د.عادل إمام لـ«الكونسلتو»: أمراض القلب زادت بسبب التدخين والعادات الغذائية الخاطئة (حوار)
عملاق قسطرة القلب يتحدث لـ«الكونسلتو» عن تطور تقنيات علاج أمراض الشرايين
>> نجري نحو 80 قسطرة و20 جراحة يوميًا بالمجان في معهد القلب
>> بدأنا تجارب زراعة القلب منذ 40 عامًا بالتعاون مع قصر العيني لكنها توقفت
>> نستخدم الصمامات القلبية من الخنزير لأن صفته التشريحية أقرب للإنسان
>> الوفاة في صالات الجيم سببها الإصابة بمشكلة في القلب دون علم المريض
حوار- مصطفى عريشة:
تصوير- محمد معروف
قال الدكتور عادل إمام أستاذ أمراض القلب بمعهد القلب بإمبابة، إن التقنيات الحديثة سهلت من اكتشاف أمراض القلب والشرايين وأدت إلى سهولة علاجها.
وأضاف عملاق قسطرة القلب في حواره لـ«الكونسلتو»، أنه يتم إجراء 80 قسطرة يوميًا في معهد القلب، بالإضافة إلى 20 جراحة في اليوم الواحد.
وكشف «إمام»، عن محاولات إجراء تجارب زراعة القلب على الحيوانات منذ نحو 40 عامًا في مصر بالتعاون بين معهد القلب وقصر العيني، إلا أنها لم تكتمل بسبب بعض المشكلات.
وأكد «إمام» على أن ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب في مصر بسبب العادات الغذائية الخاطئة والضغوط النفسية وعدم ممارسة الرياضة، وإلى نص الحوار:
بداية ما وضع أمراض القلب في مصر؟
بالطبع أمراض القلب في مصر زادت، ولكن تقدم إمكانيات التشخيص أدى إلى سهولة اكتشافها وأكثر الأمراض التي كانت موجودة هي الحمى الروماتيزمية وأمراض الصمامات التي نتجت عن تكرار الإصابة بالحمى، وأصبحت قليلة الآن مع وجود طرق الوقاية بواسطة البنسلين الذي كان يتخوف منه الناس بسبب الخوف من الإصابة بالحساسية، لكن الأمر آمن ويتم عمل اختبار حساسية البنسلين قبل إعطاءه للمريض.
أما أمراض الشرايين مثل الذبحة الصدرية والجلطات القلبية زادت مؤخرًا بسبب العادات الخاطئة في الطعام، والتوتر العصبي والضغوط النفسية، والتدخين، وعدم ممارسة الرياضة، ولكن تشخيصها أصبح سهلاً في ظل وجود الإمكانيات المتقدمة.
ما الجديد في تقنيات استخدام القسطرة القلبية وتطورها مؤخرًا؟
بدأت القسطرة بتصوير الشرايين التاجية للقلب ثم تطورت إلى مرحلة استخدام بالونات لتوسيع الشرايين ونفخها من خلال القسطرة في مكان الانسداد ووجدنا أن الضيق يعود من جديد فأصبحنا نستخدم الدعامة المعدنية لكن في خلال عام يحدث بها ضيق، ما أدى إلى استخدام نوع جديد من الدعامات يظل 6 أشهر يفرز مادة تمنع حدوث ضييق الشرايين مرة أخرى وفي حالة فشل ذلك نضطر للجراحة.
وبدأ استخدام القسطرة في توسيع الصمامات الضيقة مثل الصمام الميترالي والصمام الرئوي، ثم جاءت مرحلة استخدام القسطرة في تركيب منظمات ضربات القلب في حالات انقطاع التوصيل الكهربي داخل القلب الذي يؤدي إلى وصول دقات القلب إلى 30 دقة في الدقيقة ثم يتوقف القلب.
كما استخدمنا القسطرة في تغيير الصمامات في القلب، مثل الصمام الأورطي والصمام الميترالي، كما نستخدمها في علاج العيوب الخلقية لسد ثقوب القلب فمثلاً يمكننا علاج الثقب بين أذينين القلب والبطينين وعلاج القناة الشريانية المفتوحة بين الشريان الرئوي والأورطى.
أما في حالات علاج جلطات القلب نقوم بإدخال القسطرة ووضع مادة فيها تعمل على إذابة الجلطات.
كيف أثرت التطورات الحديثة في علاج أمراض القلب؟
تقدم العلاجات زاد من نسب الشفاء خاصةً في ظل توفير الدولة للعلاج في المستشفيات الحكومية، فمثلاً نجري في معهد القلب من 60 إلى 80 قسطرة وتوسيع شرايين في اليوم ونحو 20 جراحة، ويتم علاج عدد كبير من المرضى بالمجان حيث إن العلاجات مرتفعة الثمن.
كيف نتكشف العيوب الخلقية في القلب عند الأطفال؟
الأم أول من يكتشف ذلك من خلال بعض العلامات، وأبرزها إزرقاق الطفل لفترة طويلة، بالإضافة إلى رفضه للرضاعة في بعض الأوقات بسبب تعرضه لضيق التنفس، كما أنه يمكن لطبيب الأطفال الشك في إصابة الطفل بعيوب القلب من خلال الكشف بالسماعة وحينها يطلب بعض الفحوصات الطبية، مثل الموجات فوق الصوتية ورسم القلب، وهناك حالات يمكن علاجها بالقسطرة دون الحاجة للجراحة.
ما أسباب موت الشباب بالجلطات؟
جلطات الشرايين التاجية زادت مؤخرًا مع السن الصغير وبين الشباب نتيجة التدخين والتوتر العصبي بسبب ضغوط الحياة والدراسة مع عدم ممارسة الرياضة وارتفاع نسبة المدخين الشباب إلى 70%، بالإضافة إلى ارتفاع الدهون في الدم وزيادة الكوليسترول الضار في الجسم.
ويتم علاج الجلطات في الشرايين التاجية بحقن إذابة الجلطة أو القسطرة ثم الجراحة إذا كانت لا تستجيب للعلاج.
كيف يمكن الوقاية من جلطات وأمراض الشرايين التاجية؟
يجب التوقف عن التدخين وممارسة الرياضة وتناول الأطعمة الصحية مع تقليل التوتر والضغوط النفسية، ويمكن تناول قرص أسبرين 100 مللي يوميًا كوقاية من التعرض للجلطات حيث يمنع صفائح الدم من التجمع.
ويمكن لمن يشعر بأعراض الجلطة تناول 4 أقراص من أسبرين الأطفال إذا لم يكن يعاني من أي مشكلات أو قرح في المعدة.
ما أسباب الموت المفاجئ؟
غالبًا ما يكون بسبب جلطة في أحد الشريان التاجي الرئيسي أو جلطة في الشريان الرئوي أو توقف توصيل الكهرباء في القلب نتيجة تضخم الحاجز الموجود بين البطينين وهو ما يحدث ما لاعبي كرة القدم أو الرياضيين حيث يسد مخرج الدم من القلب إلى الجسم وقد لا يكتشف، وهو جعل الأندية تقوم بإجراء موجات فوق صوتية للقلب مع رسم القلب للتأكد من سلامة اللاعبين وهناك من يقوم بعمل قسطرة للشرايين التاجية للاطمئنان على بعض الرياضيين.
متى نقلق من سرعة ضربات القلب؟
إذا كانت غير منتظمة وأن تصبح ومتكررة، لأن سرعة ضربات القلب تحدث من البطينات أو الأذينات والخطورة أن تكون من البطينات وعدم انتظامها يجعل هناك فرص لحدوث تجلطات داخل الأذينات وقد يرسل جلطات للمخ أو الكبد أو الكلى، وهناك علاج لكل حالة.
لماذا يتوهم البعض الإصابة بأمراض القلب؟
لأن هناك من يأتي إلى العيادة ويقول إنه يعاني من أمراض القلب أو ألم في الصدر، فإذا كان الألم غير مرتبط بالمجهود فلا يعاني المريض من أي مشكلة في القلب وقد تكون مشكلة بسيطة فقط يتوهم أنه يعاني من مرض في القلب.
وألم القلب يكون في منتصف الصدر ويصل إلى الذراع الأيمن أو الأيسر ويصاحبه تعرق وإعياء وانخفاض في الضغط ويحدث الألم مع المجهود سواء المشي أو صعود السلم.
متى يحتاج المريض لزراعة القلب؟
تلف عضلة القلب نتيجة لحدوث الكثير من الجلطات وفشل كل العلاجات يدفعنا إلى زراعة قلب جديد، ويتم الحصول على القلب من المحكوم عليهم بالإعدام بموافقتهم وفي مصر منذ 40 عامًا حاولنا إجراء تجارب على الحيوانات في كلية الطب البيطري ومعهد القلب وحصلنا على موافقة أحد المحكوم عليهم بالإعدام لإجراء تجربة زراعة القلب لمريض بالتعاون مع كلية طب قصر العيني، لكن لم تتم التجارب بسبب بعض المشاكل التي واجهتنا.
لماذا تتم التجارب الطبية الخاصة بالقلب على الخنازير؟
نحن في الأساس نحصل على الصمامات الصناعية التي يتم تركيبها للمرضى من الخنزير، حيث إن الصفة التشريحية لقلب الخنزير والقرد قريبة للإنسان.
ما أسباب الوفاة في صالات الجيم؟
القيام بمجهود كبير يعرض القلب للتعب، وفي الغالب من يتعرض للوفاة يكون مصابًا بمشكلة في القلب دون أن يعلم، لذا من المفترض أن يعرف كل شخص الحدود التي من المفترض أن يمارس فيها الرياضة.
وأي شخص يتعرض لألم في الصدر مرتبط بالمجهود يجب عليه التوجه للطبيب المختص لإجراء رسم قلب والتحاليل والفحوصات اللازمة للاطمئنان.
فيديو قد يعجبك: