مضاعفات خطيرة لورم العصب السمعي.. هكذا تتعامل معه
كتبت- أسماء أبو بكر
الأعصاب مثل أعضاء الجسم المختلفة معرضة لظهور أورام فيها، يعتبر العصب السمعي الأكثر تأثرًا بهذه الأورام، لذلك لا يجب تجاهل الأعراض الأولية لتجنب المضاعفات المحتملة التي تصل إلى فقدان السمع أو استسقاء المخ.
عصب السمع & عصب الاتزان
الدكتور وائل مختار، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية طب القصر العيني، أوضح أن العصب الثامن يتفرع منه العصب السمعي وعصب الاتزان، إلا أن الورم يخرج من عصب الاتزان لكنه يضغط على عصب السمع المجاور له لذلك السمع يكون أول الحواس المتأثرة، خاصة أن الاتزان له ناحية أخرى تعوضه.
عن أسباب هذا الورم، قال "مختار" إن حالات كثيرة تكون أورام حميدة وترجع لأسباب غير معروفة، وبعض الحالات الأخرى ترتبط بوجود خلل جيني يظهر في صورة بقع بيضاء وبنية في الجسم أو ظهور شعر في مناطق غريبة.
أضاف الدكتور أحمد صلاح الدين، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بطب القصر العيني، أن الورم في الأصل يخرج من عصب الاتزان لكن المسمى الشائع له ورم العصب السمعي، مضيفًا أنه يرجع إلى خلل جيني أو متلازمة معينة تكون عبارة عن بقع في الجلد وأورام في الأعصاب بأماكن مختلفة من بينها عصب الاتزان.
أعراض أولية ومضاعفات
تتمثل الأعراض الأولية لورم العصب السمعي في: طنين أو (صفير) الأذن، وضعف السمع بشكل تدريجي، عدم الاتزان، الدوخة أو الدوار.
أضاف مختار، أنه في الحالات المتقدمة يمكن أن يعاني المريض من اهتزاز اليد أثناء حمل الأشياء، وربما يزيد حجم الورم لدرجة تسبب ضغط على جذع المخ وقد يؤدي لاحتباس الماء في المخ مسببا صداع، فضلًا عن احتمالية الضغط على عصب الاحساس في الوجه ما يؤدي للشعور بتنميل فيه، أو عصب العين مسببا حول، وإذا زاد حجمه عن 3 سم يؤدي إلى فقدان السمع في الناحية المصابة في حوالي 80% من الحالات.
من الممكن أن يعاني المريض من صداع مزمن وقيء، وفي حالة الضغط الزائد على العصب المخي يؤدي إلى آلام أو شلل في نصف الوجه.
التشخيص
المرحلة الأولى من ورم العصب السمعي يتم اكتشافها لدى طبيب الأنف والأذن عند قياس السمع والاتزان، حيث يلاحظ ضعف السمع، وعدم الاتزان، وفقا لمختار، الذي أضاف أن عمل أشعة مقطعية على الأذن قد يساعد في التشخيص إلى حد ما، لأنها تُظهر تآكل في العظم حول العصب، ومن الممكن أن يظهر الورم فيها إذا كان حجمه كبيرا.
وسائل علاجية
علاج ورم العصب السمعي يتوقف على حجمه، فإذا كان أقل من 3 سم يعتمد العلاج على جاما نايف أو المشرط الجراحي، وهو عبارة عن إشعاع مركز يؤخذ مرة واحدة لحرق الورم، وفقًا لمختار، الذي رأى أن الحل الأمثل لعلاج الورم كبير الحجم يتمثل في التدخل الجراحي لاستئصال 90% فقط منه مع ترك الأجزاء الملتصقة بالأعصاب المهمة لتجنب احتمالية اصابة هذه الأعصاب أثناء الجراحة، ثم تعالج الأجزاء المتبقية من الورم بالجاما نايف.
أكد مختار أن هذه الجراحة تُجرى على يد جراح المخ والأعصاب وليس الأنف والأذن، لأن العصب خارج من جذع المخ وينمو باتجاهه، وجزء بسيط منه ينمو باتجاه الأذن الداخلية.
فيديو قد يعجبك: