هل ترتبط حاسة الشم باسترجاع الذكريات؟

كتب - محمد أمين:

قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن هناك ما يسمى بخلايا الرائحة، والموجودة في الأنف، وتتجدد من تلقاء نفسها كل 28 يومًا، لذا يقال في علم النفس إن للإنسان أنف جديدة بمعدل مرة كل شهر، وأن 65% من الروائح، يتذكرها الإنسان بعد مرور سنة من شمها، وهناك أشخاص لديهم ضعف واضطراب تصل لدرجة عدم الشم، وهذا يسمى بالخشام، فالإنسان قادر على التمييز بين 10 آلاف نوع من الروائح.

اقرأ أيضًا: كيف يمكن استعادة الشم والتذوق بعد التعافي من كورونا؟.. أطباء يجيبون

وأكد هندي، أن الروائح ترتبط بالذاكرة والعواطف، فعلى السبيل المثال، من يشم رائحة المطر، يتذكر بعض الذكريات الرومانسية التي مر بها أثناء شمه لرائحة المطر من قبل، ومن يشم رائحة الطباشير يتذكر أيام الطفولة والمدرسة، فالشم له دور قوي في استرجاع الذكريات.

وأوضح استشاري الصحة النفسية، أنه ذاكرة الإنسان تتكون بصفة عام من خلال الحواس الخمس المختلفة، الشم، اللمس، السمع، التذوق، والإبصار، وتلك الحواس التي تشكل مضمون الذاكرة، لكن حاسة الشم هي أقوى الحواس وأسرعها في التأثير على الذاكرة وتكوينها، لأنها تصل للحصين، وهو الجزء المسؤول عن تكوين الذاكرة عند الإنسان.

ولفت هندي، إلى أن حاسة الشم لم تخضع لأي توجيه فسيولوجي في جسم الإنسان حتى الآن، بالتالي هي أسرع حاسة تصل للذاكرة، وتصل للحصين عن طريق الجزيئات الفواحة الموجودة في الأنف، والمعنية بالتقاط الرائحة، ومرتبطة بمستقبلات في الأنف، عبر الأعصاب الحسية والبصلة الشمية، وهى عبارة عن بنيان عصبي عند قاعدة المخ السؤول عن نقل الروائح من الأنف إلى مناطق أعمق في المخ وموجودة في الجهاز الجوفي المرتبط بالذاكرة والعواطف.

قد يهمك: آثار جانبية لا تتوقعها للأدوية.. أغربها فقدان الشم وازرقاق البول

كما أن هناك ما يسمى ببصمة الرائحة، أي رائحة البقعة العمياء، وهو ما يعني أن كل إنسان يشم رائحة بطريقة تختلف عن الشخص الآخر، فعلى سبيل المثال، في حال شم وردة بذاتها، فكل شخص سيتنشقها بطريقة ورائحة مختلفة، متابعًا أن حاسة الشم لدى المرأة أقوى من الرجال، وتزداد لديها في النصف الأول من الدورة الشهرية، والشهور الأولى من الحمل، وتصل لذروتها في فترة الخصوبة.