هل هناك علاقة بين الصرع وفرط الحركة لدى الأطفال؟
كتبت- حسناء الشيمي
يخلط البعض بين فرط الحركة لدى الأطفال والإصابة بالصرع معتقدين أنهما وجهان لعملة واحدة، لكن الأمر ليس كذلك.. فما الفرق بينهما؟
توجد علاقة بين الصرع وفرط الحركة، حيث يعاني 60: 70% من الأطفال المصابين بفرط الحركة من الصرع ونشاط زائد في كهرباء المخ، وهنا يواجه الأبوان مشكلة صعوبة التفرقة بينهما، وفقًا للدكتور سمير الملا، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بجامعة عين شمس.
أكد الملا، أن التفرقة بينهما لا تتم إلا من خلال عوامل أساسية:
الفحص الدقيق
يلعب الفحص الطبي الدقيق دورًا أساسيًا في التفرقة، من خلال مراقبة الأعراض وهنا أشارت الدكتورة رانيا صابر، استشاري الأمراض النفسية للأطفال والمراهقين، إلى أعراض الإصابة بفرط الحركة وأبرزها:
- تشتت الانتباه وعدم التركيز.
- الاندفاع والتهور وإصدار تصرفات غير متوقعة وغير مدروسة وبشكل مفاجئ ولا يقدر المخاطر.
- كثرة الكلام وتوجيه الأسئلة.
- العنف والعدوانية.
- كثرة الحركة حتى أنها تكون بلا هدف ولا يستطيع أحد السيطرة عليها.
- تململ في الجلوس.
أما الصرع فأعراضه فقط تظهر خلال تعرض الطفل للنوبات الصرعية وفقًا الدكتور أحمد رءوف، أستاذ أمراض المخ وأعصاب الأطفال بجامعة القاهرة، والتي يحدث فيها:
- الجز على الأسنان.
- التبول اللإرادي عند النوم أو أثناء النوبة.
- نفضات عضلية في الجسم كله أو جانب منه.
- حركات لا إرادية في الوجه أو العين أو الفم.
- السرحان حتى أن الطفل يسرح بشكل لا إرادي ولا ينتبه إلا ما يدور حوله، ويلومه الكثير على ذلك دون علمهم بإصابته بالصرع.
- فقدان الوعي.
اقرأ أيضًا: شقاوة أم فرط حركة؟.. هذه العلامات تخبرك
التشخيص
يتم تشخيص فرط الحركة من خلال فحص تصرفات الطفل ومراقبتها أثناء الكشف بشرط أن تكون مستمرة من 3: 6 أشهر، وأن تكون الشكوى منه من 3 أماكن مختلفة، كالمدرسة، والنادي، والبيت، وفقًا لصابر، إلى جانب الإنصات الجيد لشكل التصرفات وطبيعتها.
أما تشخيص الصرع واضطراب كهرباء المخ يعتمد في الأساس على الوصف الدقيق لشكل وطبيعة التشنجات التي يتعرض لها الطفل، وعمل رسم مخ عادي، وفي هذه الحالة لا يشترط أن يوضح الإصابة بالصرع، لذا يلجأ الطبيب إلى رسم مخ طويل المدى يمتد لأكثر من ساعتين، وقد يصل إلى رسم مخ طويل المدى إلى 24 ساعة، يتم من خلاله التشخيص، أو تصوير فيديو مع رسم المخ، يشخص رسم المخ بشكل أدق ويلاحظ شكل المخ فإذا تعرض الطفل لنوبة تشنج يلتقطه ويشخصه.
سن الاكتشاف
في الغالب يتم اكتشاف فرط الحركة من عمر 4: 8 سنوات، أما التشنجات الصرعية فقد يُصاب بها الطفل قبل بلوغه عام وتصيبه في أي وقت وتستمر معه وأغلب الحالات تختفي عند البلوغ.
تأثيره على الطفل
الصرع نفسه لا يؤثر على حياة الطفل الطبيعية، ولا يؤثر على تركيزه أو أدائه فيما عدا الدقائق التي يتعرض فيها الطفل للنوبة الصرعية، خاصة مع حرصه على تناول الأدوية الحديثة لعلاج الصرع والتي لا تتسبب في شعور الطفل بالخمول بشكل دائم وبالتالي تؤثر على الإدراك، بل فهذه الأدوية تساعده على التحصيل الدراسي ولا تؤثر على أداء المخ على الإطلاق وفقًا للدكتور أحمد كامل، أستاذ مساعد جراحة المخ والأعصاب جامعة القاهرة.
أما فرط الحركة، فيؤثر على تركيز الطفل وانتباهه، بل وتسبب له النسيان، فضلًا عن التعرض الدائم للمخاطر بسبب حركاته الزائدة غير المدروسة أو المحسوبة.
من الوارد جدًا أن يُصاب الطفل بكل هذه الأعراض معًا، وأكد "الملا" أنه يكون مصابًا بالصرع مع فرط الحركة، وأوضحت "صابر" أن فرط الحركة قد يحدث كاضطراب سلوكي وحده وقد يحدث كعرض مصاحب لبعض الأمراض كالتوحد أو الصرع.
اقرأ أيضًا: «الصرع» لن يلازم الطفل المريض مدى الحياة.. بشروط
فيديو قد يعجبك: