الوقوف طويلًا أمام المرآة علامة لاضطراب عقلي.. مضاعفاته خطيرة
كتبت- ياسمين الصاوي
يُعرف التشوه الجسمي «Body dysmorphic disorder» بأنه اضطراب عقلي لا يستطيع صاحبه التوقف عن التفكير بأن هناك عيب أو أكثر يفسد مظهره الخارجي، وربما يشعر بالتوتر ويبتعد عن العديد من المواقف الاجتماعية.
يعاني المريض باضطراب التشوه الجسمي من تولية اهتمامه بشكل كامل لمظهره الخارجي وجسده، ويكرر التردد على المرآة دائمًا لفحص نفسه، وفي بعض الأحيان يقضي عدة ساعات يوميًا أمامها، ويشعر بالضغط والتوتر بشأن أي عيب في جسده، وربما يبحث عن كم هائل من المنتجات لمحاولة إصلاح هذا العيب، ومن الممكن أن يشعر بالرضا بشكل مؤقت لكن يعود إليه القلق مجددًا، ويبدأ في البحث مرة أخرى عن طريقة بديلة، وفقًا لموقع «mayo clinic».
الأعراض
- الانشغال المفرط بشأن عيوب المظهر الخارجي، والتي لا يمكن أن يراها الأشخاص أو تظهر في المرآة.
- الاقتناع الشديد أن هناك عيوب بالمظهر تجعل الشخص متذمرًا.
- الاعتقاد أن الأشخاص يلاحظون هذا العيب ويسخرون منه.
-اتباع سلوكيات من شأنها محاولة إصلاح العيب أو إخفائه، مثل التردد على المرآة دائماً وشد الجلد.
- اللجوء إلى الملابس ومستحضرات التجميل لإخفاء هذا العيب.
- البحث الدائم عن رأي الآخرين في المظهر الخارجي للشخص.
- البحث عن منتجات تجعله يشعر بقليل من الرضا.
- تجنب المواقف الاجتماعية.
- تسبب المظهر الخارجي في ضغط نفسي كبير أو مشكلات في الحياة الاجتماعية والعمل والمدرسة وغيرها.
ومن الممكن أن يعاني الشخص من الإنزعاج بشأن مظهره في منطقة أو أكثر بالجسم، إلا أن التركيز على تغيير هذه المنطقة طوال الوقت يسبب مشكلة.
من أكثر المناطق:
- الوجه، مثل الأنف والبشرة وما يظهر عليهما من تجاعيد أو حب الشباب أو غيرها.
- الشعر، بما فيه من شكله وكثافته ووجود مناطق صلعاء.
- حجم العضلات والصدر.
الأسباب وعوامل الخطر
اختلاف بالمخ
ربما يلعب تغير هيكل المخ والأعصاب دورًا في الإصابة باضطراب التشوه الجسمي.
الجينات
يعد هذا الاضطراب شائعًا بشكل أكبر لدى من عانى أقاربهم وأسرتهم من المشكلة نفسها من قبل.
البيئة المحيطة
من الممكن أن تساهم البيئة والتجارب الحياتية والثقافة في الإصابة باضطراب التشوه الجسمي، خاصة إذا عانى الشخص من مواقف اجتماعية سلبية خاصة بمظهره الخارجي أو عيوب ظهرت في طفولته.
المضاعفات
- الاكتئاب الشديد أو غيرها من الاضطرابات المزاجية.
- الأفكار والسلوكيات الانتحارية.
- اضطرابات القلق.
- مشكلات صحية نتيجة السلوكيات المتبعة مثل شد الجلد.
- اضطرابات تناول الطعام.
- اضطراب الوسواس القهري.
- تعاطي المخدرات.
الوقاية والعلاج
لا يوجد سبيل للوقاية من هذا الاضطراب، حيث يبدأ في مرحلة مبكرة من المراهقة، لكن اكتشافه مبكراً قد يصبح مفيدًا، ويخضع المصاب لعدة طرق من العلاج:
العلاج السلوكي المعرفي
- يساعد على معرفة أن الأفكار السلبية وردود الأفعال العاطفية والسلوكيات تؤدي إلى استمرار المشكلة طوال الوقت.
- تحدي الأفكار السلبية حول صورة الجسم وجعل العقل أكثر مرونة وواقعية.
- تعلم طرق التعامل مع الانزعاج، ما يساعد على قلة التردد على المرآة.
- تعلم سلوكيات أخرى لتحسين الصحة العقلية.
الأدوية
هناك بعض الأدوية التي حازت على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج هذه الحالة، مثل: مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية «SSRIS».
الانتقال إلى المستشفى
في بعض الحالات يصبح اضطراب التشوه الجسمي حادًا وخطرًا، ويحتاج إلى نقل الشخص للمستشفى، وذلك عندما يعجز عن مباشرة مسئولياته اليومية، وتصل الخطورة إلى محاولة إيذاء نفسه.
فيديو قد يعجبك: