أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

استشاري نفسي يكشف أعراض متلازمة الخوف من السعادة وأسبابها

01:56 م السبت 02 نوفمبر 2024

الخوف من السعادة

كتب - محمد عماد

تُعد متلازمة الخوف من السعادة أو الشيروفوبيا (Cherophobia) إحدى الحالات النفسية التي تؤثر بشكل سلبي على حياة الأفراد المصابين بها، وفي هذه الحالة، يشعر الشخص بالقلق أو الخوف من السعادة والفرح، مما يدفعه لتجنب المواقف السعيدة والأحداث الإيجابية، اعتقادًا منه أن هذه اللحظات ستجلب بعدها مشاعر سلبية أو أحداثًا سيئة.

وفي التقرير التالي، يستعرض موقع "الكونسلتو" كل ما يخص بمتلازمة الخوف من السعادة، وفقًا للدكتور إسماعيل صادق استشاري الطب النفسي.

أوضح الدكتور إسماعيل صادق، استشاري الطب النفسي، في تصريحات خاصة لموقع "الكونسلتو" أن متلازمة الخوف من السعادة تتسم بظهور مجموعة من الأعراض التي قد تؤثر على حياة المصاب بها بشكل كبير، ومن هذه الأعراض تجنب المصابين للمناسبات الاجتماعية والأحداث المفرحة، مثل الحفلات أو التجمعات، حيث يرتبط لديهم الفرح بمشاعر سلبية تزيد من توترهم، ويظهر لدى هؤلاء الأشخاص قلق شديد عند توقع حدوث أحداث سعيدة، معتقدين أن السعادة قد تليها التعاسة أو المصائب.

وأشار صادق إلى أن المصاب يميل إلى الاعتقاد بأن السعادة ستؤدي إلى وقوع أمر سيء، مما يجعله يبتعد عن كل ما قد يجلب له الفرح أو السعادة، كما يظهر لديه ميل قوي للتشاؤم، حتى في الأوقات التي يُفترض أن تكون مصدرًا للبهجة، حيث يميل للتفكير بنتائج سلبية قد تحدث له، إضافةً إلى ذلك، يبرز لدى المصاب الخوف من التغييرات الإيجابية، مثل النجاح في العمل أو على الصعيد العاطفي، حيث يعتقد أن هذا النجاح قد يتحول لاحقًا إلى مصدر للألم أو الفشل.

اقرأ أيضًا: 8 علامات قد تكشف إدمانك للعمل- نصائح هامة للتعافي

ويرجع صادق، أسباب هذه المتلازمة إلى عدة عوامل نفسية واجتماعية، موضحًا أن التجارب السلبية التي مرّ بها المصاب عقب لحظات سعيدة قد تترك أثرًا عميقًا يجعله يربط السعادة بأحداث مؤلمة لاحقة، كما أن بعض المجتمعات تترسخ فيها معتقدات ترتبط بأن السعادة الزائدة قد تجلب الحظ السيء، مما يُعزز خوف الشخص من الفرح.

وأضاف استشاري الطب النفسي، أن نمط التربية القائم على القلق والتحذير من المخاطر يساهم في نشوء هذا الخوف غير المبرر من السعادة، إذ ينشأ الطفل في بيئة ترتبط فيها السعادة بالمخاوف والتردد، ولا يقتصر السبب على هذه العوامل فحسب، بل يمكن أن ترتبط المتلازمة أيضًا باضطرابات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب أو القلق، مما يزيد من الخوف من الفرح.

وتابع صادق، أن متلازمة الخوف من السعادة قابلة للعلاج من خلال عدد من الأساليب النفسية التي تهدف إلى مساعدة المصابين في التغلب على مخاوفهم والتمتع بحياة متوازنة، يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من أكثر الطرق فعالية، حيث يعمل على تدريب المريض على تحدي الأفكار السلبية المرتبطة بالسعادة واستبدالها بأفكار إيجابية، مما يعزز رؤيته للحياة بشكل أكثر تفاؤلاً، ويُشجع المرضى على تعلم تقنيات التحكم في القلق والاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل، لتقليل التوتر الناتج عن مشاعر السعادة.

قد يهمك: الحديث مع النفس.. فضفضة أم مرض نفسي؟

وإلى جانب العلاج السلوكي، يوصي صادق بالعلاج النفسي الديناميكي، الذي يهدف إلى استكشاف الجذور العميقة للمشاعر المرتبطة بالخوف من السعادة، خاصةً تلك المرتبطة بتجارب مؤلمة سابقة، ويُعتبر التعرض التدريجي للأحداث السعيدة خطوة فعالة لكسر العلاقة السلبية بين الفرح والمشاعر السلبية، إذ يتم تشجيع المصاب على مواجهة هذه المواقف بصورة تدريجية.

واختتم صادق، تصريحاته، أن الدعم الاجتماعي من العائلة والأصدقاء له دور هام في العلاج، حيث يشجع هذا الدعم المصاب على استكشاف الفرح بتوازن ويمنحه شعورًا بالأمان في الأوقات السعيدة، مما يساعده على التخفيف من مشاعر الخوف والقلق.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية