، بعد توقف محطة المياه الرئيسية نتيجة استهداف محطة "أم دباكر" الكهربائية من قبل "قوات الدعم السريع" في 16 فبراير 2025، مما أدى إلى تدمير أحد المحولات وإلحاق أضرار بمحولات أخرى، وهو ما أثر على إمدادات الكهرباء والمياه في المنطقة.
مشاهد مأساوية في مستشفى كوستي
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا صادمة تظهر المرضى وهم يفترشون الأرض في مستشفى كوستي تحت أشعة الشمس الحارقة، وسط نقص حاد في المعدات الطبية والإمدادات الأساسية، ما يبرز حجم الأزمة الإنسانية التي تواجهها الولاية في ظل استمرار انتشار الوباء.
فيديو قد يعجبك: