شقاوة أم فرط حركة؟.. هذه العلامات تخبرك
حسناء الشيمي
تصاب الأم بالذعر عندما تجد طفلها كثير الحركة واللعب، خوفا من أن يكون طفلها مصابا باضطراب فرط الحركة، خاصة مع تقارب سلوك الطفل في الحالتين، وهو ما يؤخر اكتشاف هذا الاضطراب في كثير من الأحيان، ولكن الأمر الجيد أن شقاوة الطفل طبيعية وصحية لاكتشاف بيئته وتنمية مهاراته، فمتى يجب عليك الشعور بالقلق؟.. هذا ما يخبرنا به الأطباء في السطور التالية.
قالت الدكتورة إيمان دويدار، استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك، إن فرط الحركة هو اضطراب عصبي سلوكي، يأتي نتيجة خلل في النواقل العصبية للمخ، وقد ينتج عن أسباب وراثية، أو عضوية، أو نفسية.
وأضافت استشاري الصحة النفسية، أن الدراسات أثبتت أن 40 % من الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة، في سن الـ7 سنوات، كانوا لآباء يعانون منه في سن الـ7 سنوات.
وأشارت دويدار، إلى أن فرط الحركة قد ينتج عن مشكلة عضوية، بسبب نقص الأكسجين الواصل للمخ بعد الولادة، وعدم دخول الطفل للحضانة خلال 3 دقائق، أو تدخين الأم أو تناولها لبعض العقاقير أثناء الحمل دون استشارة الطبيب، أما الأسباب النفسية، فتكون نتيجة لإهمال الطفل، وسوء معاملته، إما بالقسوة معه، أو بتدليله الزائد.
من جانبه، قال الدكتور محمد الشامي، استشاري الطب النفسي للأطفال، إن إصابة الطفل بفرط الحركة ناتج عن اضطراب في كيمياء المخ، مشيرا إلى أنه لا يوجد سبب مؤكد حتى الآن لسبب هذا الاضطراب.
أعراض فرط الحركة
وحددت إيمان دويدار، أعراض فرط الحركة، حيث تظهر بوضوح عند بلوغ الطفل 7 سنوات، أي مع بداية التحاق الطفل بالمدرسة، خاصة لأن الطفل لا يجيد الانتباه في الفصل، ولايجيد التحصيل الدراسي، مع ملاحظة أعراضه بوضوح خلال 6 شهور.
وتظهر تلك الأعراض بحسب دويدار، من خلال تشتت الانتباه، وعدم التركيز، والاندفاع، والتهور، وعدم القدرة على السيطرة على تصرفاته، وبالتالي قد يؤذي نفسه، وقد تظهر تلك الأعراض قبل بلوغ الطفل السبع سنوات.
وقال الدكتور محمد الشامي، إن الأعراض تظهر بوضوح شديد مع دخول الطفل للمدرسة، ولكن الأعراض تبدأ بالظهور مع بداية مشي الطفل وحركته، ويتم تشخيص الطفل من خلال ملاحظة الطفل، وتصرفاته، مع إجراء اختبارات نفسية له، واختبارات للأم لمعرفة حقيقة الإصابة.
فرط حركة أم شقاوة الأطفال؟
أوضح الشامي، أن فرط الحركة عبارة عن اضطراب، أما شقاوة الأطفال فهي حالة طبيعية، ويمكن التفرقة بينهما من خلال ملاحظة سلوك الطفل، فالطفل الطبيعي يستطيع السيطرة على تصرفاته أمام الغرباء، أو في بعض الأماكن، ويلتزم بتوجيهات الكبار، عكس طفل فرط الحركة فلا تمر عليه دقيقة دون حركة، ولا يكترث بملاحظات من حوله.
من جانبها، قالت إيمان دويدار، إن الطفل الطبيعي يخاف على نفسه، وعندما يطلب منه شيئا ينفذه، أما طفل فرط الحركة، فينسى ما يطلب منه ولا يقدر المخاطر.
علاج فرط الحركة
وقال محمد الشامي، إن فرط الحركة هو اضطراب عصبي سلوكي، ويكون علاجه أكثر فعالية كلما كان الاكتشاف والتشخيص مبكرا، وتقل الأعراض مع دخول مرحلة المراهقة، وتنتهي تلقائيا مع التقدم في العمر.
وأضاف الشامي، أن خطورة فرط الحركة، ان الطفل الذي يعاني من تلك المشكلة يكون ضعيف الانتباه والتركيز، وسيظل ضعف التحصيل الدراسي يلاحقه، وسيعاني من التأخر الدراسي، حتى يتم علاجه.
وأشارت إيمان دويدار، إلى أن طفل فرط الحركة، إذا لم يعالج، قد يؤذي نفسه نتيجة اندفاعه، وتهوره، فضلا عن تسببه في الكثير من المشكلات والحرج لأهله، موضحة أن العلاج يشمل جلسات نفسية، وتعديل سلوك لتساعد الطفل على التركيز والانتباه، وتكليف الطفل ببعض المهام، والجلوس بجانبه لإتمامها للنهاية.
فيديو قد يعجبك: