حتى لا يصاب طفلك بالوسواس القهري.. تجنب هذه الأمور
حسناء الشيمي
ذهبت والدته لتأخذه من المدرسة، وبمجرد وضع يدها على وجهه صاح وغضب بشدة، وأسرع ليغسله أكثر من مرة، فسألت صديقتها عن هذا حتى أجابتها الأم: «عنده وسواس قهري».
«الوسواس القهري» فكرة تسيطر على الفرد حتى تتحول إلى ضغط، يُعبَّر عنه في صورة أفكار أو سلوكيات إجرائية، ويصيب الأطفال في عمر 11: 12 عامًا، وفقًا لما يقوله الدكتور عبد الفتاح درويش، أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية.
وللوسواس القهري أنواع:
وسواس على المستوى المعرفي
أفكار تلح على الأفراد بشكل متكرر، قد تقلل من ثقته بنفسه، كمثال: «أنا مش شاطر، أنا محدش بيحبني، أختي أحسن مني، ربنا مبيحبنيش».. وغيرها.
وسواس على مستوى السلوك
وهو الأخطر لأنه يعيق الطفل عن ممارسة حياته بشكل طبيعي، فغالبًا تجده يعيد تكرار بعض التصرفات للتأكد من إتمامها على أكمل وجه، كغسل يديه أكثر من مرة، والغضب إذا لمسه أحد، وشك أن يديه متسختين،..وهكذا، حتى ينعزل عن الناس.
ويوضح أستاذ علم النفس، أن مريض الوسواس القهري قد يشكك في صحة كل شيء حوله، حتى الطعام، لذا يوصي بأهمية اللجوء إلى الطبيب المتخصص والخضوع إلى العلاج.
أسباب الإصابة بالوسواس القهري
يقول «درويش» إن المرض أساسه نفسي ويحدث لوجود جينات وراثية تنشط عند التعرض لظروف أسرية غير مستقرة وممارسات عنيفة من الأم أو الأب.
ويشير إلى الدراسات التي أثبتت أن الأطفال مرضى الوسواس القهري ينتمون لأب عنيف وقاسي وعصبي، فضلًا عن الحرمان العاطفي الناتج عن قسوة التعامل وقلة التفاعل مع الأسرة.
ويضيف أستاذ علم النفس أن الأطفال يعانون في الغالب من الوسواس القهري نتيجة شك الأسرة الدائم في تصرفاتهم، وجعلهم يشعرون بالذنب.
كيف يُعالج الوسواس القهري؟
ينقسم العلاج إلى: تحليل نفسي متعمق يكون من خلال عرض الجوانب الأولى لحياة الطفل، ومعرفة العوامل التي أدت لظهور المرض، والظروف الاجتماعية، وعلاقته بوالديه.
وهناك العلاج النفسي السلوكي، ويتم من خلال إخضاع المريض لمجموعة من الاختبارات، ومناقشة المريض في بعض الأفكار الخاطئة التي أدت إلى تكوين المرض.
وينصح «درويش» الأهل بأهمية احتواء مريض الوسواس القهري، لحمايته من تطور المرض، ومشاركته لبعض الأفكار والتحدث إليه، وضرورة الإنصات إليه وعدم نقده أو توبيخه.
فيديو قد يعجبك: