لماذا ينتقل سرطان الثدي أحيانا إلى أماكن أخرى في الجسم؟
كتبت- أسماء أبو بكر
خطورة سرطان الثدي تكمن في احتمالية انتشار الورم لأماكن أخرى في الجسم، قد يكون من الصعب علاجها والسيطرة عليها أو ربما تستغرق فترة طويلة في العلاج.. فلماذا ينتقل سرطان الثدي أحيانًا إلى أماكن أخرى في الجسم؟ وهل يمكن تجنب ذلك؟
سبب رئيس
الدكتور أسامة عبد الرحيم، أستاذ علاج الأورام بكلية طب القصر العيني، أكد أن سرطان الثدي يمكن أن يغزو الدم وينتقل لأعضاء أخرى في الجسم غير الثدي، هو ما يسمى سرطان الثدي المنتشر (المرحلة الرابعة من سرطان الثدي).
قال عبد الرحيم، إن أول العوامل التي تساعد على انتشار أورام الثدي ووصولها للمرحلة الرابعة هو التأخر في علاج المرحلة المبكرة من سرطان الثدي، خاصة أن بعض السيدات قد يلاحظن علامات غريبة في الثدي لكن لا يلجأن لاستشارة الطبيب لاعتقادهن أنها ناتجة عن أي سبب أخر بعيدا عن الورم وستشفى تلقائيًا، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الورم ليغزو الغدد الليمفاوية تحت الإبط ثم ينتشر للدم وينتقل لأماكن أخرى.
من العوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى انتشار سرطان الثدي لأعضاء أخرى في الجسم، وفقا لأستاذ علاج الأورام، السلوك الجيني للورم، فهناك أنواع أورام تكون تركيبتها وبصمتها الجينية شديدة العنف تسهل انتشارها في أماكن أخرى، وتجنب مضاعفات هذا النوع قدر الإمكان يعتمد على اكتشافه مبكرا (عندما يكون ورم الثدي من نصف إلى 2 سم)، لأن سلوكه يكون أعنف من أنواع أخرى تصل إلى 4 أو 5 سم.
أضاف عبد الرحيم، أن انتشار سرطان الثدي يرتبط في بعض الأحيان بعوامل وراثية، فمن لديهم تاريخ مرضي للإصابة بالأورام يكونوا أكثر عُرضة لسرطان الثدي المنتشر، لأن الورم عادة يكون عنيف وغالبا ما يكون الانتشار لديهم مبكرًا، مشيرًا إلى أن حوالي ثلثي حالات أورام الثدي يكون ورائها أسباب وراثية تؤدي لانتشارها في أماكن أخرى بالجسم.
أشار عبد الرحيم إلى أنه نادرًا ما يحدث الانتشار في مرحلة مبكرة مع بداية ظهور الورم في الثدي، ففي الغالب ينتشر الورم لأماكن أخرى عبر أربعة مراحل، لذلك التدخل المبكر يساعد على تجنب الكثير من المضاعفات.
العلاج ممكن
علاج سرطان الثدي الانتشاري (في المرحلة الرابعة) ليس مستحيلًا، أكد عبد الرحيم أن هناك تقدم كبير في علاج سرطان الثدي المنتشر، وهناك شريحة كبيرة من المرضى تشفى تماما، موضحا أن علاج هذا النوع يعتمد على العلاج الكيماوي أو العلاج المناعي الموجه وأنواع من العلاجات الهرمونية الحديثة، أي تقريبا نفس الوسائل العلاجية المستخدمة في علاج سرطان الثدي في المرحلة المبكرة لكن مع زيادة الجرعات وفترة العلاج.
تابع عبد الرحيم أنه في بعض الحالات يتحول المرض إلى مرض مزمن يُعالج على مراحل، ولكن هناك حالات أخرى يمكن أن يتقدم الورم على مدار سنوات واستجابتها للعلاج تكون قليلة.
لتجنب سرطان الثدي الانتشاري قدر الإمكان، شدد عبد الرحيم، على ضرورة المتابعة الدورية حتى بعد علاج سرطان الثدي، وعدم إهمال أي علامات غريبة تظهر على الثدي بل لابد من استشارة طبيب على الفور، مع عمل فحوصات دورية للثدي والجسم خاصة من لديهم تاريخ عائلي في الإصابة بالأورام.
فيديو قد يعجبك: