هل يُمكن علاج «عمى الألوان»؟
كتبت- أسماء أبو بكر
«عمى الألوان» مصطلح شائع غالبًا ما نستخدمه في حالة عدم قدرة شخص على رؤية اللون كما هو في الواقع، وهو بالفعل أحد أمراض العيون، فما أسبابه وهل يمكن علاجه؟
عيوب خلقية
يقول الدكتور محمد مغازي، أستاذ طب وجراحة العيون بكلية الطب جامعة عين شمس، إن سبب عمى الألوان يرجع إلى عيوب خلقية وليس من الضروري أن يرتبط بالجينات الوراثية في جميع الحالات، فضلًا عن أنه يصيب الرجال أكثر من النساء.
يوضح الدكتور جمال المشد، أستاذ طب وجراحة العيون بكلية الطب جامعة الزقازيق، أن عمى الألوان يرجع إلى وجود خلل في صبغيات معينة في الشبكية، فقد تكون غير موجودة في الأساس أو يوجد بعضها فقط، مشيرًا إلى أنه نوعين يحكمهما كمية الصبغات الموجودة في الشبكية، هما:
- الجزئي: في هذا النوع يستطيع المريض رؤية بعض الألوان وأخرى لا يمكنه رؤيتها، كالألوان الأساسية مثل الأحمر والأخضر.
- الكلي: الشخص المصاب بهذا النوع لا يكون قادرًا إلا على رؤية الأبيض والأسود والرمادي فقط، لكنه نادر مقارنة بالنوع الأول.
يشير «المشد» إلى أن عمى الألوان يمكن أن يكون وراثيًا في بعض الحالات، لكنه يصيب الرجال فقط، فيمكن أن تكون المرأة مصابة بعمى الألوان لكن يكون متنحي ليس سائدًا وبالتالي لا تظهر عليها الأعراض، ومن ثم يمكن أن ينتقل للأطفال وراثيًا في هذه الحالة، لكنه يظهر على الذكور فقط.
يؤكد «المشد» أن تعرض العين لإصابة ما أو تعرضها لبعض المواد الكيماوية لا يسبب عمى الألوان مطلقًا، بل يمكن أن يؤثر على مجال وقوة الإبصار فقط.
عمى الألوان والتهاب العصب البصري
بعض الأمراض التي تؤثر على العصب البصري أو مركز الإبصار بالشبكية يكون لها تأثير على قدرة المريض على استيعاب واستقبال الألوان، وفقًا لـ«مغازي»، كأن يرى اللون الأحمر وردي مثلًا.
يوضح «المشد» أن التهاب العصب البصري يسبب خللًا في رؤية الألوان، خاصة مع اللون الأحمر، ويراه المريض باهتًا، لكن غالبًا ما يكون ذلك في عين واحدة فقط، أي يستطيع المريض إدراك اللون كما هو بالعين السليمة مشيرًا إلى أن عمى الألوان يكون في العينين.
هل يمكن علاجه؟
أستاذا طب وجراحة العيون يؤكدان أن عمى الألوان ليس له علاج حتى الآن، لكن في حالة وجود خلل في استقبال الألوان بسبب وجود مشاكل في العصب البصري، فالعلاج يتوقف حسب الحالة وفقًا لـ«مغازي»، فبعض الحالات يمكن علاجها والأخرى لا يمكن علاجها.
أما علاج عدم القدرة على تمييز الألوان المصاحب لالتهاب العصب البصري، يتمثل في تناول المريض حقن الكورتيزون بكميات كبيرة، وفقًا لـ«المشد»، مشيرًا إلى أن شدة الإضاءة ليس لها أي تأثير على رؤية الألوان لمن يعاني من عمى الألوان.
فيديو قد يعجبك: