تأثير تأخير النوم على المخ- هل يسبب السرطان؟

كتب - محمد عماد

يعتبر تأخير النوم من العوامل التي تؤثر بشكل كبير على صحة الدماغ ووظائفه، وتشير العديد من الدراسات إلى أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يؤثر سلبًا على الخلايا المخية، مما يسبب مجموعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك ضعف الوظائف الإدراكية وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض العصبية مثل الزهايمر، فضلاً عن وجود أدلة تربط بين تأجيل النوم لفترات طويلة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

وفي التقرير التالي، يستعرض موقع "الكونسلتو" تأثير تأثير تأخير النوم على المخ وعلاقته بالإصابة بالسرطان، وفقًا لموقع "health line".

تأثير تأخير النوم على المخ

1- تلف الخلايا العصبية

يؤدي تأجيل النوم بشكل متكرر إلى تلف الخلايا العصبية في الدماغ، فأثناء النوم، يقوم الدماغ بعملية تنظيف للتخلص من الفضلات والسموم المتراكمة، بما في ذلك البروتينات التي قد تؤدي إلى تلف الخلايا العصبية، وعندما لا يحصل الشخص على كمية كافية من النوم، تتراكم هذه السموم وتسبب تلفًا في الخلايا المخية.

2- ضعف الوظائف الإدراكية

يؤثر تأجيل النوم بشكل مباشر على القدرات العقلية مثل التركيز، والذاكرة، والتعلم، وعندما لا تحصل الخلايا المخية على الراحة اللازمة، تتأثر قدرتها على معالجة المعلومات والتخزين، فهذا يؤدي إلى تراجع الأداء العقلي وزيادة نسبة الأخطاء في العمل أو الدراسة.

أقرأ أيضًا: قلة النوم تدمرك- كيف تنقذ صحتك؟

3- زيادة الإجهاد التأكسدي

يؤدي قلة النوم إلى زيادة مستويات الإجهاد التأكسدي في الدماغ، مما يسبب تلف الحمض النووي للخلايا المخية ويعزز من تدهورها، وهذا الضرر المتراكم قد يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر والشلل الرعاش.

4- اضطراب في إنتاج النواقل العصبية

النوم يلعب دورًا مهمًا في تنظيم إفراز النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، اللذين يؤثران على المزاج والوظائف العقلية، وتأجيل النوم يؤدي إلى اضطراب في هذه العمليات، مما يسبب تقلبات مزاجية ومشكلات في التركيز والانتباه.

العلاقة بين تأخير النوم والإصابة بالسرطان

1- ضعف جهاز المناعة

النوم ضروري لتعزيز جهاز المناعة، وهو ما يلعب دورًا أساسيًا في مكافحة الأمراض والالتهابات، وتأجيل النوم يضعف الجهاز المناعي، مما يقلل من قدرة الجسم على محاربة الخلايا السرطانية التي قد تتشكل، وضعف المناعة يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، خاصة سرطان الثدي والبروستاتا.

2- زيادة مستويات الالتهاب

يرتبط تأجيل النوم بزيادة مستويات الالتهابات المزمنة في الجسم، فالالتهاب المزمن هو أحد العوامل المسببة لنمو الخلايا السرطانية وانتشارها، وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم المزمنة لديهم مستويات أعلى من المؤشرات الالتهابية، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

قد يهمك: جمال شعبان يحذر من قلة النوم- تسبب مرضًا خطيرًا للقلب

3- اختلال في الساعة البيولوجية

يؤدي تأجيل النوم إلى اختلال في الساعة البيولوجية للجسم، وهى النظام الذي يتحكم في دورات النوم واليقظة، فهذا الاختلال يمكن أن يؤثر على عملية إنتاج الهرمونات مثل الميلاتونين، الذي يلعب دورًا في الوقاية من السرطان، وتشير الدراسات إلى أن نقص الميلاتونين يزيد من خطر تطور بعض أنواع السرطان.

4- تأثير مباشر على نمو الأورام

أظهرت بعض الدراسات أن قلة النوم يمكن أن تساهم في تسريع نمو الأورام السرطانية، وهذا يرجع إلى دور النوم في تنظيم الخلايا وتثبيط نمو الخلايا غير الطبيعية، وعندما يتم تأجيل النوم باستمرار، تزداد احتمالية نمو الخلايا السرطانية وانتشارها في الجسم.