القتل الرحيم ينهي حياة زوجين هولنديين غلبهما اليأس- كيف ذلك؟

كتب - محمد عماد

يعتبر "القتل الرحيم"، أحد العادات الغربية الخاطئة والشائعة في أوروبا، فهو إنهاء حياة مريض يعاني من ألم شديد لا يُحتمل بناءً على طلبه، ويمثل أمرًا قانونيًا في أغلب الدول الأوروبية ولكن تحت شروط محددة، ويتم تقييم كل حالة من قبل طبيبين مستقلين قبل الموافقة على هذا الإجراء، حيث إن رغم أن القتل الرحيم حالة نادر ومعقدة، فإن عدد الحالات يزداد سنويًا.

وفي القصة التالية، يستعرض "الكونسلتو" حالة الزوجين جان وإلس اللذين قررا إنهاء حياتهما معًا في هولندا، وفقًا لموقع "BBC".

ارتبط الزوجان جان وإلس ببعضهما منذ ما يقرب من 50 عامًا، وفي أوائل يونيو، اختارا إنهاء حياتهما معًا بواسطة دواء مميت أعطاهما إياه طبيبان، في إجراء يُعرف بالـ"القتل الرحيم الثنائي"، خاصة أن في هولندا، يعتبر القتل الرحيم ممارسة قانونية لكنها نادرة، ومع ذلك، يتزايد عدد الأزواج الذين يختارونها سنويًا.

جان، البالغ من العمر 70 عامًا، كان يعاني من آلام ظهر مزمنة، بينما كانت إلس، البالغة من العمر 71 عامًا، تعاني من الخرف، واللذين التقيا في رياض الأطفال، ومنذ ذلك الحين، عاشا حياة مليئة بالمغامرات والتنقل، حيث عاشا في قارب منزلي عائم، وأسسوا شركة لنقل البضائع عبر الممرات المائية الهولندية.

وفي عام 1999، بدأت المشاكل الصحية والآلام المزمنة تؤثر على حياتهما، وخضع جان لجراحة في ظهره، لكنه لم يتحسن، بينما بدأت أعراض الخرف تظهر على إلس، وانضما إلى منظمة "الحق في الموت" الهولندية، وبدءا في مناقشة فكرة القتل الرحيم الثنائي.

وفي عام 2023، تم تشخيص إلس بالخرف، ومع تدهور حالتها الصحية، قرر الزوجان إنهاء حياتهما معًا، وتوجه الزوجان إلى عيادة "القتل الرحيم" المتنقلة.

وفي نوفمبر 2022، بعد تشخيص إلس بالخرف، بدأ الزوجان وابنهما في مناقشة فكرة القتل الرحيم الثنائي بعد تقييم حالتهما الصحية والنفسية، تقرر أنهما مؤهلان للإجراء.

وقبل ثلاثة أيام من رحيلهما بإرادتهما، كان الزوجان يجلسان في شاحنتهما الكبيرة في مرسى مشمس في فريسلاند شمال هولندا، حيث كانا يعشقان التنقل، وقضيا معظم فترة زواجهما في مقطورة متنقلة أو على متن قوارب، وقال جان مازحًا: "لقد حاولنا أحيانًا العيش في منزل، لكن الأمر لم ينجح".

وفي صباح يوم الاثنين 3 يونيو 2024، اجتمعت العائلة والأصدقاء في دار رعاية المسنين المحلية لتوديع الزوجين، وتلقى جان وإلس الدواء المميت من الأطباء وتوفيا معًا.

لم تُعرض شاحنتهما للبيع بعد، حيث قرر ابنهما الاحتفاظ بها لفترة والذهاب في إجازة مع عائلته، حيث قال الابن: "سأبيعها في النهاية، لكن أرغب أولًا في صنع بعض الذكريات مع العائلة".