مرض بلاونت يتشابه مع تقوس الساقين.. لهذا السبب يصيب الأطفال

كتبت- أسماء أبو بكر

مرض بلاونت.. أحد أمراض العظام التي تصيب الأطفال ويتشابه في أعراضه مع تقوس الساقين، إلا أن كل منهما له أسباب ووسائل علاجية مختلفة عن الآخر، خاصة أن مرض بلاونت غالبًا ما يكون أكثر حدة في أعراضه ومضاعفاته.

يختلف بلاونت عن حالات تقوس الساقين الأخرى، وفقًا لما قاله الدكتور مصطفى بركة، استشاري جراحة عظام الأطفال ومدرس جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس، موضحًا أن السبب الرئيس لمرض بلاونت وجود مشكلة في الجزء الداخلي من مركز النمو، وبالتالي الجزء الخارجي منه ينمو أسرع ما يؤدي إلى تقوس الساق للداخل.

أضاف بركة أن بلاونت نوعين، فقد يصيب الأطفال أقل من 3 سنوات، أو في سن 10 سنوات، موضحًا أن الأول أكثر انتشارًا ويؤثر على الساقين، أما الثاني يؤثر غالبًا على ساق واحدة فقط.

مرض بلاونت يصبح أكثر حدة بمرور الوقت، لأن المشكلة تكون في مركز النمو وبالتالي لم يشف تلقائيًا كما هو الحال في بعض حالات تقوس الساق الأخرى، وفقًا لاستشاري جراحة عظام الأطفال، الذي أوضح أن مرض بلاونت يتميز عن حالات التقوس الأخرى بـ:

- مكان التقوس: في مرض بلاونت يوجد التقوس أسفل الركبة مباشرة، لكن في الحالات الأخرى يكون في منتصف الساق.

- يصاحبه غالبًا التواء القدم للداخل.

- حدته تزداد مع الوقت.

الفحص الإكلينيكي ضروري لتشخيص مرض بلاونت، بجانب إجراء أشعة عادية، وبمجرد تشخيص المرض لا بد من التدخل الجراحي مباشرة، هذا ما أوصى به بركة، محذرًا من التأخر في استشارة الطبيب لأن ذلك يصعب العلاج ويؤدي إلى الوصول إلى المراحل المتقدمة منه، لأنه عبارة عن 6 مراحل، وكل مرحلتين لهما علاج مختلف.

أوضح بركة أن المرحلة الخامسة والسادسة غالبًا لا يعمل فيها مركز النمو ويصاحبه جمودًا في سطح المفصل، وبالتالي علاجهما يكون أصعب، عكس التدخل في المراحل المبكرة كالمرحلة الأولى والثانية، مشيرًا إلى أن علاجهما في السابق كان يعتمد على ارتداء الطفل لجبائر معينة أو تجبيسه بطريقة معينة.

لكن حاليًا يعتمد علاج المرحلة الأولى والثانية على تدخل جراحي بسيط، واستخدام شرائح النمو الموجه، التي تساعد في جعل مركز النمو يعالج التقوس، إلا أن هذه الطريقة لا تصلح مع المراحل الأخرى ولا تعطي نتائج جيدة وقد تسبب مضاعفات، لذلك يتم اللجوء إلى أساليب جراحية أخرى كالشق العظمي والاستعدال، هذا ما ذكره بركة.

تابع بركة أن في المرحلتين الخامسة والسادسة تحديدًا، لا بد من استعادة استقامة سطح المفصل وعمل شق عظمي وتثبيت بجهاز الاليزاروف أو عن طريق الشرائح والمسامير.