كيف يؤثر الوصم الاجتماعي على متعافي كورونا؟.. نصائح هامة للدعم النفسي
كتبت - ندى سامي:
بالرغم من ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد إلا هناك الكثير من المرضى يتعافون، ومع العودة للحياة الطبيعية قد يواجهون مشكلة عدم تقبل البعض لهم خوفًا من العدوى، معتبرين المرض وصمًا، فما تأثير ذلك على الحالة النفسية للمتعافين؟
"الكونسلتو" يستعرض في التقرير التالي تأثير الوصم الاجتماعي على المتعافين من فيروس كورونا، والدعم النفسي اللازم لهم.
تقول الدكتورة ليلى رجب، استشاري الصحة النفسية، إن الوصم الاجتماعي ضد المتعافين من فيروس الكورونا المستجد ظاهرة خطيرة إذا أنها تتسبب في الكثير من الأذى النفسي لهؤلاء المتعافين.
وتضيف: "قد يمتد أثر ذلك لحين انتهاء الأزمة وقد يلاحقهم طوال حياتهم ويضطرون لدفع ثمن غير مستحق بمجرد إصابتهم بفيروس مستجد هدد العالم كله".
توضح رجب، أن الأذي النفسي سواء بشكل مباشر عن طريق السب والكلام الجارح، أو بطريقة غير مباشرة عن طريق المقاطعة والخوف من التعامل يعرض المتعافين لكثير من الأضرار، وحددتهم في التالي:
أضرار على المستوى القريب
الملاحقة بالكلام الجارح وفكرة عدم التقبل والوصم بالمرض، تهدد المرضى المتعافين لمشكلات نفسيىة على المدى القريب أي في وقت الأزمة نفسها، مما يعرضهم لعدد من المخاطر النفسيىة، والتي يمكن وضعها تحت قائمة أعراض كرب ما بعد الصدمة، وهي:
- الحزن.
- القلق.
- اضطرابات النوم.
- الاكتئاب.
- التوتر.
اقرأ أيضًا: "حمى الكابينة"حالة نفسية يسببها العزل المنزلي.. هل تعاني منها؟
أضرار على المستوى البعيد
لم تكمن خطورة تعرض المتعافون لذلك الوصم في نوبات الحزن والضيق فقط، ولكن قد ينعكس ظلال ذلك على مستقبل البعض، فلا يتأثر الجميع بنفس الدرجة، ويتوقف ذلك على عدد من العوامل مثل:
-مدى الأذى والضرر الذي تعرض له الشخص.
-مدى قرب الأشخاص الذين تسببوا في الضرر.
-الخضوع للدعم النفسي من المحيطين.
- مدى وعي الشخص وصلابته النفسية.
وقد يمتد تأثير الأذى النفسي لهؤلاء الأشخاص حتى بعد مرور سنوات من انقضاء الأزمة، وهناك آخرون يدفعون ضريبة ذلك طوال حياتهم، إذ أنهم معرضون للكثير من المشكلات النفسية، والتي يمكن توضيحها في التالي:
- العزلة الاجتماعية والخوف من المشاركة في التجمعات.
- فقدان الثقة بالنفس.
- الوسواس القهري.
- الاكتئاب الشديد.
- التأثير على المهام الوظيفية والمعرفية وعدم القدرة على مواصلة العمل والدراسة.
قد يهمك: لماذا يتعرض المتعافون من كورونا للوصم الاجتماعي؟.. هكذا يمكن مواجهته
كيف نقدم الدعم النفسي لمن تعرضوا للوصم الاجتماعي؟
تقول استشاري الصحة النفسية، إنه قبل معالجة المتعافون الذين تعرضوا للضرر يجب توعية المجتمع أولًا بمدى الأذي الذي يتعرض له المتعافون، وأن المرض ليس وصمًا ولا يعيب أحد ويمكن لأي منا أن يصاب به، ويجب أن تتكاتف جميع الجهات والمنصات المسؤولة لكبح ذلك الأذى.
وتضيف، أنه بعد ذلك يمكن التفكير في علاج هؤلاء الضحايا، حيث إن دائرة الأشخاص القريبة المكونة من الأهل والأصدقاء، يقع على عاتقهم مسؤولية الدعم النفسي عن طريق اتباع بعض النصائح والتي تتمثل في التالي:
- مساعدة هؤلاء المتعافين على التعبير عن ما يشعرون به من ألم نفسي، والمخاوف التي تصيبهم بها.
- محاولة كبح ذلك الأذى عن طريق المشاركة المجتمعية، والحديث مع الأشخاص الذين يتسببون في الضرر للمتعافين، وتبليغ الجهات المسؤولة إذا لزم الأمر لتلقى عقاب رادع.
- توفير مناخ آمن والبعد من مصادر الأذى.
- خلق مساحة حرة تشجعهم على الحكي والمشاركة دون الخوف من أحد.
- مساعدتهم على العودة للحياة الطبيعية، وإعادة ممارسة أنشطتهم من جديد.
- سؤال أحد المختصين النفسيين عن الطريقة الصحيحة لتجاوز الأزمة.
- توفير دعم نفسي طبي مختص لمن يعانون من أعراض اكتئابية حادة ولم يستطيعوا تجاوز الأمر.
فيديو قد يعجبك: