قلة شرب المياه تسبب مشكلة خطيرة بالمخ
كتبت - حسناء الشيمي:
«جلطة المخ» هي نوبة شديدة يُصاب بها الإنسان بعد تعرضه لانسداد في وعاء دموي في الدماغ فتعيقه عن الحركة والكلام، ولكن ما سببها وكيف يمكن علاجها والوقاية منها؟
أسبابها
يقول الدكتور ناصر الغندور، أستاذ المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة، إن أسباب الإصابة بجلطة المخ ترجع لاضطراب مستوى السكر في الدم لمرضى السكري، أو ارتفاع مستوى الكوليسترول، أو الإفراط في تناول الدهون، خاصة لأنها تترسب على الشرايين الداخلية للمخ، أو التعرض للتوتر والضغط العصبي، أو ارتفاع في ضغط الدم.
ويوضح الدكتور أحمد كامل، أستاذ المخ والأعصاب المساعد بكلية الطب جامعة القاهرة، أن الجلطة تحدث نتيجة تصلب الشرايين، الناتجة عن الأسباب السابقة، وبالتالي تضيق الشرايين وتكون الدورة الدموية أقل من الطبيعية وتصبح حركة الشرايين بطيئة.
ويضيف «كامل» أن هناك أسباب أخرى منها: جفاف الجسم الناتج عن قلة شرب الماء، ما يعرض الدم للزوجة، وتناول الأدوية التي تزيد تجلط الدم مثل حبوب منع الحمل، وربما تتكون الجلطة في مكان آخر بالجسم وتتحرك للمخ عن طريق الدورة الدموية، كإصابة المريض بمشكلة في ضربات القلب، أو الإصابة بالحمى الروماتيزمية.
تشخيص الجلطة
تُشخَّص الجلطة عن طريق أشعة الرنين المغناطيسي في الساعات الأولى من حدوثها، وتظهر في الأشعة المقطعية بعد مرور 48 ساعة، وقد يتم تشخيصها بطريقة خاطئة، فيكون العلاج خاطئ ويضر المريض بصورة أكبر.
وقد يعتقد الطبيب أن المريض مصابًا بجلطة، وهو مصاب بنزيف في المخ، وبالتالي يعطيه أدوية سيولة تعرضه لمخاطر أكثر، وقد لا يكون مصابًا بأي شيء، ويعطيه أدوية تجلط الدم، فيصاب بجلطة، لذا يؤكد «الغندور» أهمية التشخيص الدقيق بالرنين المغناطيسي عند ظهور أعراضها.
أعراض الجلطة
تظهر أعراض الجلطة من خلال صعوبة في الكلام واعوجاج في الفم، وتنميل في نصف الجسم، والشعور بثقل في أحد الذراعين، وعدم اتزان، ما يشير إلى وجود جلطة تحدث في ذلك الوقت، وتظهر بوضوح في الرنين المغناطيسي، وإذا تم علاجها بشكل سريع،تكون النتائج أضمن وأسرع، بحسب ما أكد عليه الدكتور أحمد كامل.
العلاج
يوضح الدكتور ناصر الغندور، أن علاج الجلطة يكون من خلال أدوية تعمل على زيادة السيولة في الدم، وتوسيع الشرايين، مؤكدًا أن حقنة الوريد التي يتم إعطائها للمريض لم يثبت فاعليتها بنسبة 100%، ويقول الدكتور أحمد كامل إنها قد تسبب نزيف في بعض الحالات.
ويؤكد الأطباء أهمية تشخيص الجلطة بشكل دقيق، وعمل رسم دقيق لمعرفة شكلها، ومكان الشرايين الذي تم انسدادها وطبيعتها، ويوضح «كامل» أن الشرايين التي تغذي المخ نوعين، نوع بداخله وتكون دقيقة جدًا، ويتم التعامل معها إما بالأدوية أو حقنة الوريد، أما النوع الأخر فيكون خارج المخ وتكون أوسع نسبيًا، وهنا يمكن علاجها بالقسطرة العلاجية.
ويقول الدكتور مصطفى فريد، استشاري وعضو هيئة تدريس أشعة وقسطرة الأوعية الدموية كلية الطب جامعة عين شمس، إن تلك العملية تتم من إدخال القسطرة من الفخذ وصولًا إلى شريان المخ، مع وجود أداة دقيقة تلتقط الجلطة وتخرجها عن الجسم، وبالتالي تتخلص من الجلطة تماما، وتعود الحياة للشرايين وتتم الدورة الدموية بانتظام.
ويؤكد فريد، أن تلك العملية تكون فعالة في التعامل مع الشرايين الكبيرة فقط، ولا يمكن اللجوء لها في انسداد الشرايين الصغيرة، وتكون فعالة في الساعات الأولى للإصابة بالجلطة، وتصوير شجرة شرايين المخ بالرنين المغناطيسي، خاصة قبل موت الجزء الذي حدث لشرايينه انسداد.
ماذا يحدث في حالة موت الجزء المصاب؟
في حالة عدم إسعاف المصاب سريعًا، يخرج فاقدًا القدرة على الحركة والكلام، ولكن هذا لن يستمر معه وفقًا لما يؤكده الدكتور أحمد كامل، مشيرًا إلى ما يُعرف بالتطور الطبيعي للجلطات، إذ تبدأ أعراضها شديدة، ولكن مع العلاج الدوائي والطبيعي وجلسات التخاطب يتعافى المريض ويستطيع الحركة، والتحدث مرة أخرى.
الوقاية خير علاج
ينصح الدكتور ناصر الغندور بأهمية الحفاظ على مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري، وكذلك الضغط، والابتعاد عن التدخين، والضغط العصبي، والتوتر، وتجنب الدهون الضارة، لأنها تترسب على الشرايين الداخلية للمخ.
ويؤكد الدكتور أحمد كامل أهمية الحصول على كميات كافية من السوائل، لتجنب لزوجة الدم، وممارسة الرياضة لأنها تعمل على تنشيط الدورة الدموية.
ولأن الشخص الذي تعرض لجلطة من قبل معرض للإصابة بها مرة أخرى، يشدد «كامل» على أهمية الالتزام بتلك الإرشادات، مع المواظبة على أدوية السيولة، على أن تكون باستشارة الطبيب المتخصص.
فيديو قد يعجبك: