أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أطباء يروون تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة مرضى كورونا

01:31 م الثلاثاء 19 يناير 2021

مرضى كورونا بالعناية المركزة

كتب - صابر نجاح:

مع بداية شهر مارس من العام الماضي، استهل الدكتور مصطفى الشحات مهمته، كرئيس لقسم العناية المركزة بأحد المستشفيات الخاصة، ليخوض برفقة زملاءه حربًا شرسة ضد فيروس كورونا المستجد.

"المرضى مكنوش قادرين يتنفسوا، كإن في حد بيخنقهم"، بهذه الكلمات بدأ الشحات بسرد الأوقات العصبية التي شهدتها أروقة العناية المركزة التي ظل رئيسها لمدة أربعة أشهر.

المضاعفات التي ألحقها الفيروس التاجي بالرئتين، جعلت استجابة المرضى لأجهزة التنفسي الصناعي شبه معدومة، وهذا ما أدى إلى نقص تشبع الدم لديهم بالأكسجين، بحسب الشحات.

وأضاف المدرس المساعد بكلية طب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن نقص الأكسجين بالدم يعرض مريض كورونا إلى فقدان الوعي، نتيجة لحدوث هبوط حاد في الدورة الدموية، قد يتفاقم إلى توقف عضلة القلب، مشيرًا إلى أن الحالات التي عادت إلى الحياة مرة أخرى بفضل أجهزة الإنعاش القلبي والرئوي كانت قليلة جدًا.

وبعد فترة من توليه المنصب الجديد، تبين للشحات أن تدهور حالات كورونا داخل غرفة العناية المركزة يعود إلى سببين، الأول "الإصابة بعدوى بكتيرية، مثل الالتهاب الرئوي البكتيري الذي يهدد الحوامل ومرضى الضغط والسكري والكبد على وجه التحديد" والثاني "خروج الجهاز المناعي عن السيطرة، حيث يقوم بمهاجمة الرئتين وأعضاء أخرى بالجسم، مثل الكلى والكبد، وتعرف هذه الحالة باسم (عاصفة السيتوكين)".

ورغم تعدد الحالات التي مرت على الشحات منذ تسلمه رئاسة العناية المركزة، ولكن لا تزال السيدة التي دخلت المستشفى وهي على مشارف الولادة عالقة في ذهنه، إذ تدهورت حالتها الصحية بسبب نقص الأكسجين بالدم، حتى توفى الجنين داخل رحمها، وبعد أيام قليلة، لحقت به، نتيجة للإصابة بجلطة في الشريان الرئوي.

وفيما يتعلق بسبب تعرض الحوامل المصابات بعدوى كوفيد-19 لنقص الأكسجين بالدم، أوضح الطبيب أن سبب يرجع إلى ضغط الجنين على الجزء السفلي من الرئتين، وهذا ما يجعلهن غير قادرات على التنفس بصورة طبيعية، بالإضافة إلى ضيق التنفس الذي يسببه فيروس كورونا.

الدكتور مصطفى الشحات

ومع بداية الموجة الثانية من فيروس كورونا، أدرك الشحات أنه أمام وباء متغير الأعراض، خاصةً أن هناك مريض عانى قبل وفاته من مشكلات في الجهاز العصبي، مثل فقدان الذاكرة والصداع النصفي والتشنجات وجلطات المخ، وهذا ما لم يرصده بين حالات العناية المركزة في الموجة الأولى.

واختتم الشحات حديثه بأشد اللحظات حزنًا التي شهدها خلال عمله بالعناية المركزة "مكناش بنلاحظ أي أعراض لكورونا على أغلب حديثي الولادة، وفجأة بنلاقيهم ماتوا، وبعد فحصهم، بنلافي الفيروس هو السبب".

اقرأ أيضًا: استشاري مناعة يكشف سبب إصابة البعض بكورونا دون أعراض

لم يكن الوضع مختلفًا كثيرًا مع الدكتور أحمد إبراهيم شلغم، الذي كان شاهد عيان على العديد من وفيات كورونا، منذ أن جرى التواصل معه في الأول من نوفمبر الماضي، للانضمام إلى فريق الرعاية المركزة بمستشفى الحوامدية العام.

"كان أصعب وقت ممكن يمر علينا داخل العناية المركزية، هو إن المريض تكون حالته مستقرة نسبيًا، وبدون مقدمات، يتوقف جسمه عن الاستجابة للعلاج لأسباب غير معروفة، لحد ما يموت".

وهذا ما حدث مع الدكتور خالد حمزة، استشاري الجراحة العامة، ومدير مستشفى الصدر بالحومدية، الذي عانى من نقص الأكسجين في الدم، وبدأ شلغم وزملاؤه في التعامل معه وفقا لبروتوكول وزارة الصحة والسكان لعلاج كورونا، ولكنه لم يستجب للعلاج، إلى أن صعدت روحه إلى بارئها.

الدكتور أحمد إبراهيم

يبدو أن حمزة ليس الحالة الوحيدة التي تركت أثرًا حزينًا في نفس إبراهيم، حيث أشار في حديثه إلى وفاة فتاة في طليعة العقد الثاني، وكانت مصابة بالفشل الكلوي "رغم جلسات الإنعاش القلبي والرئوي اللي خضعت لها، ولكنها مستجبتش وماتت".

علامات التعجب والريبة كانت جليه على ملامح الطبيب وهو يتحدث عن التدهور المفاجئ الذي تتعرض له حالات كورونا داخل العناية المركزة دون سابق إنذار "لحد دلوقتي الموضوع عليه علامات استفهام كتيرة، والأشعة المقطعية والتحاليل مش بتوضح إيه هو السبب".

قد يهمك: أستاذ فيروسات يكشف سبب الإصابة بكورونا بعد الحصول على اللقاح

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية