القدم المخلبية تؤذي عظام الطفل.. هكذا تتجنب مخاطرها
كتبت- أسماء أبو بكر
تؤثر تشوهات القدم عند الأطفال على الأوتار والأربطة، وربما يمتد تأثيرها بمرور الوقت إلى العظام، ومن بين هذه التشوهات القدم المخلبية، التي تحتاج إلى التدخل الطبي السريع لتجنب مضاعفاتها المختلفة.. فما أسبابها وكيف يتم التعامل معها طبيًا؟
القدم المخلبية
الدكتور محمد حسن، استشاري جراحة العظام والمفاصل، يقول إن القدم المخلبية تنتج عن عدم وجود تناسق بين العضلات الموجودة في القدم، فبعض العضلات الداخلية تكون ضعيفة ويحدث فيها تقلص، ويعتبر هذا النوع من تشوهات قدم الأطفال أكثر انتشارا من القدم المسطحة «الفلات فوت».
أما عن الأسباب فيوضح استشاري جراحة العظام أنها قد ترجع إلى أسباب وراثية وفي هذه الحالة تظهر منذ ولادة الطفل، أو نتيجة خلل في النمو، أو بسبب نقص فيتامين (د) أو نقص الكالسيوم وسوء التغذية، لكن في هذه الحالة غالبًا ما تظهر القدم المخلبية في سن عامين أو ثلاثة أعوام من عمر الطفل.
من جانبها تعتبر الدكتورة ناهد الحسيني، استشاري العلاج الطبيعي، أن القدم المخلبية ترجع في الأساس إلى عيب خلقي يولد به الطفل، لكن تختلف شدتها من حالة لأخرى فقد تكون بسيطة أو متوسطة أو شديدة.
مضاعفات كثيرة
تأخذ القدم شكل المخلب لأن قوس القدم يكون عالي أكثر من الطبيعي، لدرجة تجعل الطفل يمشي على جزء من الكعب وأطراف الأصابع فقط وليس على القدم بالكامل، وفقًا لـ«حسن»، موضحًا أن المشكلة في البداية تكون على مستوى الأربطة أو العضلات لكن إهمال العلاج يسبب مضاعفات كثيرة كحدوث تشوه في عظم القدم نفسه، بالتالي يكون العلاج أصعب.
يضيف «حسن» أن الطفل المصاب بالقدم المخلبية يتأخر في المشي، ثم يعاني بعد ذلك من إجهاد شديد عند المشي أو الوقوف، تصل المضاعفات إلى حدوث انحناء في الساق فضلًا عن أنه سيعاني في الكبر من آلام في الركبة ومفصل الحوض والعمود الفقري.
تضيف «الحسيني» أن تأخر أو إهمال علاج القدم المخلبية يؤدي إلى تشوه دائم في العظام، يجد الطفل صعوبة في المشي ويكون كثير السقوط، ولا يتمكن من ارتداء الأحذية.
وسائل علاجية
القدم المخلبية يتم تشخيصها بالفحص الإكلينيكي، لكن لا بد من أخذ بصمة القدمين عن طريق الكمبيوتر لتحديد درجة التشوه ثم بدء العلاج، وفقًا لـ«حسن»، مؤكدًا أن العلاج يكون أسهل مع التدخل المبكر، خاصة خلال الثلاثة أشهر الأولى من عمر الطفل، حيث يتم الاعتماد على العلاج الطبيعي وبعض الوسائل العلاجية الأخرى دون الحاجة للجراحة.
يتابع استشاري جراحة العظام أن العلاج يتمثل في عمل إطالات للأربطة المتقلصة عن طريق البلاستر الطبي الذي يضعه الطفل لمدة 3 شهور ولا بد من تغييره كل أسبوع، ثم يتم عمل جبس للقدم يستمر في الغالب حتى يتم الطفل عامه الأول لكن يتغير كل 6 أسابيع.
يتابع «حسن» أن الطفل يحتاج إلى ارتداء حذاء طبي يتم تفصيله حسب الحالة عند الجبس، ويستمر في ارتدائه حتى تأخذ القدم شكلها الطبيعي، مشيرًا إلى أنه في بعض الحالات يحتاج الطفل إلى ارتداء جبيرة أثناء النوم أو جهاز طبي معين.
أما عن دور العلاج الطبيعي فتوضح «الحسيني» أنه يتم تقوية العضلات العكسية عن طريق التمرينات العلاجية وجهاز التنبيه الكهربائي الذي يساعد على قبض وبسط العضلات، ويحتاج الطفل إلى عمل جلسات العلاج الطبيعي لمدة تتراوح من شهرين إلى 3 شهور حسب شدة تشوه القدم.
فيديو قد يعجبك: